الأقباط متحدون - لما تتزنق قول «سوريا»!
  • ١٣:٠٥
  • الاربعاء , ٢ نوفمبر ٢٠١٦
English version

لما تتزنق قول «سوريا»!

مقالات مختارة | د. محمود خليل

٥٩: ٠٨ ص +03:00 EEST

الاربعاء ٢ نوفمبر ٢٠١٦

د. محمود خليل
د. محمود خليل

لما تتزنق قول سوريا والعراق واليمن وليبيا، تلك هى المعادلة السحرية التى لجأ إليها رئيس الوزراء شريف إسماعيل خلال الجلسة التى عقدها مجلس النواب مؤخراً ليناقش معه مسألة ارتفاع الأسعار، وشأن رئيس الوزراء فى ذلك شأن كثيرين، ممن يحاولون تبرير حالة التردى فى الأداء التى أصابت المواطن المصرى فى صميم معيشته، فسممت حياته ومررتها بصورة غير مسبوقة، ورغم أننى سبق أن ناقشت هذا الموضوع فإننى أجد أن من المفيد طرحه من جديد طالما وصل الأمر إلى رئيس الوزراء!.

حدوتة انظروا إلى سوريا والعراق ليست جديدة، كما تعلم، بل تكاد تكون أسطوانة مشروخة ترددت على لسان كل من تولى إدارة وتسيير الأمور فى هذا البلد منذ ثورة يناير 2011 وحتى الآن. وثمة سؤال مبدئى لا بد من طرحه فى هذا السياق: إلى من يعود الفضل فى عدم تحول مصر إلى سوريا أو عراق أو ليبيا أو يمن جديد؟!. تقديرى أن الفضل فى ذلك يعود إلى الشعب المصرى، الشعب المصرى وحده، بتركيبته، وعمقه الحضارى، ومحبته لبلده، وتماسكه التاريخى، منذ أن توحد فى عصر «مينا»، قبل آلاف السنين. ودعوة المصريين إلى شكر المولى عز وجل على عدم تحولنا إلى أى من هذه النماذج يحمل نظرة لا أخلاقية للأمور، لأن ما حدث فى العراق غزو أمريكى أدى إلى دخول البلد فى هذا المنعطف، وما حدث فى سوريا بدأ بقمع من جانب جيش «بشار» وأدواته الأمنية لثورة شعبية، تطور فيما بعد إلى حرب طائفية تدخلت فيها العديد من الأطراف الخارجية، وما حدث فى ليبيا غزو شبيه بما حدث فى العراق، ثم انخراط فى حروب قبائلية بعد إسقاط نظام القذافى فى ثورة شعبية هدد فيها وولده الشعب الليبى باستخدام جيشه والمرتزقة الأفارقة ضده، والمشهد فى اليمن تتداخل فيه القبائلية مع الطائفية. مقارنة مصر بأى من هذه النماذج تحمل نظرة متدنية إلى هذا الشعب، ووصم له ولمؤسسات الحكم بما لا يليق.

الحكومة فى مصر فاشلة، ومن يدور فى فلكها ويردد تلك الأسطوانة المشروخة، يشجعها على فشل أكبر، قد يجرنا إلى نتائج لا تحمد عقباها، فالعقل الذى يتأمل نموذجاً كاليمن ثم يقول انظر إلى سعر العملة فى اليمن مقابل الدولار، قبل أن تلطم على تجاوز سعر الدولار فى مصر الـ18 جنيهاً عقل مغيب وساذج وكذوب، لأن العملة فى اليمن وسوريا وغيرها كانت منهارة فيما قبل، الجديد هو انهيار الجنيه المصرى بهذه الطريقة، ليزيد الفارق بين سعره فى السوق السوداء وسعره البنكى بنسبة تزيد على 100%. والسبب فى ذلك هو أداء الحكومة العاجز الباهت. زمان -فى الستينات- كان المصريون العائدون من حرب اليمن يقولون إن أمام أهل اليمن مائة عام حتى يعيشوا كبشر طبيعيين، فى حين يطلب منا رئيس الوزراء اليوم أن نحمد المولى كثيراً، لأننا لم نصبح مثل اليمن!. تخويف الناس بهذه النماذج البائسة لتبليعهم حالة البؤس التى وصلوا إليها تفكير بائس، وهو تخويف لا يحمل أى منطق، لأن المصريين ليسوا كغيرهم من الشعوب التى يهددهم المسئولون بالوصول إلى ما وصلت إليه، إنه يعكس فقط عجز الحكومة وفشلها، وقناعة باطنية لدى بعض المسئولين بمعادلة: نحن مع المرار.. أو الفوضى!.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع