الأقباط متحدون - لماذا لا نقبل النقد!
  • ١٧:٠٤
  • الاربعاء , ٢ نوفمبر ٢٠١٦
English version

لماذا لا نقبل النقد!

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الاربعاء ٢ نوفمبر ٢٠١٦

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

د. مينا ملاك عازر
أتعجب من هؤلاء الذين يرفضون أن يُنتقدوا، ويبدأون في خلق أعذار، ويبررون إخفاقهم، بل أن عيونهم لا ترى المديح الموجه لهم ما دام ذلك اقترن بنقد، كتبت ناقداً فريق مسرحي من الهواة آملاً من  نقدي أن يرتقوا بجهدهم ليصلوا لمستوى المحترفين، فأبوا وتضايقوا، كما لو كانوا يرون أنفسهم فوق النقد، ولم يروا ما كتبت من مدح فيهم. مهما كان النقد قاسياً، فما دام من كتبه لا مصلحة من ورائه إلا رفعتك فتقبله، وحينما وصلني ضيقهم، جلست مع نفسي، وسألتها إن كان هذا حال الهواة الذين أطمح لهم في الأفضل والذين ليسوا فوق النقد، فما بال بهؤلاء الذين يجلسون على الكراسي كيف حالهم متى ننتقدهم!؟.


يعني وزارة الداخلية لو تقبلت نقدنا بعقلية منفتحة حين قلنا طهروا أنفسكم من الفاسدين والمُعذبين، وطوروا إمكانياتكم، واستخدموا التكنولوجيا في تتبع الإرهابيين والمجرمين، وتسلحوا بما هو أفضل لمجابهتهم، وأمنوا السجون بما هو حديث، أما كانت قلصت عدد  الشهداء الذين سقطوا في صفوفها!.
الجيش إذا تقبل رؤيتنا في تغيير إستراتيجيته في تأمين شمال سيناء من عدم وجود كمائن ثابتة، واستخدام الأقمار الصناعية الذي بدأ الآن في اقتفاء تلك التقنيات لاستخدامها، أما كان قد قلص عدد شهداءهم، على أي حال الجيش أحسن حال من الشرطة التي لم تزل تستخدم أسلوب الكمائن الثابتة الرابضة الجاهزة لتلقي الصدمات، وستبقى ما دامت العقليات الجامدة موجودة.


من يقفون وراء العاصمة الإدارية واستصلاح الأربعة ملايين فدان، وبناء المفاعل النووي، لو رضخوا لضغوط الناس، وفهموا أن الحالة الاقتصادية لا تتحمل تلك المبالغ الدولارية الهائلة المدفوعة المكبلة لاقتصادنا، والتي ستتسبب في المزيد من الديون، وستضعف الجنيه أمام الدولار، والعديد من العملات الأخرى وستضطرنا للمزيد من الديون التي من شأنها زيادة الموقف المالي والاقتصادي سوءاً بفرض شروط مجحفة لا يتحملها الشعب، أما لو أن هؤلاء قبلوا النقد أما كنا قد تفادينا أزمة اقتصادية راهنة وأخرى أكثر قسوة مقبلة للأسف.


الأمثلة على المغالين في تمجيد أنفسهم كثيرة، والذين يظنون أنهم فوق النقد والانتقاد والنقاش والجدال والحوار كثيرون. ومن ثمة، فالفشلة أكثر، والراضين بنجاح وقتي أكثر سرعان ما يزول نجاحهم ولا يبقى طويلاً الذين يرون في أنفسهم أنهم الصح وما عداهم خطأ كثيرون، فتجد البلد تتأخر ما دامت توأد المعارضة في مهدها، لم نعود آذاننا على أن تسمع نقدنا، لم نهيئ عقولنا على تقبل النقد الموجه لنا  ودراسته، وأخذ ما ينفعنا والرد على ما لدينا عليه رد، لذا سنبقى محلك سر بلا تقدم لأننا لا نفهم أن هناك من ينتقدونا لأنهم يحبونا، ويرون أن لدينا الأفضل.


المختصر المفيد ربوا أبناءكم على أن يتقبلوا النقد ويدرسوه ويأخذوا به.