الأقباط متحدون - سائق التكتك وسائق البلد
  • ٠٤:٤٨
  • الاثنين , ١٧ اكتوبر ٢٠١٦
English version

سائق التكتك وسائق البلد

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الاثنين ١٧ اكتوبر ٢٠١٦

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
د. مينا ملاك عازر
البون شاسع بين الاثنين، سائق التكتك وسائق البلد، صحيح كلاهما بشر، ومواطنون ويسوقان، لكن ما لا شك فيه، أن البون كبير بين قيادة التكتك وقيادة البلد، التكتك صغير، ويمكنه المناورة واللف والدوران، وصاحبه يحتاج لأن يكون بلطجي ليثبت وجوده بين العربات الكبرى، أما سائق البلد فيحتاج أن يكون له القدرة على المناورة السياسية واللف والدواران، وأن يستخدم القوة  ليرهب خصوم وأعداء البلد، إيه ده؟ دا الاتنين طلعوا شبه بعض، الفرق في حجم المتساقين في البلد والتكتك.
 
ومن سائق التكتك لسائق البلد ،كانت رسالة قوية يكفلها الدستور والقانون، وما دام لم يرفع سلاح، ولم يستخدم الإرهاب، فمن حقه أن يقول، وعلى الجميع أن يسمع، ما قاله سائق التكتك، رؤية وحرية تعبير يكفلها الدستور الذي وافقنا عليه، والذي حشد الإعلام للموافقة عليه، إذن لماذا هذه الضجة؟ هل رأى السائق ما لم نراه؟ لا بل كثيرون يرون ما يراه، هل سائق التكتك تلفظ بألفاظ خارجة أو خادشة أم أنه أصاب كبد الحقيقة.
 
سائق البلد يعرف هذا أم لم يعرفه؟ من المؤكد أنه يعرف أن ثمة معارضة ومختلفين معه ومع رؤاه، ويعرف أن ثمة خطأ وإلا لماذا كل هذه الأزمات؟ ومن المتسبب فيها؟ ولماذا لا يحاسب؟ ولماذا لا يحاكم؟ أم أنها سياسات هي المتسببة في تلك الكارثة الاقتصادية التي نجري نحوها بكل قوتنا وبكامل إرادتهم.
 
كيف نريد أن يأتي المستثمر لبلد لا يمكنه أن يقيم دراسة جدوى اقتصادية في وسط اقتصاد متقلب متجه للانهيار، هل حضرتك تعرف بعد ساعة سعر الدولار؟ هل تعرف متى سيخرج قانون الاستثمار الجديد؟ هل تعرف متى يمكنني استورد هذا؟ ومتى يمكنني أصدر ذلك؟ لا طبعاً، ومن يجيب على سؤال واحد من تلك الأسئلة فهو إما مكشوف عنه الحجاب أو جاءت معه كده، إذن كيف بالله عليكم ننتظر مستثمرين يأتون لينمون اقتصادنا.
 
سبعة وعشرين شهر بنخترع قانون استثمار جديد، ألا تتفق معي أنه ثمة ضعف أمني وترهل وإصرار على الفشل، وهل المتآمرون هم من قتلوا خمس مواطنين وحاولوا تلبيسهم مقتل ريجيني؟ وهل المتآمرون هم من قتلوا ريجيني على أرضك وبين أمنك؟ الذي وإن سلمنا من باب الجدل بأنه ليس القاتل، فعلى الأقل مقصر في معرفة الجاني للآن، ما تسبب في توتر العلاقات بإيطاليا، هل المتآمرون هم من تقاعسوا عن تأمين طائرة شارم الشيخ؟ وهم من عاندوا مع الروس لتأمين المطارات حتى رضخوا أخيراً ويتقاعسون في إرضائهم وطمأنتهم على مواطنيهم للآن، مما يؤخر عودة الرحلات للآن، في عناد غبي لا يؤثر إلا على اقتصادنا واحتياطينا الدولاري؟!.
 
المختصر المفيد من سائق البلد لسائق التكتك، وصلت رسالتكم، وجاري البحث، وتدارك الأخطاء، يا ليته يقولها.