بقلم: لميس الحديدى |
لا أملك موقفًا قاطعًا من قضية إعدام أو ذبح الخنازير.. لكنها – فى الواقع – كشفت عن الاحتقان الطائفى فى مصر والذى نحاول كثيرًا أن نتجاهله، بينما هو موجود بيننا يرتع وينتعش ويطل علينا بقوة كلما ظهرت مشكله ما.. والآن المشكلة هى ١٦٥ ألف خنزير. هكذا تكشف أنفلونزا الخنازير عن أنفلونزا الفتنة، التى تنام ثم تصحو على أى كارثة صغيرة كانت أو كبيرة. لكن قضية الخنازير تكشف عن قصور فكرى من الطرفين، أولا من جانب الحكومة التى عجزت عن نقل مزارع الخنازير وإقامة مزارع فى بيئة أفضل لا يعيش بها الخنزير مع الطير والإنسان مع القمامة.. وبالتالى اختارت الدولة السبيل الأحوط وهو إعدامها وذبحها، وأظنه السبيل الأفضل، لأن تاريخنا فى علاج الأزمات ليس الأفضل، ولو كنا انتظرنا نقل الخنازير والتلكؤ فى ذلك، ومقاومة أصحاب المزارع، لكانت أنفلونزا الخنازير قد استوطنت وترعرعت وانتشرت.. إذن قتل الخنازير هنا هو السبيل الأحوط، لأننا نعرف أننا لا نستطيع القيام بالأشياء بشكلها العلمى الطبيعى. ولكنى أظن أن الإخوة الأقباط يجب ألا يأخذوا الأمر بتلك الحساسية المفرطة، فعلى الرغم من أن كتلة الإخوان فى المجلس مؤثرة، فإن القرار اتخذه الرئيس بنفسه، ورغم أننى لا أنكر أن للإعلام وللمجلس تأثيرًا فى الضغط، لكن هذه المرة - ربما كانت من المرات القليلة – يكون فيها تأثير الضغط للأحوط والأصلح.. مرة أخرى نحن لا نستطيع القيام بالسلوك العلمى الطبيعى (تربية الخنازير فى مزارع صحية). الآن يجب أن يكون السؤال الأهم: وماذا عن القمامة التى ستترك وراء الخنازير؟! هل هناك أى خطة حكومية لإعدام هذه القمامة، أو تدويرها؟ أم أننا سنترك القمامة تولد آلاف الميكروبات؟ بل وربما بها نفسها أنفلونزا خنازير! فيما يعيش حولها الناس أيضا مسلمين كانوا أو مسيحيين.. فى النهاية مصريون. Lamees@link.net |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت | عدد التعليقات: ١ تعليق |