بقلم : مايكل مجدي
 
طٌلب منى الأجابة عن سؤال غاية فى الصعوبة ، لأنه لا يتعلق بشئ حدث فى الماضى ولكن عن شئ مستقبلى ، وكلما فكرت فى الأمر زاد على صعوبة أجابة السؤال ، لن أطيل التشويق عليكم فالموضوع لا يحتمل ، و هو خبر نشرته جريدة "نيويورك بوست" عن مستقبل المسيحيين فى مصر عام 2011 حيث قالت أنه شديد القتامة وأن عيد الميلاد سيكون الأسوأ ، هذا هو الخبر ولكن السؤال هو هل تتفق مع هذا التوقع ؟ وترددت كثيراً فى الأجابة ولكنى لم أستطيع أخفاء قلقى حيث أجبت نعم أتفق ، والأن أجيب عن لماذا قد يحدث هذا :

1. حالة الشحن المستمر للمسلمين ضد المسيحيين الذى يقوم به بعض المشايخ الوهابيين.
2. هجوم الأعلام الموجه  بأنواعه على المسيحيين وتشويه صورتهم.
3. تفشى ثقافة ربط مسيحيين الداخل بالسياسة الغربية فى الشرق الأوسط.
4. أستمرار الضغط على الأقباط مما يخرجهم عن هدوئهم بتهور.
5. سوء تعامل القيادات المسيحية مع الأزامات .
6. عدم إنصاف القانون والدستور للمسيحيين.
 
من يفكر فى هذه العوامل يشعر بالأحباط وخيبة الأمل ، وينظر الجميع الأن لكيف سيكون الحل وأين الطريق للنجاة ، هل بتدويل القضية أم بالتسليح المسيحى كما
يدعى البعض أم بالأنفصال كالسودان أم الهجرة الجماعية ؟؟؟ افكار وافكار كثيرة كلها بخار وهواجس لأنها لا تناسب موقفنا ولا وضع مصر ومسيحيينها ، أم أن موقفنا أكثر تعقيداً من كل تلك الحلول الواهية الهلامية فكثيراً من المسيحيين يطلبون الأستقواء بالغرب وكأنه الدعم الدينى لهم ولا يعلمون أن الدول الغربية هى علمانية من الدرجة الأولى وليست طائفية كحالة بلادنا المحبوبة ، وكيف نفصل شعب ذائب فى شعب آخر ؟ وكيف نتسلح بسلاح غير الحب ؟! وكيف نهجر وطننا ونحن أصحاب الأرض؟!! 
 
رأيى الشخصى أن ما نحن فيه الأن هى فرصة للمسيحيين ...!!! نعم فرصة سانحة ، أرى فيما يحدث بيننا نحن مسيحيين مصر هو تحريك للماء الراكد ، أى تحرك من السكون إلى التغيير وبرغم من أن التغيير كما يبدو للأسوء ولكنه على كل الأحوال يعتبر تحرك ويمكننا أستغلال فتح باب الحوار ولفت أنتباه الرأى العام العالمى لمسيحيين مصر بالأحداث الدامية التى أفتتحنا بها العام الماضى 2010 وأستمرت حتى نهايته.
 
ربما يتسائل القارئ الأن . وكيف يحدث هذا ؟ وأجيب أن الكرة فى ملعب القيادات المسيحية فى مصر وعليها أن تستخدم الأساليب الشرعية ( قانوناً ) فى المطالبة بحقوقها وهذا يتطلب جانب كبير من الحكمة والمهارة ولا أقصد هنا أبداً بكلمة ( حكمة ) التراخى والستسلام لأنه بكل أسف أساء الكثير من القادة المسيحيين لهذا المعنى وألقوا بجبنهم وضعفهم على هذا التعبير الجليل ( واهو دا اللى جابنا ورا ) ، وعلى القادة رفع قضايا وطلبات لتعديل الدستور ليناسبهم وليحتوى كل الأقليات وبهذا المدخل يسهل تدويل القضية من حيث المطالبة بحرية الأنسان وحقوقه وهنا سيتدخل الغرب وكل دول العالم والمنظمات الحقوقية ، من هذا الباب الصغير المفتوح يمكن فتح نطاق واسع للحوار ليصل إلى كل مشكلات المسيحيين فى مصر وتفتح ملفات التعليم الديى فى المدارس وحق التبشير والتنصير وحرية الأعتقاد تغيير الديانة وقضية الميراث فى المسيحية والتبنى وايضاً بناء دور العبادة.
 
ويخص الكنائس دو هام جداً على الصعيد الشعبى الجماهيرى وهو التعليم ثم التعليم ثم التعليم ، تعليم دينى ( أساسيات الأيمان المسيحى الكتابى ) ، تعليم قومى ( الأنتخابات وحقوق الفرد الدستورية والحريات ) ، الأساليب المشروعة للمطالبة بالحقوق حيث ما شاهدناه فى واقعة العمرانية كاد أن يُفقد المسيحيين حقهم بخلاف الخسائر الفادحة ، وأتمنى من كل قلبى تكون سنة بيضة علينا كلنا ، وأخيراً وصية أخيرة أوصيكم بها كما قالها سيدى يسوع المسيح " هذه وصيتى أن تحبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم." يوحنا 15 : 12 ، وصلاتى أن يتحد المسيحيين من كل الطوائف للدفاع عن قضاياهم ووحدة كنيستهم متغاضين عن كل كبرياء وكراسى ومناصب ، تاركين الخلافات الطائفية جانباً ، وتعود سيرة المسيحيين فى مصر كما كانت مميزين بالأمانة والشرف والطهارة والعفة ، ويظهروا كملح للأرض حقيقى فيمجدوا الله بأعمالهم الحسن ، أمين.