الأقباط متحدون | اعتذار شخصى منى لكل ضحايا الخطاب الدينى الإرهابى ... لكل ضحايا التعصب!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٦:٥٣ | السبت ١ يناير ٢٠١١ | ٢٣ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٦٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

اعتذار شخصى منى لكل ضحايا الخطاب الدينى الإرهابى ... لكل ضحايا التعصب!

السبت ١ يناير ٢٠١١ - ٤١: ٠٥ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

فى البداية أحب أن أهدى هذا الجزء من كتابى الدنيا خيارة إلى كل إنسان عاقل مفكر معتدل متزن ... هذا الجزء يعتبر وقفتى الخاصة ضد التطرف و ضد كل من يستخدم الدين لإبادة الآخر!

بقلم: مروة رخا

كنت في بداية مراهقتي عندما اصطدمت بالموت لأول مرة. مات ياسر نادر جلال و هو في مقتبل العشرينات و لأول مرة أدركت أن الموت لا يلاحق العواجيز و كبار السن و المرضى فقط. سألت عن الموت و ما بعد الموت و لم أجد إجابات وافية لدى أمي أو أبي و بدلا من أن أبحث عن اجاباتي بين صفحات الكتب التي اعتلاها التراب، استكان عقلي إلى صوت الدكتور عمر عبد الكافي و سلسلة الدار الآخرة.
بعد أول شريط حطمت الصور و التماثيل في بيتنا.
بعد ثاني شريط دمرت شرائط الكاسيت القليلة في خزانة أبي.
بعد ثالث شريط كفرت أمي و أبي.
بعد رابع شريط بدأت البحث عن الدكتور عمر عبد الكافي! اقتفيت أثره في مسجد أنس ابن الفرات و ندوات نادي الصيد و خطب الجمعة و دروس الدين. أدمنت صوته و نكاته و ضحكته و لهجته ... و علمت أمي ادمانه! ملأ الفراغ العاطفي لدى الفتاة المراهقة ... و أمها و خالتها و جارتها!
اليوم أدركت المعنى الحقيقي للافتتان ... لقد افتتني هذا الرجل في دنيتي و ديني ... و وقعت في حبه كما وقعت فتايات هذا الزمان في غرام عمرو خالد و مصطفى حسني و معز مسعود. بعين الفتاة المراهقة رأيت فيه صورة رسول الله و تمنيت الزواج به – أيوة طول عمري طموحة و بـ ارمي شباكي في الغميق!
 بدأت نشاطي في تفريغ محتوى الشرائط على الورق ثم طبعها – على حسابي طبعا – و توزيعها على رواد نادي الصيد و طلبة مدرستي ثم كليتي. لقد أعطى عمر عبد الكافي معنى لحياتي و مخرج لطاقتي و منحني الحب الذي احتاج إليه على أمل اللحاق بزوجات الرسول – هكذا كنت أرى زواجي منه. و كنت أرى نشاطي نوع من أنواع الجهاد و شهادة دخولي الجنة.
تقربت أكثر إلى الأخوات و علمن بنشاطي و أبلغن الدكتور عمر الذي طلب لقائي. ذهبت إلى منزله و الذي تصادف أنه كان في نفس شارع بيتي و كنت متأكدة أنه سيعرفني ... سيعرف تلك الأعين التي حاصرته في دروسه و ندواته. عرفني – أو هكذا تخيلت – شكر مجهودي ... قام بمراجعة الآيات و الأحاديث المفرغة في الورق و بارك نشاطي.
رأيت زوجته! شعرت بغيرة رهيبة منها! تذكرت كلامه عن الزوج و الزوجة و العلاقة بينهما و ازدادت غيرتي ثم تذكرت كلامه عن الرسول و زوجاته فغبطتها ... و تمنيت أن تبارك زواجنا! تخيلته الرسول فى بيته و أردت أن أفترش خيمة في الصحراء و نستعيد أيام الدعوة الأولى في عصر الكفار!
كنت مثلي مثل الكثيرون اليوم ... لا أريد أن أقرأ! لا أريد أن أبحث! لا اريد أن أفكر!
"الموضوع سهل! حجاب و اتحجبت! خمار و لبست! ولاد و قاطعت! سلام و بطلت! جهاد و جاهدت! يبقى أنا أتجوزه و أضمن الجنة! هنعيش في بيت كله طاعة و عبادة و الشيطان مش هيعرف لنا طريق!"
لم أدرك أني وضعته في مرتبة الرسل و الأنبياء و لم أدرك أني تركت الجوهر و تفرغت لتوافه الأمور ... طول الخمار ... الجوانتي ... الشراب ... العطر و التعطر ... النامصة و المتنمصة ... التليفزيون ... الأغاني ... دعاء دخول الحمام ... دعاء السوق! لم أدرك أني أردت اتمام المظهر المثالي للأسرة المسلمة بالزاوج من قمة شيوخها!
مرت السنوات و شارفت مراهقتي على الانتهاء ... و بدأت أسأل
و كان أول سؤال
"حضرتك قلت في أول شريط من شرائط السيرة النبوية أن سيدنا جبريل ختن سيدنا محمد علشان ماحدش يشوف عورته ... فين الكلام دا؟"
و طبعا انقلب السحر على الساحر
و توالت الأسئلة ... و انتهت ايام الجماعة
هذه القصة من خيال مؤلفتها و أى تشابه بين الأحداث و الأسماء و الواقع هو مصادفة غريبة!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :