الأقباط متحدون | سنة مرت مش بالسلامة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:٣٦ | السبت ٢٥ ديسمبر ٢٠١٠ | ١٦ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٤٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

سنة مرت مش بالسلامة

السبت ٢٥ ديسمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: سحر غريب
كلما مرت من عُمر الزمان سنة توقعنا بأن هذا المرور الكريم سيكون آخر الأحزان، وأن القادم سيكون أفضل من جميع الزوايا، كل مرة تفشل توقعاتي لأنها توقعات خيالية، لا تفرضها مُعطيات الواقع المؤسف البهيم، لذا قررت أن أكون واقعية لمرة واحدة في حياتي من باب التغيير فقط، وحتي لا يتهمني التاريخ والبشرية المُعذبة بأنني واحدة مُغفلة، لأة ياجماعة أنا أتغيرت، من النهاردة لن أكون خيالية وسأقرأ الواقع وسأتنبأ بالمستقبل وبخزعبلاته القادمة سأصبح بقدرة قادر قارئة لكف السنة.
فأنا أرفض هذا التفاؤل الغير مُبرر وأخبركم بكل حب وأريحية وتجارب منيلة بنيلة سابقة: عيشوا عيشة أهاليكم ولا تفرحوا كثيرًا ولا تبنوا الآمال ولا تنتظروا عامًا سعيدًا علينا وعليكم بل توقعوا عامًا مقندل باهت الملامح يمكن يخلف توقعاتنا كما عهدناه دائمًا ويصبح سعيدًا متغيرًا وهذا كلام في سركم وليس للنشر، والسبب فيه بواقي حالة تفاؤل قديمة سأعالج منها قريبًا.

فبالله عليكم كيف يكون العام الجديد سعيدًا وما هي مبرراتكم لتوقعاتكم المُفرطة التفاؤل، هل استعددتم وأعددتم عدتكم من أجل تحسين الوضع، لا تكذب، فبالطبع لا، فأنت لم تعد العدة إلا لحالة سُبات عميقة، وكسل وخيم، وتواكل لا محل له من الإعراب.
لم نختر مجلس الأمة وسنحيا خمس سنوات قادمة ومجلس عقلائنا لا يقول إلا "موافقون" و"آمين"، ولا يطلب طلبات إحاطة إلا لتصفية خلافات شخصية، ستوهمك بأن هذا المجلس مجلس شعب بحق وحقيقي.

ستقرأ تصريحات السادة الوزراء وهي تقول لك يا أعمي يا مُدعي. ما الحالة أشية ومعدن وحديد وعز وميت فل وأربعتاشر، أنت بس اللي فتحت السنة من قفاها فرأيت مالا ترضاه.

وستقرأ عن القرش الإسرائيلي الذي استوردته إسرائيل من أجل عينيك، ومن أجل قصف الموسم السياحي في مقتل، وستقرأ عن أنباء تؤكد أن إسرائيل وراء حالة الغليان الطائفي التي تعيشها حضرتك في بلدك، وكأن إسرائيل دخلت عقلك وبرمجته وحشرت فيه مفاهيمك الغبية، وسوء تصرفاتك أنت وحكومتك.
وستتابع مصر وهي تأخذ صفرًا سنويًا جديدًا – ربنا مايقطعلها عادة - وستطالب الدولة بحقها في الإحتفال السنوي بأصفارها، وستدفن أنت رأسك خجلاً من أصفار وسياسات بلدك السفيهة.
في العام الجديد أهيب بك ألا تنسى أن تسير بجوار الحائط، لأن البلد دي فيها قانون لا يسير إلا علي الغلابة، ولا تتصور بأن القانون منزوع الأنياب، أسود علي اللئيم أبيض على الحليم، فالقانون مازال لا يعترف بخالد سعيد، ومازال يراه مُدمنًا يستحق الإعدام رميًا بالتهم الباطلة، ومازال أصحابه يتساقطون واحدًا تلوا الآخر، وياللعجب في داخل نفس الملعب في الإسكندرية، وكأن الشرطة تُريك أنها لا تتأثر، وأن عيناها تندب فيها رصاصة.
ستستمر حياتك وأنت تعيش في دولة لا تهتم بك ولا برغباتك، بل تهتم فقط بحفظ الجالسين على الكراسي الملتصقين عليها بلصقة غراء، أما أنت فعذرًا طظ في حضرتك وفي ضروريات حضرتك وكله يدافع عن نفسه.
في العام الجديد ستتسول المستشفيات منك حتى تعالج ما أفسدته الدولة الفاسدة، وستدفع صاغرًا أو رافضًا.
وبعد كل هذا عاوز تحتفل .. هو البعيد عنده إحساس!
عمومًا كل سنة وانت مواطن مصري وكفي. وافهمها أنت.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :