الأقباط متحدون | إسكندرية كمان وكمان.. بقت بركان
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٢٨ | الخميس ٦ يناير ٢٠١١ | ٢٨ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٦٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

إسكندرية كمان وكمان.. بقت بركان

الخميس ٦ يناير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : إيهاب شاكر
 لا أعرف من أين أبدأ، كنت أود أن أهنئكم بالعام الجديد، وبقرب عيد الميلاد المجيد. لكن ما حدث في الإسكندرية هز كل الأقلام، وتتصارع الجُمل في رأسي للخروج، حتى أني لا أعرف من أين أبدأ. 
 
    أأبدأ بالتعزية لأسر الضحايا، أم بالوقوف على ضعف الأمن المعتاد، أم بالتعليقات السخيفة من البعض، أم بالردود الهزيلة والغير منطقية من المصادر الأمنية، صدقوني أنا عاجز هذه المرة عن الكلام، بل وفكرت أكثر من مرة بعدم الكتابة، لكني لم أستطع، وشعرت كما شعر إرميا عندما حاول ألا يتكلم عن الرب ثانية وقال: "  فَقُلْتُ: [لاَ أَذْكُرُهُ وَلاَ أَنْطِقُ بَعْدُ بِاسْمِهِ]. فَكَانَ فِي قَلْبِي كَنَارٍ مُحْرِقَةٍ مَحْصُورَةٍ فِي عِظَامِي فَمَلِلْتُ مِنَ الإِمْسَاكِ وَلَمْ أَسْتَطِعْ." ( إرميا 20 : 9 )
 
       لذا، سأحاول توجيه بعض الرسائل السريعة للبعض، ومنهم: 
أولا، للمسيحيين، وخاصة أسر الشهداء، للتعزية
   ولا يعزي في مثل هذه الأحوال إلا كلمة الله، الكتاب المقدس
تقول كلمة الله: " عَزِيزٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ مَوْتُ أَتْقِيَائِهِ." ( مزمور 116 : 15 )
وأيضا:
 ثُمَّ لاَ أُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ الرَّاقِدِينَ، لِكَيْ لاَ تَحْزَنُوا كَالْبَاقِينَ الَّذِينَ لاَ رَجَاءَ لَهُمْ.  لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَامَ، فَكَذَلِكَ الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ سَيُحْضِرُهُمُ اللهُ أَيْضاً مَعَهُ. فَإِنَّنَا نَقُولُ لَكُمْ هَذَا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ: إِنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ لاَ نَسْبِقُ الرَّاقِدِينَ. لأَنَّ الرَّبَّ نَفْسَهُ سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلاً. 
  ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعاً مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهَكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ. ِذَلِكَ عَزُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً بِهَذَا الْكَلاَمِ. 
( تسالونيكي الأولى 4 : 13 – 18 )
وتكفي كلمة الله للتعزية، ولا تحتاج هنا شرح أو تعليق فالكلام واضح، فأرجو لنا جميعا، أن تسكن فينا كلمة المسيح بغنى، فتعزينا وتشفي جروحنا، وليس بغريب أيها الأحباء ما يحدث للمسيحيين منذ فجر المسيحية، من اضطهاد وتعذيب وقتل، بل إن الرب نفسه سبق وأخبرنا بذلك، فقال له المجد: 
سَيُخْرِجُونَكُمْ مِنَ الْمَجَامِعِ بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ خِدْمَةً لِلَّهِ.(يوحنا 16 : 2 ) 
ثانيا، للسيد الرئيس محمد حسني مبارك، وتعليقي على الكلمة المقتضبة السريعة، التي لا توافق الكارثة البشعة في الإسكندرية.
قال سيادته:  إن انفجار كنيسة القديسين في الإسكندرية، يحمل في طياته دلائل على تورط أصابع خارجية.
ما الدليل على ذلك يا سيادة الرئيس، أم هي مجرد كلمات لإبعاد الشبهة عمن هم بالداخل، حتى لا نضيف هذه الكارثة لكارثة نجع حمادي، فآخر ما توقعته من سيادته، أن يكون من الذين يلقون بالاتهام على شماعة الخارج كغيره.
 
ثم قال: وأكد أنه لن يسمح لأحد بالاستخفاف بأمن مصر.
لا أعرف هل أضحك على هذه الجملة أم ماذا، فطوال مدة حكم سيادته والتي قاربت الثلاثون عاما، لا أستطيع أن أحصي عدد الكوارث التي ألمت بالمسيحيين في مصر خاصة، وبالبلاد عامة . وكنا قد سردنا بعض هذه الأحداث في مقال سابق.
كما قال الرئيس في خطابه: إن دماء أبنائنا لن تضيع.
أخبرني يا سيادة الرئيس، طوال مدة حكمك الطويل، أي من شهدائنا قد وجدت دمه ولم تضيعه، أين ضاعت دماء شهداء نجع حمادي؟!! فدماؤهم تصرخ منذ عام كامل.
 
        وتابع "أن هذا العمل الإرهابي هز ضمير الوطن وصدم مشاعرنا وأوجع المصريين مسلمين وأقباط امتزجت دمائهم".
         أي وطن هذا الذي نعيش فيه، لا نستطيع أن نبني كنيسة، ولا نستطيع أن نصلي فيها إلا وعلى أبوابها الأمن لحراستها، ويا ليته حتى يستطيع حراستها، بل في أحيان كثيرة ضالع فيما يحدث. أية مشاعر هذه وضابط أمن يرد على أحد المسيحيين الذي طالب بجمع أشلاء الجثث من الشوارع ويقول له ـ وهو لا يعلم بالطبع أنه مسيحي ـ ( سيبهم دول كلاب) ، أي مسلمين تقصد الذين أوجعهم الأمر، هل الذين كانوا يهتفون الله أكبر بعدما رأوا الانفجار وجثث المسيحيين تتساقط؟!!!!
     كما قال سيادته، إن مصر برمتها مستهدفة.
هل أصبحت الكنائس هي مصر، هل أصبح المسيحيين هم كل مصر، لا أفهمك؟
   وأردف قائلا: إن الإرهاب الأعمي لا يفرق بين قبطي ومسلم.
    لا يا سيادة الرئيس، هو يفرق جيدا ويعرف أين يضرب، فهو لا يضرب المساجد والجوامع ولا التجمعات التي فيها مسلمين، ولا في أعياد المسلمين، ولا يسقط قتلى وشهداء غير المسيحيين، وإن كانت بعض الإصابات قد طالت بعض المسلمين، فهم يحسبونها جيدا، ويعلمون أن هناك نسبة فاقد كما في الجيش أو تضحية مقبولة.
     
     كما جاء أن الرئيس أصدر تعليماته بالإسراع في التحقيقات، لكشف الملابسات وتعقب مرتكبي هذا العمل الإجرامي.
     هل سيكون بسرعة محاكمة القتلى في نجع حمادي ومن يقفون ورائهم.
قال الرئيس : إن الإرهاب لا يعرف وطناً ولا ديناً!!!!!!
أن وطن ودين الإرهاب معروف للعالم كله، ونحن فقط من ننكر دينه!!
فعلينا فقط أن نقرأ كتب جميع الأديان، حتى الوثنية منها لنعلم أي دين الذي يحرض على الإرهاب وقتل كل من لا يعتنقه!
وأضاف: "أقول لهؤلاء المجرمين إنكم لن تكسبوا المعركة و ستخسرونها".
في الحقيقة، هم الفائزون حتى الآن وعلى مدار ثلاثون عاما.
 
سيدي الرئيس، (كفاية على سيادتكم تعبكم حتى الآن، ونرجو أن تستريحوا من منصبكم وكفى) هذا ليس صوتي وحدي بل صوت كل المصريين، وخصوصا الأقباط الذين يهتفون الآن في مظاهرات تدعو لراحة سيادتكم من عبء الحكم الثقيل الذي دام 30 عاما.
 
ثالثا، تعليقي ورسالتي لوزارة الداخلية
جاء الكثير من بيانات وزارة الداخلية متشابها مع ما جاء في خطاب الرئيس، ولا عجب، لكن ما آثار انتباهي هو هذا البيان الذي قيل فيه" تعارض ظروف ارتكاب الحادث مع القيم السائدة في المجتمع المصري، وفى ظل ارتكابها في مناسبة دينية يحتفل بها المسيحيون والمسلمون على حد سواء بروح من التآخي بمقومات راسخة لوحدة نسيج المجتمع المصري، ودلل المصدر على ذلك بإصابة مسلمين في الحادث".
 
أي أن ليس من المعتاد أن تراق الدماء في الأعياد الدينية، وكأن هذه أول مرة يحدث فيها ذلك، سؤالي هو هل هؤلاء يعيشون في نفس البلد الذي نعيش فيه أم في بلد آخر، أليس شهداء نجع حمادي استشهدوا في مناسبة دينية، وإن كانت هناك إصابات لبعض المسلمين، فكما قلنا من قبل، أن مرتكبي الجريمة، ربما عندهم نسبة فاقد، ونسبة من الممكن أن يضحوا بها في سبيل الله!!
 
 
كما نوه المصدر إلى إصابة احد ضباط الشرطة وثلاثة من الأفراد كانوا معينين لتأمين احتفال الأخوة المسيحيين بالكنيسة، وهو الإجراء بالذي تم اتخاذه لتأمين كافة الكنائس على مستوى الجمهورية في ظل التهديدات المتصاعدة من تنظيم القاعدة للعديد من الدول.
يا وزارة الداخلية، نحن لا نريد حراسة على الكنائس من أي نوع، أتعلمون لماذا، لأنها أثبتت فشلها بكل المقاييس، فهم يقومون بأي شئ للحماية، غير الجلوس على الكراسي خارج الكنيسة والتسامر مع بعضهم البعض، وعلى الكنيسة أن تراعيهم في أكلهم وشربهم، بالإضافة أننا نعلم أن بعضهم هم جواسيس للأمن، وليس حراس للكنيسة.
 
أرجو في النهاية ألا تخرج علينا وزارة الداخلية ببيان يقول أن مرتكب هذا الحادث مختل عقليا، وخصوصا أن هذه الكنيسة هي التي شهدت اعتداء في شهر ابريل/نيسان عام 2006 حيث دخلها شخص وبدأ يطعن المصلين فأصاب عددا منهم بين قتيل وجريح.
وشخصيا ـ ومعي الكثيرين ـ لا أتوقع أبدا أن وراء هذا الحادث من يريد أمن مصر وما إلى ذلك  من الكلام الذي يخلو من كل منطق، بل لا تنسوا أن تنظيم القاعدة في العراق قد هدد المسيحيين في مصر باستهدافهم عقب حادثة كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في 31 أكتوبر/ تشرين الأول في بغداد، كما شهدت الإسكندرية تظاهرات لمسلمين يطالبون الكنيسة المصرية بإطلاق سراح نساء أسلمن ويعتقد أنهن محتجزات في كنائس، لا تنسوا أيضا  ما حدث في العمرانية من مقتل اثنين من المسيحيين وإصابة عدد آخر بأيدي الشرطة. إذا من المعتدي يا ترى، سؤال صعب أليس كذلك؟؟!!!

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :