الأقباط متحدون | لا تفرح أيها الغرب!!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٣:٠١ | الأحد ٢ يناير ٢٠١١ | ٢٤ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٦٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

لا تفرح أيها الغرب!!!

الأحد ٢ يناير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم المحامي نوري إيشوع
غربٌ سعيد, قوي, ذو جبروت و غطرسة, مغرور بجيوشه الجراراة التي من خلالها يستطيع أن يسيطر على أيةَ بقعة من العالم, يعرض قوته الضاربة و هو الذي يصنع و يمتلك أحدث الأسلحة الفتاكة, غربٌ تهابه و تخاف منه دول و بلدان لانه بكبسة زر تنطلق صواريخه العابرة للقارات لتنشر الدمار و الهلاك و تقتل الألاف من البشر, غربٌ يتربع على عرش الدكتاتورية و بأشارة منه تركع له دول و تهرول له قادتها لتقدم له آبار نفطها و منابع ثروتها كعربون طاعة و تخاذل, غرب يتباهى بتكدس بنوكه بأطنان من صفائح الذهب و بلايين الدولارات, غربٌ سعيد لانه يسرق أموال الفقراء و يمتص دماء الشعوب و  ينسب لوحده خلق الديمقراطية و حماية وصون الحريات الشخصية, غربُ تبنى حماية  المظلومين في العالم و أطعام كل الجياع, ففتح ابوابه على مصراعيها و سخّر كل موظفيه و مطاراته و حدوده لأستقبال هؤلاء الذين يدّعون وقوع الظلم عليهم بغض النظر عن معتقداتهم, ثقافاتهم و غاياتهم المبطنة و المبيتة, القادمين من جميع دول العالم, أفغانستان, باكستان, الصومال, السعودية و غيرها من الدول, و خصص لهم المبالغ الباهظة لأيوائهم وأعالتهم بكرامة دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن عمل ليقتاتوا منه.

غربٌ سعيد, لانه يستطيع معرفة أدق التفاصيل و هو جالس على عرشه العاجي, دون أن يحرك ساكن عن طريق أقماره الصناعية التي زُرعت في الفضاء الخارجي و تراقب و ترصد, لا بل أستطاع من خلالها أن يختلس السمع لما يدور حتى داخل منازلنا.

ايها الغرب الذي تدعي السعادة, لا تفرح كثيراً لان سعادتك مؤقتة, وقتية و مزيفة, ديمقراطيتك باطلة لانك من خلاها جعلتَ مواطنيك يعيشون كالعبيد, يعملون ليل نهار لتأمين لقمة العيش, الكل يعمل لخدمتك, ضرائب, فوتير, أستغلال لدرجة الزامهم بدفع فاتورة الهواء الذي يستنشقونه.
لا تفرح ايها الغرب, لانك باسم الحريات الشخصية, جعلت شعوبك تتشبه بجدها آدم و أمها حواء لحظة الأكل من شجرة الخير و الشر فأصبحت  تسير في الشوارع عارية و حافية القدمين و في وضح النهار. أناس فقدوا انسانيتهم و لايحاولون تغطية عوراتهم حتى بأوراق التين. ايها الغرب, بأطلاقك الحريات الشخصية و بنصبِ نفسك الحامي لها, أغلقت أبواب كنائسك و حولتها الى متاحف و بعت كتبها المقدسة و أثاثاتها و أيقوناتها بالمزادات العلنية و على ارصفة الشوارع و بأرخص الأثمان, غيرت معالمها و جعلتَ دورها شققاً سكنية و صفوفاً للتدريس و حدائقها مواقف للسيارات,  نعم ايها الغرب سعادتك وقتية: لأنك حاربت و لا زلتَ تحارب كل ما هو ايماني و روحي فأصبحت كالهيكل الفارغ و الخاوي من كل القيم و المبادئ الحقيقية, بتصديرك الديمقراطية و أعلانك الحريات الشخصية أدخلت الفسق في حياة الناس, معاشرات مخالفة للطبيعة, زواجات المثل, أجسام بشرية أصبحت كألواح رسوم متحركة تغطيها رسوم غريبة, شيطانية: أفاعي, تماسيح, نساء عاريات و رجال عراة. لا تفرح ايها الغرب لان حتى حدائقك العامة غطتها أكياس القمامة المتحركة التي أستوردتها بأسم أحترامك لحقوق الأنسان, والتي بسوادها الداكن شوهت تلك الحدائق الرائعة و شوهت أجمل مناظرها, حتى شوارعك ضاع رونقها و أمتزج أخضرار أشجارها بمناظر أناس غرباء, تكسوهم الأوساخ, و رؤوسهم مثقلة بافكار غريبة مناقضة للأنسانية الحقيقية,  كانهم قدموا من كوكب أخر بعيد عن المدنية.
ايها الغرب, بعتَ كنائسك و معابدك  لجماعات تمارس فيها معتقداتها المخالفة كلياً للغايات السامية التي بُنيت لأجلها و أنتهكت مقدساتها و كسرت صلبانها و رفعت بدلاً عنه سيوفها, عنوان عزتها و عزة ملهم عقيدتها البالية, ايذاناً بقرب قطع الرقاب. جماعات أمتلكت رمز ايمان اجدادك و غطت جدرانها و الصلبان المرسومة عليها بأقمشة بيضاء لأن رؤيتها بنظر هؤلاء هو رجسٌ و كفر, حتى ارضها المرصعة بالمرمرغطوها بحصران بلاستيكية لممارسة طقوسهم و بث سموم افكارهم المناقضة لديمقراطيتك و حرياتك الشخصية التي تفتخر و تعتز بها.

ايها الغرب, سُجلت أسمائك في صفحات سوداء من التاريخ, لأنك أطلقت العنان لتابعيك و ربيبتك الذين فتحت لهم خزائنك و قدمت و لا زلت تقدم شقاء شعوبك لتدريبهم فنون الحرب و القتل, فقتلوا الأبرياء, و هتكوا أعراضهم و سلبوا ممتلكاتهم ودنسوا مقدساتهم و شوهوا رموزهم الدينية وأهانوهم, سرقوا أثارهم و حاولوا محو تاريخهم و القضاء على حضارتهم العريقة, و جيوشك التي تتباهى بها تراقب عن قرب دون ان تحرك ساكن و هي قاب قوسين أو أدنى من مواقع جرائم العار ضد كل ما هو أنساني.

ايها الغرب استعد للمصاب الجلل, لأنك أدخلت الذئاب الى بيوتك و هي الآن تتحين الفرصة لتنهش لحمك و فتحت أبوابك لأعداء الأنسانية الذين أصبحوا الآن بين ظهرانيك.
 أفرح أخيراً ايها الغرب لأن قادتك و حاكميك اصبحوا ينحنون و يركعون للذين دمروا رمز عزتك ((مركزي التجار العالمية في نيويورك.))

ايها الغرب أستيقظ من سباتك العميق قبل أن تثور البراكين التي غذيتها و لا زلت باسم الديمقراطية و الحريات الشخصية و حقوق الأنسان و سوف تجرفك و تبتلعك بحممها النارية الملتهبة.
و الويل لك ايها الغرب النائم من ساعة الغدر!!!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :