الأقباط متحدون | فيلم «٦٧٨» .. اضربى المتحرش «تحت الحزام»
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٩:٠٨ | الاربعاء ٢٩ ديسمبر ٢٠١٠ | ٢٠ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٦٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

فيلم «٦٧٨» .. اضربى المتحرش «تحت الحزام»

المصري اليوم - كتب: رامى عبد الرازق | الاربعاء ٢٩ ديسمبر ٢٠١٠ - ٢٨: ١١ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

يتخذ فيلم «٦٧٨» نوعية الفيلم القضية، حيث يقوم بناؤه الدرامى على قضية التحرش الجنسى التى استشرت خلال السنوات الأخيرة..ويبنى المؤلف والمخرج محمد دياب فيلمه من خلال خطوط متقاطعة لثلاث شخصيات نسائية وثلاث ذكورية، لتمثل كل شخصية حالة أو نموذجا تختبئ خلفه أفكار وآراء صناع الفيلم حول أسباب التحرش ومظاهره وإفرازاته النفسية والاجتماعية.
فيلم «٦٧٨» .. اضربى المتحرش «تحت الحزام»يبدأ الفيلم بلقطة قريبة ليد تصنع دمية صغيرة من أسلاك النحاس لرجل وامرأة فى ظلام لا تضيئه سوى لمبة وحيدة.. إنها أشبه بيد الخالق التى تصيغ الثنائى الذى سينبثق منه كل العالم فيما بعد.. هذا الثنائى هو الخلية الاجتماعية والإنسانية التى تمثل أى مجتمع بشرى.. ولكن عند المنحنيات السياسية والاقتصادية التى تؤدى إلى مشاكل اجتماعية تصبح تلك الخلية هى أول ما يتأثر ويفسد أو يتفكك ويضيع.

يبدأ الفيلم بنموذج «فايزة» ربة الأسرة المحجبة التى تعمل موظفة بالشهر العقارى، ونراها امرأة غير جميلة ترتدى طبقات من الملابس كى لا تشف جسدها، لكنها لا تسلم من نظرات سائق التاكسى ولا من محاولة التحرش بها فى أتوبيس النقل العام الذى يحمل رقم ٦٧٨.
تمثل «فايزة» وأسرتها نموذج الطبقة الدنيا التى تجاهد كى توفر حياة الحد الأدنى لأولادها بينما يصيبها نفور من الرجال- زوجها رجل الأمن باسم سمرة- نتيجة لما تتعرض له يوميا من مضايقات تضطرها إلى ركوب تاكسى بدلا من الأتوبيس، وبالتالى تتأثر ميزانية الأسرة الضعيفة نتيجة لهذا الترف الذى لا تحتمله مواردهم القليلة.

يتقاطع نموذج «فايزة» مع نموذج من طبقة أخرى هى «صبا» الفنانة صاحبة الجاليرى، والتى تعرضت للتحرش العلنى أمام زوجها عقب إحدى مباريات كرة القدم التى فازت فيها مصر، مما يصيبها بحالة كره عميق لكل ما ينتمى لهذا البلد، والنموذج الثالث من الطبقة المتوسطة وهى «نيللى» التى تجسد شخصية أقرب إلى شخصية نهى رشدى أول فتاة ترفع قضية تحرش فى مصر، حيث ترفض التنازل عن القضية رغم الضغوط العائلية التى يمارسها عليها خطيبها ممثل الأستاند أب كوميدى.. ورغم أن شخصية خطيب نيللى أكثر شخصية ذكورية سوية فى الفيلم، إلا أنه يعانى من ازدواجية تتجسد فى كونه فنانا.. وفى الوقت نفسه منصاع لنظام المجتمع، حيث يعمل فى بنك كموظف فى مهنة لا يطيقها، وبالتالى يصبح من السهل تأثره بفكرة تنازل نيللى عن القضية مقابل الحفاظ على سمعتها وسط عائلته.
هذه النماذج الثلاثة تتفجر أزمتهن بشكل واضح عندما تبدأ فايزة بناء على نصائح صبا فى اتخاذ موقف إيجابى ضد التحرش، يتمثل فى طعن الرجال فى مكمن رجولتهم لتتحول المسألة إلى قضية عامة ويتدخل البوليس لحماية النظام العام ممثلا فى شخصية ماجد الكدوانى الضابط الذى يمثل الجانب السلبى فى تطبيق القانون وخلاصته: إذا لم يوجد بلاغ لا توجد قضية، وهو المنطق الذى يعنى غياب الروح القانونية الفعلية.

يبدو الفيلم لوهلة دعوة لإخصاء المتحرشين لكنه فى حقيقة الأمر محاولة لمناقشة أسباب المشكلة من خلال بناء سردى متكسر حيث يقوم الفيلم على تفتيت زمن الدراما عبر المضى فى الأحداث.. ثم التوقف عند نقطة معينة والعودة إلى الماضى القريب أو البعيد «فلاش باك» والتقدم مرة أخرى تجاه نفس النقطة الدرامية التى تم التوقف عندها.. وكأن الفيلم يروى من ذاكرة راو عليم يعرف كل شىء عن كل الشخصيات.. وهو هنا صانع الفيلم الذى يصور الأحداث من خلال كاميرا مهتزة تبدو فى كثير من اللقطات وكأنها تتلصص على شخصياتها أو ترصد مشاعرهم دون أن يشعروا، وهو أسلوب استلزم مونتاجاً خشناً وحاداً فى مشاهد كثيرة، واستلزم أيضا فواصل إظلام وكتابة على الشاشة لبيان الموقع الزمنى لكل حدث، لكن يؤخذ على السرد هذا الكم الكبير من الصدف التى حاول المخرج/المؤلف من خلالها إغلاق الدوائر على الشخصيات، فزوج «فايزة» بعد أن تمتنع عنه لفترة يتحول إلى متحرش نتيجة الكبت، مما يجعله يصاب على يد «صبا» فى أحد الأتوبيسات.. وعندما تحاول «فايزة» أن تطعن أحد المتحرشين تكتشف أن زميلتها العانس تقف أمامه بإرادتها متلذذة بملامسته كنوع من تفريغ الكبت!

ورغم استخدام المخرج أسلوب الفواصل المادية مثل الستائر أو قطع القماش للفصل بين الشخصيات فى لحظات تباعدها فإن ميزته الأهم فى أولى تجاربه هى قدرته على توجيه ممثليه بشكل جيد خاصة بشرى التى تقدم هنا أفضل أدوارها.. ولم يفلح دياب فى الإفلات من فخ المباشرة، ربما لأن الفيلم نابع من قضية شديدة الحساسية، خاصة فى مشاهد مواجهة «فايزة» و«صبا» حول جدوى طعن المتحرشين.. لكنه استطاع أن يعبر عن تشوش أفكارهما بشكل متوازن فى المشهد الأخير عندما وقفت كل منهما تحاكم أفكار الأخرى وتحاسبها على ما يحدث لها من تحرش.. وهناك أيضا نوع من البناء الرقمى، حيث نجد أنفسنا أمام عنوان من ثلاثة أرقام وثلاث نساء وثلاثة رجال ثم ثلاثة أسئلة مهمة: هل تعرضت للتحرش من قبل؟ كان رد فعلك إيه؟ وهل ممكن تبلغى ؟.. هذه الأسئلة محور أساسى والإجابة عنها فى حد ذاتها هى الأزمة التى نعانى منها.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :