الأقباط متحدون | الخفق والإخفاق
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٤:١٣ | الثلاثاء ٤ يناير ٢٠١١ | ٢٦ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٦٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الخفق والإخفاق

الاثنين ٣ يناير ٢٠١١ - ٣٧: ١١ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: مينا ملاك عازر
كان من المفترض أن تنشر هذه المقالة يوم الأحد الماضي بدلاً من مقالة "شهادة غير مجروحة" التي تم نشرها يوم الأحد. وأنا أتعمَّد إعادة نشر المقالة كما هي دون أن أغير فيها، ولكن بعد تأجيلها؛ لأريك كم كنت أنظر للعام الجديد، وما تغيَّر نتيجة حادث "الإسكندرية" الإرهابي.

من الطبيعي أن يخفق قلبك لتعيش، ولكن إن أخفقت أنت فهذا أمر غير مقبول مطلقًا. ولا مانع أن يخفق قلبك، ولكن هناك ألف مانع أن تخفق أنت، فنحن نعيش لنقاتل، وقلوبنا تخفق لنعيش، وإن توقفت قلوبنا عن الخفقان لن نستطيع العيش، وإن استطعنا البعد عن الخفقان في الحياة فهو أمر جيد لكنه مستحيل!
فأنت لن تتذوق طعم النصر إلا إذا عرفت طعم الهزيمة، والحجارة التي تتعسر بها حجارة يمكن أن تستفيد بها لتصعد لأعلى، ولما توصل تبقى واقف عليها لا تلقها على أحد.

ونحن في بلد يرفع معدلات البطالة لأعلى مستوياتها، ويحاول النزول بمستوى التعليم لأدنى مستوياته. وهذا هو الفارق بيننا وبين غيرنا. فنحن في الوقت الذي نسعى فيه لمنع المخالفات الإدارية والمالية بتحويل نظام المدارس من قومي لتجريبي، هم يواجهون المخالفات المالية والإدارية بالقضاء والتحقيقات الإدارية، لذا يرتفع عندنا معدل البطالة، وينخفض مستوى التعليم، والعكس عندهم.

و"مصر" بلد يحبه أهله، وتكرهه حكومته، ويزوره الغُرب، ويدرسه الغَرْب ويجهله أبناؤه، يشتري أراضيه الأجانب، ويبيعه حكَّامه، ويحرِّره أبناؤه، ولا ينساه منْ شرب من نيله.

ولا غضاضة أن يكون لديك نهر طويل، وسيول وبحيرة سد صناعية، وأخريات طبيعية، وسواحل طويلة على بحرين– أطول من سواحل "كاليفورنيا"- ورغم ذلك كله نعاني من أزمة في المياه، ويعاني صيادونا من بطالة، ويهربوا ليصطادوا بره.

ولا تتعجب إن كان في "مصر" برلمانين، وحكومتين لشعب واحد، غالبيته للأسف يجهل حقوقه السياسية، ويحلم فقط بشقة يتزوج فيها عشان يجيب عيال مش عارف مستقبلهم إيه؟ ويؤمن أهل هذا البلد بأن المستقبل بيد الله، والله يرزق الدودة في بطن الحجر، وما حَدِّش بيموت من الجوع، وما حَدِش بيبات جعان، لكنه يرتشي عشان يأكِّل عياله.

والمدهش، أننا لا نضع خطط للغد، ولا لبعد غد، ونكتفي بخطط إستراتيجية خَمسية وسداسية وعشارية، نحلم بتحقيقها، ونتوقع تنفيذها وإنجازها في نهاية المدة.

ولا نقبل أن نخفق، ونبرِّر إخفاقات البلد، وكأن البلد تخفق من تلقاء نفسها، وليس من يسوسها هم من يخفقون. والكل يتآمر علينا، ونحن لا نتآمر على أحد. و"مصر" بلد غني بأهله، وهما برضه إللي جايبين له الكافية.
وأحدهم همس في أُذُني وقال كويس إنهم جايبين له حاجة، ده أنا أعرف شعوب داخلين خارجين على بلدهم وإيديهم فاضية، وعمرهم ما جابوا له حتى الكافية.

وحضرتك متفائل ببداية سنة جديدة، وأنا عكننت عليك، لكن مش قصدي، ومش قصدي أي حد، والكل تمام و"مصر" ليس بها فساد، ولا رشوة، ولا ظلم، ولا محسوبية، ولا محاباة. وما تحسسشي على بطحتك، ولا تبُص على بطحة غيرك، فكلنا عيوب، وليس علينا أن نصلِّحها، ولكن علينا أن نداريها، فثقب المركب في البحر يمكننا سده بحبة ورق، وثقب الطائرة في الهواء يمكننا لصق إستيكر عليه، ونكتب عليه لا يوجد ثقب.

المختصر المفيد، إن حَكمنا على أنفسنا لِمَ حُكِم علينا.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :