الأقباط متحدون - كلمة السر.. عدس
  • ١٦:١٤
  • الاثنين , ٢٧ ديسمبر ٢٠١٠
English version

كلمة السر.. عدس

محمد بربر

مبسوطة يا مصر

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الاثنين ٢٧ ديسمبر ٢٠١٠

بقلم: محمد بربر
علمونا أن الدين النصيحة، وأن الحقيقة ربما تكون أكثر غرابةً من الخيال، وأنه علينا أن نحترم مجلس الشعب لأنه سيد قراره. لكن خطيب الجمعة جعل الحياة سوداء، حتى إنها أصبحت أكثر قهرًا وحزنًا من أغاني "هاني شاكر" التي يكثر فيها ذكر النار، بالمثل كان في البرلمان. ولأن الكوتة للنسوان ، كانت الانتخابات مولعة نار.

الغريب، أن مجلس الشعب لم يهتم بـ "الطعون" التي تأتيه من محكمة النقض؛ ربما لأنه لم تعد هناك كراسي فارغة.. فلماذا يدخل "غريب" بينهم، ودولة بحجم "مصر" تصرف أربعة مليارات على المخدرات، وأربعة مليارات على الشعوذة، وأربعة ملايين على البحث العلمي؟

طبعًا أستاذي القارىء يعلم جيدًا أن الانتخابات الرئاسية على الأبواب، وادخلوها بسلام. لكن من يجرؤ على الاقتحام؟ الناس الطيبة عايزة تربِّي العيال، وتعملهم شوربة عدس– بعد انقراض اللحمة- ربما تحميهم من برد الشتاء، وتوفِّر لهم "مدفئة ذاتية " من بتوع الناس الأغنيا!! ويسأل مجنون: هل من الممكن أن تفكِّر "مصر" في استيراد مرشَّحين من بلاد بره للرئاسة، أم أن هناك فائض في التخزين والأمور فل؟ الإجابة التي أراها منطقية، تتمثل في أن "مصر" أمامها مهمة صعبة- عظيمة يا مصر- وهي اختيار منْ لم يُضبط متلبسًا من قبل في قضية رشاوى أوسرقة أراضي صحراوية أو واقعة تزوير في انتخابات سابقة. وتيسيرًا على المرشَّحين، يجب على الدولة أن تنوِّه أن انتخابات الرئاسة مثل غيرها من الانتخابات، وأن كله "ع البصلة" وليس لها خطورة أو أعراض؛ لأن المواطن المصري لايشعر بها، ولا يهمُّه سوى أن يشاهد ماتش طحن في مباراة القمة القادمة بين قطبي الرياضة في "مصر"!!

أنا لا أعرف الفرق بين الأهلي والزمالك، لكنني أعرف أن سعر السكر ارتفع حتى أن الواد "سيكة " القهوجي أوصى زبائن القهوة الشهيرة بوسط البلد، بأن يزودوا الفكة اتنين جنيه على كل طلب، وطلبات المصريين بسيطة، عيشة هنية، وضحكة طالعة من القلب، والضحكة ممنوعة حتى إشعار آخر..

 آخر قانون ناقشته الحكومة في الدورة الماضية كانت نتيجته "موافقة"، وأول قانون ستناقشه الحكومة في الدورة الحالية ستكون نتيجته "موافقة بالثلث"، وأنا زمالكاوي وأنت أهلاو, واحنا الاتنين في بلد يخلط المياه بالمجاري، والكهرباء بالزبالة، والتدين بالتعصب، والتسامح بالخيانة. واسمح لي أن أحكي لك حكاية.. كان يا مكان، حضر تاجر برتغالي إلى "قنصوة الغوري" وقال له: يا مولاي، إن العالم الآن- ١٥١٥م- يحارب بالبارود، ومعي صفقة بارود أريد أن أبيعها لـ"مصر"، فقال له "الغوري": نحن لا نحارب إلا بما حارب به أجدادنا وهو "السيف". وفي العام التالي- ١٥١٦- احترق "الغوري" ببارود العثمانيين، وراح الرجل ضحية خيانة الجنود وعقلية الجمود، واللي مايعرفش يقول عدس!!