الأقباط متحدون | الغضب القبطي
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٦:٢٩ | الاربعاء ٥ يناير ٢٠١١ | ٢٧ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٦٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الغضب القبطي

الاربعاء ٥ يناير ٢٠١١ - ٤١: ٠٩ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم منير بشاي 
الذين كانوا دائمًا يراهنون على أن الشعب القبطي طيب، وصبور، يقبل الضيم، ويحتمل الإساءة، ولا يثور على الظلم،  قد خسروا الرهان.
          اليوم خرجت جماهير الشعب القبطي ليصنعوا التاريخ. لأول مرة في تاريخهم الحديث يخرجوا إلى الشوارع ويعلنوا غضبهم المقدس ضد الظلم والإرهاب والترويع، ويطالبوا بحقوقهم المدنية كاملة كمواطنين أصلاء في بلدهم مصر.

لقد صبروا كثيرًا وصمتوا طويلاً، استخدموا أسلوب التوسل والاستجداء، فكانوا يقابلوا دائمًا بأذان صماء وقلوب كلها جفاء.
كانت آخر مرة غضب فيها الأقباط وتظاهروا عندما انتهكت مقدساتهم الدينية وبالتحديد في أزمة"وفاء قسطنطين"التي مست زوجة أحد الآباء الكهنة، وأزمة جريدة النبأ عندما تجرأت صحيفة ضد كنيستهم.

ولكن اليوم وضع الأقباط علامة مميزة على طريق كفاحهم عندما تظاهروا لأن حرياتهم قد اغتصبت، وأرواحهم قد هددت، ودمائهم قد أهدرت، فخرجوا عن بكرة أبيهم يعلنون غضبهم غير مبالين بحجم المخاطر التي تهددهم ، ورغم أن دماء أخوتهم فى العمرانية لم تجف بعد التي أهدرها الأمن المركزي. تكلموا وهم يعلمون أن قوات الأمن تستطيع أن تدمر أجسادهم ولكنها لن تستطيع أن تحطم إرادتهم أو تقضى على كبريائهم.

اليوم أعلن أقباط مصر أن للصبر حدود، وأنهم قد وضع خطًا لن يقبلوا من الظلم أن يتعداه. كفى ما عانوا منه في الماضي ولن يقبلوا أن يعانوا من المزيد.

خرج الأقباط في مظاهرات غضب احتجاجًا ضد ما حدث في كنيسة القديسين في سيدي بشر بـ"الإسكندرية"، عقب حضور قداس رأس السنة. تظاهروا يوم الأحد أمام الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وفى منطقة المقطم وأمام مبنى الإذاعة والتلفزيون في القاهرة، وفى حي شبرا، وفى مدينة أسيوط وغيرها من المدن على نطاق الجمهورية. وأعلنوا أنهم سيتظاهروا غدًا في ميدان هليوبوليس أمام كنيسة مار جرجس بمصر الجديدة.

وخارج مصر ساند أقباط المهجر أخوتهم في"لوس أنجلوس" بمظاهرة قوية، ضمت نحو خمسة ألاف قبطي يحملون اللافتات ويصرخون بالهتافات رغم سؤ الأحوال الجوية وغزارة الأمطار.

وما حدث في"لوس أنجلوس"يتكرر في كل بلاد العالم حيثما توجد تجمعات قبطية، فهناك مظاهرات في"واشنطن"،و"نيويورك"و"كندا"و"المملكة المتحدة"، والعواصم الأوروبية المختلفة وأستراليا.  والفضائيات القبطية تغطى تطورات الموقف على مدار الساعة.
ثوروا يا أقباط مصر ضد ما يحدث لكم على يد نظام يستغل سماحتكم المعهودة، فيظلمكم في صميم حقوقكم المدنية لصالح من هم أعلى صوتا، وأكثر عنفا، وفى ظل سياسة الموازنات الممقوتة التي لا هدف لها إلا تمكين الحاكم على حساب ظلم شريحة من المواطنين.

 ثوروا ضد الكذب والافتراء والتزوير، وضد من ينفخون في النار ويلعبون بمشاعر الجماهير من البسطاء. ثوروا ضد"العوا"و"عبد الناصر"من أدعى كذبًا أن الكنيسة تسجن المسلمات، وتخزن السلاح وتعمل كإمبراطورية مستقلة داخل الدولة المصرية. وثوروا ضد السلطات التي تركت هؤلاء وأمثالهم يستخدمون الإعلام الرسمي أبواقًا للتحريض ضد الأقباط دون مسائلة.

ثوروا ضد أمن وقف من بعيد يتفرج على السلفيين وهم يقومون بأكثر من 15 مظاهرة، في القاهرة والإسكندرية يهددون فيها أخوتهم في الوطن ويدوسون بأقدامهم صور أبيهم الروحي قداسة البابا شنودة الثالث.

ثوروا ضد نظام قد قنن الظلم ضد الأقباط وجعل منه سياسة عامة ثابتة. ثوروا ضد ما فرضوه على الأقباط من الحظر على بناء الكنائس والتعيينات والترقيات للوظائف العليا، والغبن الواضح في التمثيل النيابي والتهميش في كل مناحي الحياة. ثوروا ضد خطف بناتكم القصر وتغيير دينهم قسرًا. وقولوا للمسئولين أننا شبعنا من الكلام المعسول ولم نعد نصدق الوعود والعهود الكاذبة لأن شيئا منها لم يتحقق في الماضي وليس هناك ما يبشر فى أن شيئا منها سيتحقق في المستقبل.

ثوروا ضد الظلم ولكن أعلنوا حبكم لمصر، فمصر أمنا وحبنا التي تحضن الجميع وتضمهم إلى صدرها الحاني. فليكن غضبكم مقدسًا وملتزما واحذروا من الذين قد يندسوا وسطكم لكي يرتكبوا تجاوزات وينسبوها لكم.

ثوروا ضد التطرف والعنف باسم الدين. ولكن مدوا أيديكم بالحب والتقدير لأخوتكم في الوطن من المسلمين المعتدلين، الذين لا يرضيهم هذه الأوضاع مثل ما لا ترضيكم، وأعلنوا ذلك جهارًا، أمثال الفنانين والفنانات ورجال الإعلام"يحيى الفخراني"،و"عزت العلايلى"و"عادل إمام""وصابرين" و"إسعاد يونس"و"معتز الدمرداش"و"جابر القرموطى" و"عمرو أديب "وغيرهم الكثيرون.

وكما مارستم فضيلة الصمت عندما كانت الحكمة تقتضى منكم الصمت، فاليوم أمامكم الفرصة أن تمارسوا فضيلة الكلام لأن الشجاعة تطالبكم اليوم بالكلام. ولنا الوعد الإلهي "لا تخف بل تكلم ولا تسكت لأني أنا معك" أعمال (٨ : ٩و۱۰)
          إن العالم لا يتطوع لمساعدة الصامتين، ولا يلتفت إلا لمن يرفع صوته بالصراخ، والحقوق تغتصب ولا تستجدى




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :