في مثل هذا اليوم ..الخلافة العثمانية ..ومصر
سامح جميل
٢٦:
٠٨
ص +02:00 EET
الخميس ٣ نوفمبر ٢٠١٦
سامح جميل
فى مصر وحتى اﻻن جرى ويجرى حديث كثير يرفض مصر"الوطن"..ويتحدث اصحاب هذا الرأى بشغف ووله عن الخلافة العثمانية ..
فى مصر وحتى اﻻن جرى ويجرى حديث كثير يرفض مصر"الوطن"..ويتحدث اصحاب هذا الرأى بشغف ووله عن الخلافة العثمانية ..
وفى مواجهتهم يكون هتاف الشعب المصرى الذى استمر يردده ﻻمد طويل ،"يارب يامتجلى ..اهلك العثمانلى"..
كان سلطان مصر فى هذا الزمان "قنصوة الغورى "وكان يقوم كل عام بالواجب المصرى القديم برعاية اﻻماكن المقدسة سواء فى مكة او المدينة او القدس،وكان حاكم مصريشرف بنغسه على صناعة كسوة الكعبة وتسفيرها مع ركب المحمل ،واتى البريد الى قنصوة
بان الخليغة العثمانى يحشد حشوده لغزو مصر ..فوجه رسالة الى السلطان سليم اﻻول جاء فيها "علمنا انك جمعت عساكرك ،وانك عزمت على تسييرهم علينا ،فتعجبت نفسنا غاية التعجب ،ﻻن كلنا والحمد من سلاطين اهل اﻻسلام وتحت حكمنا مسلمون موحدون"..
فرد السلطان سليم فى كذب سافر : ""يعلم الله وكفى به شهيدا انه لم يخطر ببالنا طمع فى احد سلاطين المسلمين او فى مملكته او رغبة فى الحاق الضرر به ،فالشرع ينهى عن ذلك"..
بدائع الزهور فى وقائع الدهور ..ابن اياس جزء 2 ص124..
ولكن سليم اﻻول كان رغم ذلك مصمما على غزو مصر ..ولم يكن منتظرا سوى فتوى تبيح له ذلك فكيف يغزو بلدا يسمى سلطانه نفسه "خادم الحرمين"ويقوم بكسوة الكعبة ويحتضن اﻻزهر الشريف..واخيرا جاءت الفتوى على يد قاضى عسكر اﻻناضول "كمال باشا زاده"..
واستند فيها الى اﻻية التى تقول "لقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر ان اﻻرض يرثها عبادى الصالحون"..وتمضى الفتوى لتقول ان اﻻرض هى مصر ﻻنها وردت فى اية قرآنية مشيرة الى مصر..اما عبادى الصالحون فهم طبعا "العثمانيون"..وقد سارع مفتى اﻵستانة هو ايضا
ليؤيد فتوى قاضى العسكر ..فاصدر مفتى اﻻنام شيخ اﻻسلام فتوى بوجوب غزو مصر ﻻن اهلها قطاع طرق والقتال ضدهم غزو وجهاد ..
والمقتول من جيوش السلطان فى هذا الغزو شهيد ومجاهد..وتقترب الجيوش العثمانية من مصر بعد مقتل قنصوة الغورى فى مرج دابق بالشام فيرسل سليم اﻻول الى طومان باى السلطان حينئذ رسالة يقول فيها :"ان الله قد اوحى الى بان املك اﻻرض والبلاد من الشرق
الى الغرب كما ملكها اﻻسكندر ذو القرنيين وانا خليفة الله فى ارضه ..وانا اولى منك بخدمة الحرمين الشريفين ..وبدأ سليم اﻻول جرائمه فى مصر بشنق طومان باى على باب زويلة ولم يغفرها له المصريون ويظلون حتى اﻻن يطلقون على هذه البوابة "بوابة المتولى "وهو
احد وظائف طومان قبل السلطنة ققد كان يتولى الحسبة ..ولم يزالوا المصريين يقرأون الفاتحة كلما مروا بالبوابة..
ويروى ابن اياس فى بدائع الزهور الكثير والمخيف من جرائم العثمانيين فيقول:"واتجهوا الى الطحانيقن فاخذوا البغال والخيول واخذوا جمال السقايين ونهبوا كل مافى شون القمح من غلال ،ثم صاروا ياخذون مواشى الفلاحين ودجاجهم واوزهم واغنامهم حتى ابواب بيوتهم
وخشب السقوف اخذوه"..ويكمل ابن اياس :
وارسل سليم واحدا من اكثر رجاله توحشا هو جان بردى الغزالى الى الشرقية فوصل الى نواحى التل والزمنرونيين والزنكلون ونهب مافيها. من ابقار واغنام واوز ودجاج وقام باسر الصبيان وسبى الفتيات باعتبارهن ابناء كفار وراح يبيعهن بابخس اﻻثمان وسارع المصريين بشرائهن من سوق العبيد والجوارى ..ثم يهبوهن ﻻهاليهن ..فاشترى احدهم بنتا باربعة اشرفية "جنيهات "ووهبها الى امها..وراح الصالح بالطالح وصارت جثث المصريين مرمية من باب زويلة الى الرميلة الى الصليبة ثم فوق العشرة اﻻﻻف انسان ثم انهم احرقوا جامع شيخون فاحترق اﻻيوان والقبة ..وترك سليم اﻻول فى مصر واليا تركيا يقول عنه ابن اياس "كان يصبح كل صباح وهو مخمور فيحكم فى الناس بالعسف والظلم
وهو سكران ..ثم يلخص ابن اياس اﻻيام اﻻولى للغزو العثمانى قائلا :"واشعلوا فى مصر جمرة نار "..ولعل تلك اﻻيام هى التى لقنت المصريين الشعار الذى ظل يهتف به امدا طويلا "يارب يامتجلى ..اهلك العثمانلى"......!!
حكايات ابن اياس ..