الأقباط متحدون | الأبدية ليست عقابا او ثوابا
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٠:٢٩ | السبت ٢٥ ديسمبر ٢٠١٠ | ١٦ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٤٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الأبدية ليست عقابا او ثوابا

السبت ٢٥ ديسمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم : د. رأفت فهيم جندى

فى ولادة النور من اللهب لا نقول "كيف يلد اللهب نورا ولم تكن له صاحبة؟" وهكذا فى الفكر المسيحى، فالمسيح هو كلمة الله وحكمته الخارج من الذات الألهية قبل كل الدهور ولهذا نقول عليه ابن الله، وولادته الأزليه من الذات الإلهية ليست مثل ولادة البشر يلزم لها تزاوج.
أما عن ولادة يسوع المسيح فانها "تجسد كلمة الله" ولهذا كان تجسده من عذارء بدون أب. فالمسيح فى ولادته الأزليه كان بدون أم، وفى تجسده البشري كان بدون أب. فيسوع له بداية ولكن المسيح أزلى ليس له بداية، ولكى نفهم الفرق بين يسوع والمسيح نقول ليس كل اليهود آمنوا أن يسوع الذى رأوه هو المسيح الذى
ينتظروه، فيسوع هو الناسوت والمسيح هو اللاهوت.

وفصل التاريخ بين حقبتين "قبل الميلاد" و"بعد الميلاد" والمقصود بالميلاد هنا هو تجسد كلمة الله من عذراء، وولادة يسوع المسيح فى العالم.
بدأ المسيحيون بالإحتفال لميلاد يسوع المسيح فى القرن الرابع الميلادى وكانوا قبلها يحتفلون بصلبه وقيامته فقط. واتفقوا على ميعاد رمزي لتجسده يكون فى اشد الأيام ظلمة فى الشتاء فى النصف الشمالى من الكرة الأرضية، حيث أن معظم النصف الجنوبى لم يكن قد تم اكتشافه بعد. وعندما غير الأوروبيون تقوميهم لأسباب فلكية علمية لم يغير الشرقيون من نتيجتهم فاختلف عيد الميلاد بين الشرقيين والغربيين. 

سقط أدم الأول الذى خلقه الرب الأله من تراب بدون اب أو أم، وسقطت البشرية كلها خلفه. لهذا تجسد كلمة الله ليكون مثلا للبشرية التى لا تسقط وليتحد به كل البشر المؤمنيين بخلاصه على الصليب لكى يكون لهم النجاة الأبدية، ولهذا نقول عن يسوع المسيح انه أدم الثانى الذى لم يسقط.
فيسوع المسيح فى العقيدة المسيحية هو الله الذى ظهر لنا فى الجسد.
السيد المسيح فى تجسده تفوق على كل البشر فى العطاء والبذل ووصل لبذل نفسه على الصليب بكامل ارادته، ولو لم يتجسد الله لأستطاع البشر أن يقولوا له أنت تأمر البشر بما لم تفعله.

الرب الإله أب حنون يتفوق فى محبته على البشر، وليس جالسا فى علياءه بعيدا عنا يأمر وينهى ويستمرئ وجود عبيد له يعاقبهم او يكافئهم، الرب الإله ليس أب غادر قاسى يأمر بعض ابنائه بقتال وقتل اخوتهم، ولكنه إله محب للبشر اطلق عليهم انهم ابناؤه، ولكن البعض يستمرئ درجة العبودية ويرفض أن يكون ابنا له. وهؤلاء هم الذين اختاروا بأنفسهم أن يطردوا خارج الملكوت، ولهذا قال السيد المسيح "وَالْعَبْدُ لاَ يَبْقَى فِي الْبَيْتِ إِلَى الأَبَدِ أَمَّا الاِبْنُ فَيَبْقَى إِلَى الأَبَدِ."
فأبديتنا نقررها بأنفسنا فى اختيار كوننا ابناء أم عبيد لله، وليست ابديتنا هى عقاب او ثواب لما نفعله فى الدنيا. ولكن افعالنا تدل على إيماننا الفعلى لأننا نظهر إيماننا بأعمالنا، والأبن يجاهد لكى يتشبه فى افعاله بأبيه لكى يكون ابنا له. فالمسيحية إيمان وجهاد مع النفس ايضا.
ولنتخيل المسيح كسفينة فضاء مجانية اتت لنا لتخرجنا من عبودية الجاذبية الأرضية، فالذى يركبها يتحرر من الجاذبية ويخرج للفضاء والعكس بالعكس، وليس هذا عقابا او ثوابا ولكنه نتيجة طبيعية لأختيارنا.

والشيطان يحاول أن يضلل البعض عن هذا الخلاص المجانى الذى صنعه الرب الإله لهم بإنكار الوهية المسيح وايضا إنكار موته على الصليب.
أجمل التهانى بتجسد الرب الإله وولادته فى العالم من العذراء القديسة مريم لكى يكون آدم الثانى لنا الذى لم يسقط، والذى باتحادنا به نخرج من درجة العبودية الساقطة االتى لا تعاين الله الى درجة الأبناء المبررين به.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :