الأقباط متحدون | مطلـوب، نوبة صحيان.. قبطية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:٠٣ | الاثنين ٢٧ ديسمبر ٢٠١٠ | ١٨ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٤٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

مطلـوب، نوبة صحيان.. قبطية

الاثنين ٢٧ ديسمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

حاشــــــا.. لإجبــار الروح القدس

بقلم: العرضحالجي المصري  د. ميشيل فهمي
توالي قناة "أغابي" هذه الأيام إعــادة بث العديد من حلقات "نبض الكــرازة" المخصصة لمناقشة لائحـــة انتخاب الأب البطريرك، ويشارك فيها مستشارون قانونيون وباحثون أقبـاط، وبعض الشخصيات القبطية البــارزة والهامة.. أمثال السيد الشماس "جرجس صالح" -الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط سابقًا-، وقد استعرضوا مطولاً، وســـردوا بالتفصيل (الممل) أهمية بنــود اللائحة الحالية التي ساندها وأيدها وباركها حضرة صاحب القداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث... مؤكدين على أهمية بعض بنودهـــا، من حيث الشروط الواجب توافرها في المرشحين.. والأهم، الذي أكد على ضرورته جميع الحاضرين باللقاءات، هو أنه بعد اتمام الانتخـاب من قِبل الناخبين، لا تُعلن النتيجة النهائيـة باسم الأب البطريرك الجديد... إلا بعد اتمام القُرعة الهيكلية، عقب اختيار الثلاثة أسماء الرسمية عن طريق الانتخابات.
في هذا السياق –سياق الانتخابات– قال حضرة صاحب القداسة البابا المعظم الأنبا شـنودة الثالث بالنص "إن الرتب الكنسية الكبيرة، خاصة منصب البطريرك، لا تُترك لعامة الشعب، لأنهم لا يعرفون ما هي اختصاصات القائد الديني، وما هي تعاليم الكتاب المقدس، ويمكن التأثير عليهم ببساطة بخطبة قوية، وأشياء أخرى... حاجات تانية أتكسف أقولها.."
وعند ذلك تظهر حمامة بيضاء وتحط علي مكتب قداسة البابا المعظم، فتلتهب مشاعر عامة الشعب - الغير مؤتمن أصواتهم لانتخاب بطريركهم- وتهتاج مشاعرهم فيصفقون ويزغردون ويهتفون – داخل كنيسة الله -، وفي وسط هذا الهياج الكنسي، يعود قداسة البابا للكلام ويقول بالنص "هو أصل معروف إن الحمام لا يطير بالليل وتعتبر دي حاجة شاذة".
وقد تم تفسير هذا "الظهور الحمامي" من المحيطين من قداسة البابا أنه تأييد من الروح القدس للقرعة الهيكلية، لاختيار من يشغل منصب البابا عند خلـــوه..
وسألتقط آخر كلمات قداسة البابا... "دي حاجة شــــاذة".. وأقول:
فعلاً إنها حاجة بل حالة شــاذة، لأننا كلنا ومعنا الملايين شهدنا وشاهدنا هذا المشهد التليفزيوني أمام الشاشات، وشاهدنا أنها حمامة بيضاء عادية.. لأن الروح القدس (الناري)  يظهر في شكل حمامة نورانية.
 لهذا، أُفند الرأي القائل بضرورة القرعة الهيكلية، أنه رأي دنيوي بشري غير مؤيد من السماء، لسبب بسيط جدًا جدًا، أنه ما هو في حقيقته إلا "فيتو" من الجهات المسئولة عن قرار إرادة الناخبين، وأنه ظاهرة لا مثيل لها على وجه الأرض إلا في كنيستنا القبطية الأرثوذكسية الموجهة من بعض الإرادات – والإدارات – البشرية... وقد بدأ ظهورها وتطبيقها في عهد الرئيس "جمال عبد الناصر حسين" عندما اختير مثلث الرحمات البابا "كيرلس السادس"... ثم تلى ذلك في عهد الرئيس (المؤمن) "محمد أنور السادات"، عندما أختير قداسة البابا المعظم الأنبا "شنودة الثالث"، رغم أنه كان ليس الفائز بأعلى الأصوات، حيث كان قد سبقه في ذلك مثلث الرحمات الأنبا "صموئيل"، آخر أسقف لأسقفية الخدمات لأنــه، بوضعنــا الثلاثة أسماء الحاصلة على أعلى الأصوات أمام الروح القدس لنسمع رأي السماء، وقرار الله رب المجد  باختيار واحدًا منهم بطريركًا، فإننا بذلك نجبر السماء، أو الروح القدس بهذا الاختيار، ونحصرها طبقًا لقرارنا البشري في ضرورة الاختيار من بين هذه الأسماء الثلاثة فقـط، فلنفترض أن السماء، أي الرب الممجد في كنيسته دائمًا جابل  وخالق البشر يعلم أنه ولا واحد من هذه الأسماء الثلاثة يصلح ليكون أبًا بطريركًا لرعاية شعبه، فكيــــف نلزمه ونحصره في ضرورة اختبار واحد من هذه الأسماء فقـط.
إذا كان ولابد طبقًا لإرادة بشرية معينة.. من ضرورة لإجراء القرعة الهيكلية، فلابـد من وضع ورقة رابعة بيضاء بدون كتابة عليها إطلاقًا، أو يمكن أن يكتب عليها (إعادة الانتخاب) وتجري القرعة علي الأربع ورقات.. وليس الثلاثة فقط.
أو يكون الترشيح قاصــرًا فقــط علي الرهبان، وليس الأساقفة والمطــارنة، حيث كان يٌعَد أحد المطارنة من الأحبار ليخلف قداسة البابا بعد عمر طويل.. وكان هذه الإعداد والترتيب بشريًا وقاصــرًا ـ لأنه تم استبعاده بقرار من ترتيب السماء في اللحظات الأخيرة نتيجة لخطأ لساني منه.
وأيضًا برقض نتيجة الانتخاب الرسمي، بحجة أن عامة الشعب لا يعرفون خصائص قائدهم الديني ولا تعاليم الكتاب المقدس كما قال قداسة البابا، فهذه كارثـــة تعليمية كنسية.. فأين كان قادة كنيستنا طوال أربعة عقـود؟ وماذا كانوا يُعلِمون؟ لأن الشعب بعد هذا كله لا يعرف تعاليم كتابة المقدس.. وفي ماذا كانوا مشغولون؟
أقول هذه الكلمات بكل المحبة لكنيستنا.. وبكل الخوف على كنيستنا.. وبكل القلق على مصـــيرها.. بُعيدًا كل البعد عن أي أغراض شخصية أو أطماع بشرية... لكن في خضم الأنواء التي نجتازها نحن أقبــاط مصــر، لا نملك إلا الصلوات القـوية الحارة، وبكل إيمان عميق، أن يحيطنا رب المجد بالإضافة إلى رعايته وعنايته.. بقادة كنسيين يحرصون على أبديتنا وخلاص نفوسنا.. ويتركون النضال والكفاح لنيل حقوقنا للمجتمع المدني القبطي.. القادر على كل هذا... آمين.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :