بقلم: هادي جلو مرعي
كان صوت عبد الباسط عبد الصمد يشنف الأسماع الموبوءة بالأغان الرخيصة وهو يتلو..وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت )؟؟؟لكنه كان يضرب في أعماق الروح المضطربة..
كنت في أيام الصبا أشاهد الأفلام التي تروي سيرة الإسلام العظيم وحربه مع جاهلية العرب المقيتة وهم يئدون بناتهم الصغيرات في حفر ويهيلوا على الجثث الغضة أكوام التراب( أولاد الكلب)!
وبين عبد الباسط عبد الصمد وذكريات الطفولة عن جاهلية تلفزيونية كنت أتحسر لفقد الجميلات. وفي فلم كنت أرقب الشيماء بنت المرضعة السعدية التي تكفلت باليتيم محمد وأقول لنفسي .ترى لو أن والد الشيماء كان إجتثها ووأدها في صغرها هل كنا سنرى هذه الرقة والعذوبة والحنو على نبينا اليتيم.
وحين رزقت بطفلتي الاولى سميتها شيماء وسألوني لم سميتها الشيماء؟ قلت شعرا عراقيا دارجا نظمته منتشيا وهو ليس بشعر.وقلت ,,,شيماء أخت الرسول ومن ريحة أهل البيت.
في مكة وحين كان أقزام التاريخ من قريش يدفعون أوباشهم لرمي محمد بالقاذورات وكروش البهائم النتنة كانت فاطمة تأتيه باكية وهي ترفع عنه حقد الجاهلية.ثم لتنبت عظماء التاريخ الإنساني وأجمل الشهداء وأرقهم وأعذبهم وأكثرهم إحساسا بالحب العذري ( الحسين) ,حين خطب (لبنى)لشقيقه بالرضاع (قيس بن ذريح) ..لكن الأغبر قيس طلقها بعد شهر وهي لبنى روحي لها الفدا..
وفي معركة أحد وحين كان رجال المسلمين منشغلين بالحواسم ,وحين كان خالد بن الوليد وصحبه يهوي على رؤوس المجاهدين المتخاذلين بسيفه كي يصل الى محمد, كانت المرأة الرائعة (نسيبة) تذب عنه بسيفها وتضمد جراحه من دون الرجال!
الثلاثاء الفائت وتحت قبة البرلمان الديمقراطي العراقي كان السيد رئيس الوزراء يتلو أسماء الرجال في حكومته ولم يكن من إسم لواحدة من النسوان الجميلات الواعيات ,وكأنه يعبر عن حال الكتل السياسية التي رزحت تحت أغلال العبودية للمناصب الزائلة ورفضت ترشيح عدد من النساء لمناصب الوزارة؟ وكأنه لايعلم أن معظم النواب والوزراء والمسؤولين توجههم وتأنقهم وتدلهم على الطريق نساؤهم الواعيات.
لقد أصدر البرلمان العراقي تشريعا مخيفا بإعادة العمل بنظام الجاهلية في جزيرة العرب والخاص بوأد النساء وكان تشريعا ضمنيا وصفته لي النائبة صفية السهيل بقولها ..( لقد رفعوا إجتثاث البعث عن الرجال وحولوه الى النساء)!!
النائبة صفية السهيل والنائبة آلا طالباني كانتا تعبران عن حال التراجع الذي أحبط نفوسنا الراغبة بعراق يحكمه النساء والرجال معا..وكان مأمولا أن تتولى وزارة الثقافة أو المرأة وحتى البيئة أو السياحة واحدة من النساء خاصة بعد ورود إسم النائبة ميسون الدملوجي..
أنا أدين ماقام به البرلمان العراقي لأنه سمح للرجال بالتسلط المقرف على النساء وحجب عنهن حقوقهن التي كفلها الدستور لهن, وأطالب السيد رئيس الوزراء بعدم التراجع عن وعده الذي قطعه على نفسه بعدم المجئ الى البرلمان في حال لم تقدم له الكتل السياسية عددا من المرشحات للحقائب الوزارية الشاغرة