بقلم : مجدي أبراهيم شاكر

لا اخفيكم ان لم اعد قادراً  على تنفيذ الوصيه , لم يعد فى استطاعتى ان انظر بعين المحبه التى اعتاد زملائى واصدقائى ان يروننى بها كل يوم , فى العيد الماضى بعد مذبحه نجع حمادى  نظروا الينا نظرة المشفقين , قالوا تعازيهم  وعزونا , ومضت الايام وفى قلوبنا حمل ثقيل , كلًُ منا يحمل هما دفينا داخل قلبه يحمل شهيدا سمع صرخته فى يوم عيد , وتمضى الايام مره اخرى لتروى لنا تفاصيل احداث اخرى  , وتمتلى ء شبكه الانترنت بصفحات وصفحات تشتم وتصف الابرياء بالحقد والكراهيه وان كل قبطى هو آفه او جرسومه الوطن , ونمضى ايدينا مشتبكه , ولكن قلوبنا تتألم  , وحين تتكرر المشاهد عينها فى منطقه فى "مصر"  وتهدم الكنائس وتحُرق نذكر الماضى ونذكر التعازى ولقلوب التى كانت رقيقه , ونقف مكتوفى الايدى ما بين الوصيه _احبوا اعدائكم_ وبين واقع دمروهم  .الدم الدم الهدم الهدم ... اللهم انى اثق فى ما اوصيتنى به عن كامل اقتناعى ولكنى انتظر رده فعلك .

لا انتظر البلاء لعدوى ولكن انتظرك ان تريهم يدك القويه , الشباب القبطى اصبح عاجزاً يريد النهوض ولا يعرف كيف السبيل , فهمنا هم لا يُحمل , ذلك الذى طالما دار على المؤسسات طالبا ان يعمل بعرق جبينه  ولكنه قوبل بالرفض لانه قبطى , الان لم يقف الحال عند هذا الحد . بل يطالبون برأسه , فهو مصل الآثام والحقد , وانا فى مكانى  لا احمل مسئوليه احدا اشعر بالقهر والذل , وافكر فى الأباء الكهنه  القسس والقمامصه  والاساقفه والبطاركه الذين يحملون فى عنقهم امانه رعايه هذا الشعب الذى كلما حدث له مكروه ينظر اليهم قائلا الى متى , افكر فى همومهم وكيف يصرخون الى الله , ومن كُثر ما اشعر بالامهم , اصلى لهم ان يرفع الله عنهم وعنا الشر والبلاء .

منذ ايام قليله كنا فى ذكرى العظيم عدلى ابادير الذى حمل على عاتقه امانه الكلمه  وشرف القضيه , كل يوم اقراء له عباره على الجانب الايسر للموقع , وارى كم كان صادقا وكم تعب وكم عانى لتصل كلمته  نفوس البشر وتؤثر تأثيرا ايجابى عن عمق معرفه وفحص وتدقيق , ووسط كل هذا الذى يجرى , وفى  بحر المقالات الهائل والتى نحاول ان نلحق بها كل يوم ولا يسعفنا الوقت , نرى ان كل قبطى قد وضع ذاته امام الله قائلا , ربما يوم يلملم الناس اشلائى فاقبلنى فى ملكوتك  مخاطبا الله مذكراً اياه بوعده حين قال من مسكم مس حدقه عينى , ولكنه يعرف جيداً ان الله قد يسمح بالالم والمراره . وانه قد يسمح  بموت  الجسد باى صوره , ولكنه يترك التسعه وتسعين الغير محتاجين الى توبه ويجرى لاهثا وراء خاطىء يريد التوبه , وان كل الاشياء تعمل معا للخير , حتى القتل والدم والهدم والتعذيب , ولا عجب ان كل ما حدث معهم هذا قبلوه بفرح .. غير ناظرين الى حياه تُفنى وانما ناظرين الى رب المجد  الهنا العظيم . الذى من سمو تعاليمه وصفاته انه لم يوصى بالعدواه حتى مع  قاتلى الانفس  وجازى الرقاب ومحصيها .. لكل من قاموا بعمليه التفجيرات فى كنيسه القديسين نوجه رساله محبه .

ونعلمهم انه لو علم اخوتنا ما قد كان سيحدث وانه لهم مجداً باقى فى السموات لكانوا ذهبوا ايضا للصلاة .. لانهم ليسوا من هذا العالم .. ولا هم من مملوكى ملك الهواء ورئيس الظلمه .. وانما نثق انهم هم الان فى السماء ينظرون بالمحبه اليكم شافقين على قلوبكم الحجريه .. ونثق انهم يصلون لاجلكم رغم كل ما كان .. ويشكرونكم اذ قصرتم مسافه العمر بينهم وبين لقاء من احبوا  وتنموا العيشه معه فى الحياه الابديه .. فشكرا لكم من عمق قلوبهم .. وصلاتنا لاجلكم من عمق قلوبنا .. وصلاتنا لاجلنا ان ننفذ الوصيه