الأقباط متحدون | العوا وبناء الكنائس وتقسيم مصر
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:٤٣ | الاربعاء ٢٩ ديسمبر ٢٠١٠ | ٢٠ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٦٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

العوا وبناء الكنائس وتقسيم مصر

الاربعاء ٢٩ ديسمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: حنا حنا
إنى لم أتعود أن أرد على كاتب يخرج عن نطاق الالتزام المهنى أو الاخلاقى أو الادبى. ذلك أن الرد على مثل هذا الكاتب ليس أكثر من مضيعه للوقت.  مثل هذا الكاتب إذا أراد أن يرضى بعض الناس قد يبعث فيهم السعاده إلى حين, ولكن لن يرضى بعض الناس أو كل الناس كل الوقت,ذلك أنه حين يرضى بعض القراء على حساب شرف المهنه أو شرف الكلمه أى مصداقيتها, لن يكون محل ثقه فى كتابات أخرى حتى لو أسعد أو أرضى بعض الناس إلى حين.  إن إرضاء بعض القراء على حساب المصداقيه قد يسعدهم إلى حين, ولكنه يفقد الثقه فى الكاتب, وأمام نفس القراء خاصة فى أى مجال آخر.
   
والكاتب الذى يحترم نفسه ويحترم رأيه يتمسك بالمصداقيه وشرف المهنه أو شرف الكلمه.حتى ولو لم يرضى من يتطلع إلى إشباع رغباته من خلال كلمات غير صادقه أو غير أمينه.

 من هنا لم أكن أنوى أن أرد على العوا فى هرطقات كتبها عن تاريخ الفتح العربى لا تقل عن أكذوبة حرق مكتبة الاسكندريه. وإذا كانت إكذوبة حرق مكتبة الاسكندريه قد لاقت بعض الرضا لدى الجهله والعوام لانهم لا يعرفون قيمة تلك المكتبه إلا أن الاسترسال فى الكذب والتضليل فى مسائل راهنه وحاليه ومعاصره وقيد البحث والدراسه, يفقد الكاتب الاحترام والمصداقيه حتى لو حصل على رضاء الجهله والسذج.

فمثلا يقول العوا إن شروط بناء الكنائس أيسر من شروط بناء المساجد.  يا حلاوه !!!  لمن يكتب العوا هذا الهراء ؟ وهل بلغت به السذاجه والبراءه بحيث يتوقع أن يصدقه أى إنسان يعيش فى مصر أو غير مصر؟  ومما يبين سذاجة العوا أنه يكتب مثل هذه العباره عقب أحداث العمرانيه التاريخيه والتليده.  وطبعا لست بحاجه إلى ذكر تفاصيل يعلمها القاصى والدانى ولكن الجميع يعلم أن تلك الاعتداءات غير الانسانيه على شباب فى عمر الزهور بسبب تمسكهم بحقهم فى بناء بيت للعباده والذود عن مقدساتهم وتشييد أمل فى كنيسه يتعبدون فيها وتكون قريبه منهم ولا يسافرون إليها أميالا وفراسخ.  أمام هذه الجريمه النكراء فى التطلع إلى بناء كنيسه, وإذا برجل متدين يخدم الله يقدم دورين فى عماره قريبه من الكنيسه ويخصص منها دورين يسعان لآلاف المصلين فتكون جامع.  والاخ العوا يعلم أن تحويل المبنى إلى جامع لم يستغرق أكثر من ثلاثة أيام.  فما هى الشروط التى وفرها الرجل الصالح حتى يقيم جامع ينافس مبنى الكنيسه التى يتعبد فيها الكفار؟  كم أكون شاكرا لو كان الاخ العوا له قدر من الشجاعه للرد على هذا الدحض.

ما هى التصاريح التى حصل عليها الجامع؟  ماهى الشروط القاسيه التى تم توافرها لبناء جامع فى ثلاثة أيام وهو فى الاصل مبنى مساكن؟

وإننى وإن كنت أحرص دائما على عدم التعرض من بعيد أو قريب إلى الاديان, إلا أن موضوع الكفار الذى ملأ المسامع والآذان يقودنى إلى أن أتساءل فى حرص شديد سؤالا أرجو من العوا أن يوافينى عن إجابه له.  وهو أنه كيف يشرح لى أن الوصايا العشر التى أنزلها الله على موسى ثلاثة آلاف وخمسمائة سنه قبل الميلاد ذكرت بكل الوضوح "لا تقتل" كما ذكرت بكل الوضوح "لا تكذب" فى عباره قاطعه مانعه نافيه ناهيه, كيف اكتشف الله أنه أخطا ونادى - لم يسمح فقط - بالقتل بعد ذلك بأربعة آلاف ونيف من السنين؟  كيف حرم الله الكذب ثم اكتشف أنه أخطا فسمح به بعد ذلك بأربعة آلاف سنه؟  إذا قلت إن الكتاب المقدس محرف, أقول لك أهلا به تحريف يتمشى مع إرادة الخالق وحبه لخليقته.

فيما مضى من الزمان والعصر والاوان كان المسلمون – قبل الثوره – يتمسكون بالمبادئ والمثل العليا فيعتبرون أنفسهم مسئولين عن الاقليه وحماية الاقليه طبقا لمقتضيات الشهامه والمروءه.  هذه المفاهيم قد انعكست 180 درجه وأصبحت الكثره العدديه تعتد بهذه الكثره لتصبح منتفخة الاوداج فى غطرسه وتعال فتضطهد الاقليه فى خسه لم تعرفها قيم مصر الاصيله. 

عزيزى عوا  ليس فى صالحك إطلاقا أن تتطاول على الاديان الاخرى أو معتنقى الاديان الاخرى. وأنصحك أن تترك الدين للديان والملك لخالقه.وتكلم فى القانون أو فى الاسلام للمسلمين وأنصحك ألا تتجاوز ذلك إلى أى دين آخر ذلك أنه قد تبين بالقطع معلوماتك الضحله فلا تضع نفسك وتضع عقيدتك فى حرج. وكفاكم إساءه إلى الاسلام فى كل بقاع الدنيا. وأرجو ألا تنسى بأريحيتك وذكائك المفرط أن العالم أصبح يعى تماما ما يعانيه الاقباط فى وطنهم ولكنكم تتعاملون مع هذه المشاكل كالنعام رؤوسكم فى الرمال.  

يا أخ عوا, إن التاريخ الذى قد تعرفه يقول إنه فى الغالب والاعم أنك تنحدر من أصل مسيحى ولكن لم يصمد أمام القرون المتعاقبه من الاضطهاد فلم يتمكن أجدادك من دفع الجزيه أو أنهم ضحوا بديانتهم حتى يبقوا على أموالهم, فقد كان الاكرم لك أن تثوب إلى رشدك وترد خطأ أجدادك وكرامتهم, ومن ثم على الاقل لا تضطهد المسيحيه أو المسيحيين حتى يمكنك أن تدعى أنك من سلاله غير مصريه أى غير مسيحيه.  ومن ثم تبرر لنفسك اضطهادهم.
   
ياأخ عوا كان من الاجدى أن تمسح عار أجدادك وليس أن تضيف عارا على عار.

ثم نأتى إلى ما تدعيه من أن الكنيسه تطالب بتقسيم مصر.  طبعا إن مبادئك تسمح لك بالكذب فلا تثريب عليك فى تلك المقوله. ولكن نسلم جدلا أن الكنيسه قد طلبت أو سعت إلى ذلك ما الخطأ؟ علما بأن مسألة التقسيم مسأله سياسيه وليست مسأله دينيه فمن ثم لا تدخل فى اختصاص الكنيسه. على أى حال نسلم جدلا بمصداقيه أقوالك. ونسلم أن ثمة سعى من الكنيسه أو من العلمانيين بتقسيم مصر.

ما هو الخطأ فى ذلك؟  هل المبدأ الذىتتبعه هو "لا أحبك ولا أقدر على بعدك؟"  هل تعرف أن من مصلحة مصر التقسيم؟ فى هذه الحاله سوف تستفيد البشريه من المواهب والعبقريات التى تصرون على دفنها حيه.  سوف تسود المبادئ والقيم والمثل العليا ولن يسود الفساد والرشوه المحسوبيه والثراء الغير مشروع على حساب الشعب.  سوف يكون العمل الجاد والتعاون والترابط رائدنا فتزداد إنتاجية الفرد ويعم الرخاء. سوف تذهب كل فتاه إلى المدرسه وتعود إلى منزلها فى أمان كامل وسوف تسعى إلى تحصيل العلم فى هذا المناخ الآمن لتكون أما نافعه للأجيال ولجيلها.  سوف يعمل العامل والموظف فى ثقه وأمان وأن حقه لن يضيع فمن ثم تزيد إنتاجيته ويعم الرخاء.  سوف يقدم الموظف والعامل فى إدارته كل احترام للجمهور ويدرك أنه معين لخدمة الجمهور وليس العكس.  سوف يحصل كل عامل وموظف على حقه فيعمل فى مناخ يبعث فى نفسه الطمأنيه فتزيد إنتاجيته.  سوف تكون الشرطه فى خدمة الشعب عملا لا قولا ويكون الجميع أمام القانون سواء.  فمن ثم يستتب الامن.  سوف يكون القضاء معصوب العينين لا يكيل بكيلين فتسود العداله والسلام فى ربوع الوطن.  سوف تسود المحبه ومن ثم يسود الامن والامان عملا لا قولا.

يا أخ عوا لا تفتح على نفسك أبوابا مغلقه وعليك أن تتحلى بشئ من الحكمه وعليك أن تدرك أن مصر يتعين أن تكون للمصريين عملا لا قولا.

هذا ويلاحظ أنك تحاول أن تشوه التاريخ وتدعى أن الاقباط رحبوا بالفتح الاسلامى والمحروس عمرو بن العاص
 وهنا أود أن أقول لك إنك ترتكب بالكذب معصيه كبيره فى الاسلام وهذا لا يجوز على داعيه أسلامى. ذلك أن الاسلام لا يسمح بالكذب إلا فى حالات وارده على سبيل الحصر منها الكذب على الاعداء.  فإذا كنت تعتبر أن الاقباط من الاعداء فلا تثريب عليك من الناحيه الدينيه ولكن تكون أنت الذى بدأ العدوان عليهم وليس الاقباط.   . 

عزيزى عوا لو كان لك ذره من الحصافه لادركت أن السياسه القائمه الآن هى سياسة فرق تسد ولا داعى للخوض فى نفاصيل المفروض أنك تعرفها تمام المعرفه.  هنا يثور التساؤل:  هل من مصلحتك أو مصلحة بلدك أن   تستعمل كمخلب قط؟

كم أتمنى يا عوا أن تتحلى بشئ من الذكاء والحصافه وياحبذا لو تحليت بالحكمه؟




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :