الأقباط متحدون | مصر التى فى خاطرى
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٢:٠٤ | الاثنين ٢٧ ديسمبر ٢٠١٠ | ١٨ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٤٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

مصر التى فى خاطرى

الاثنين ٢٧ ديسمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: نادر فوزي
منذ سنوات  وكل يوم نسمع اخبار تأتينا من وطننا تحمل رائحه الكره  لكل ما هو قبطى  .. قتل هنا وخطف هناك .. حرق كنيسه او هدم دير ... ويوم من بعد يوم تحولت مشاعر الحب داخلنا لمصر لكراهيه دون ان ندرى او نشعر .. واصبحت المشاعر داخلنا مزيج من ذكريات جميله وحاضر بغيض واصبح القبطى فى المهجر لا يشعر بمصريته كما كان يشعر بها من قبل واصبحت حتى الرياضه فى مصر تحمل الطابع الاسلامى واصبح فريق الفراعنه هو فريق الساجدين على يد مدرب كانت الجماهير منذ سنوات تشكك فى بنوته لابنه كريم بعد ان تزوج راقصه قبض على اختها فى قضيه اداب .. اتذكر منذ سنوات عندما دخلت مصر كاس العالم على يد الجوهرى وكنت فى السويد فى هذا الوقت وكان المصريين لا يتجاوزوا التسعه  افراد مسلمين ومسيحين فى البلد الذى كنت اسكن فيه .. اننا كنا نتجمع جميعا فى منزل احدنا لنشجع بلدنا بجنون رافعين اعلام مصر على سيارتنا ... واتذكر اننى لم احزن على فريق الساجدين عندما انهزم من الجزائر فى كأس العالم الاخيره .

لقد نجحت الحكومه والاسلامين فى تحويل حبنا لبلدنا الى مشاعر حقد ممزوجه بغضب مكبوت وتحول القبطى الذى لم يعرف الا الحب لبلده الى كاره لكل ما هو مصرى ... لا ينكر احد اننا لم نسمع يوما عن جاسوس قبطى خائن لبلده او مخرب قبطى فجر قنبله دمرت جزء من وطنه .. بل كنا نسمع ان وزير الخزانه (الماليه الان) لابد ان يكون قبطى لامانته ووزير التموين كذلك ..

واليوم وهو يوم اجازه فى العالم الغربى جلست اراجع ذكريات العمر واكتشفت شئ غريب جدا اننى كلما شعرت بالبغض لمصر احبها اكثر .. اكتشفت اننى لم استنشق يوما عبير مثل عبير فجر مصر فى الربيع وشجر الليمون يتفتح ويعبق الاثير برائحه نفاذه جميله .. اكتشفت اننى فقدت طعم الخضار المصرى الممزوج بطمى النيل او فاكهه مصر المميزه بصغر حجمها وحلاوه طعمها ... مهما كانت فاكهه العالم فلا يضاهى فاكهه مصر سبيلا ... اين الاصوات المزعجه التى كنا ننزعج منها وهى الان سيمفوانيه فى اذنى من بائع الخضار الى بائع الروبابكيا ... حتى الاذان المزعج فى اولى ساعات الفجر جزء من ذكرياتى التى لا استطيع ان امحيها من حياتى .. اين رائحه تراب بلدى وزعابيب امشير وكل ماكنت اهرب منه اصبح جميلا دون ان اشعر ..

ووجدت فى النهايه اننا كلما كرهنا مصر ازددنا حب لها ... ولن تستطيع مليون حكومه او اخوان ان يقتلعونا من جذورنا ... لست سويدى او كندى بل اننى مصرى وسأظل مصرى حتى لو استمروا فى منعى من دخول بلدى ... اننا سفراء اجدادنا الفراعنه فى كل انحاء العالم ... لسنا سفراء مبارك وعصابته بل احفاد بناه الاهرام لذلك سنظل مصريين وسنظل نفتخر بطابور الفراخ (طابور العيش جاء بعد ان رحلنا) وبطاقه التموين .. وستظل اجمل الحان تشنف اذاننا هى الحان ام كلثوم وعبد الحليم .. وستظل مصر وطن يعيش بداخلنا مهما زادت الغربه وستظل مصر فى خاطرى وخيالى




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :