الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم..قام العمال العرب بنسف أنابيب البترول في كل من سوريا وليبيا والبحرين والسعودية
  • ١٢:٣٨
  • الخميس , ٣ نوفمبر ٢٠١٦
English version

فى مثل هذا اليوم..قام العمال العرب بنسف أنابيب البترول في كل من سوريا وليبيا والبحرين والسعودية

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٣٤: ٠٨ ص +02:00 EET

الخميس ٣ نوفمبر ٢٠١٦

سورية هي سورية أم العروبة
سورية هي سورية أم العروبة

 فى مثل هذا اليوم 3نوفمبر 1956..

سامح جميل
قام العمال العرب بنسف أنابيب البترول في كل من سوريا وليبيا والبحرين والسعودية لمنع البترول عن المعتدين أثناء العدوان الثلاثي على مصر..

سورية هي سورية أم العروبة وقلمها، مهد الحضارة وأمها.. سورية هي العطاء والسحر والكرم..
 
ولأن سورية كذلك، فلم يكن يوم العدوان الثلاثي على مصر مجرد يوم عادي في تاريخ سورية.. ولم يكن صعباً في مواجهة العدوان أن ترى بلداً كسورية انخرط بشعبه وجيشه، برجاله ونسائه في مقاومة العدوان الثلاثي على مصر.. فكان تفجير أنابيب شركة نفط العراق (الآي بي سي) البريطانية، الممتد من كركوك إلى مصفاة بانياس، رسالة إلى الغرب بأسره بأن سورية جيشاً وحكومة وشعباً مع مصر.. 
 
بدأت إسرائيل اعتداءها على مصر الشقيقة بدعم بريطاني وفرنسي. وفي يوم الجمعة 2 تشرين الثاني عام 1956م صدر عن القوات المصرية البلاغ رقم 14 جاء فيه: «في الساعة الحادية عشرة ونصف صباحاً حدثت غارة جوية على قرية مصرية في أبي زعبل وكذلك على أجهزة إرسال محطة الإذاعة المصرية ما سبّب عطلاً فيها وبعض الخسائر الأخرى التي لم تحدد بعد».
 
لقد قامت الطائرات الفرنسية والبريطانية بتوجيه ضربات جوية على الأهداف المصرية طوال يومي 2 و3 تشرين الثاني، واستطاعت إحدى الغارات تدمير هوائيات الإرسال الرئيسية للإذاعة المصرية في منطقة صحراء أبي زعبل شمال القاهرة قبل أن يلقي الرئيس المصري عبد الناصر خطبته من فوق منبر الجامع، فتوقفت الإذاعة المصرية عن الإرسال، وهنا كانت المفاجأة الكبرى التي صعقت من أراد إسكات صوت قاهرة المعز، حيث انطلقت إذاعة «دمشق» على الفور بالنداء «هنا القاهرة» ويقول محمد أمين حماد الرئيس الأسبق للإذاعة المصرية عن أحداث القتال يوم الجمعة 2 تشرين الثاني 1956: «على حين كانت سفن الغزو تقترب حثيثاً من ساحل بورسعيد، اتسع مجال التمهيد الجوي المركز على مصر فشمل أهدافاً مدنية أيضاً، بعد أن تأكدت القيادة الأنجلو- فرنسية بقبرص من خلو مسرح العمليات من الطائرات المصرية. وما إن قصفت هوائيات الإذاعة المصرية وأسكتت إرسالها حتى أعلنت إذاعة دمشق نداء «هنا القاهرة». وأيضاً تذكر موسوعة مقاتل من الصحراء الحادثة نفسها وتقول: «أعلنت إذاعة دمشق نداء هنا القاهرة».
 
في تلك الليلة، ليلة بدء العدوان الثلاثي على مصر خرج زورق الضابط السوري البطل ابن اللاذقية الموجود في مصر، لمقابلة السفينة الفرنسية «جان بارت» التي جاءت لتعتدي على مصر، واستطاع الاقتراب من المدمرة الفرنسية ونفذ عمليته البطولية، التي أدت إلى استشهاده وتفجير «جان بارت» فخر البحرية الفرنسية آنذاك، مسطراً بذلك أروع صور البطولة والتضحية في الدفاع عن مصر.
 
تدمير أنابيب النفط
قامت سورية عن بكرة أبيها لنصرة مصر، فحين أعلن جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس، انعقد المجلس النيابي السوري فوراً وقرر تأييد مصر في تأميمها لقناة السويس والوقوف إلى جانبها ضد أي عدوان محتمل عليها… وتشكلت الهيئة العربية السورية لنصرة مصر، شاركت فيها جميع الأحزاب السورية وخرج الشعب العربي في سورية بمدنها وأريافها ليشترك في مهرجانات يـوم مصـر، وقد شكلت لجان فرعية في جميع المحافظات للهيئة العربية السورية لنصرة مصـر… وتهافت الناس على مراكز التطوع نساءً ورجالاً للتدرب على حمل السلاح للدفاع عن مصر. وهنا نذكر المربية السورية الكبيرة نجاح ساعاتي، التي كانت من النساء اللواتي تطوعن للتدريب على السلاح عام 1956 وهي حامل، وكان نتيجة ذلك أن أجهضت. ونجاح ساعاتي أصبحت فيما بعد عضو المجلس الوطني للثورة (البرلمان) عام 1965.
 
لقد عمت النقمة الشعبية في سورية ما دعا الشعب السوري الثائر لنصرة مصر فألقيت القنابل على القنصلية الفرنسية في دمشق، وحلب، وهوجمت المؤسسات الثقافية الفرنسية والبريطانية.
 
و لكن الأهم من ذلك كان نسف أنابيب البترول في سورية يوم 2/11/1956، والعائدة لشركة (أي بي سي) البريطانية، في ثلاث محطات للضخ، وامتناع العمال السوريين عن إفراغ السفن القادمة من فرنسا وبريطانيا إلى الموانئ السورية. ففي الخمسينيات من القرن الماضي كان يمر من سورية خطان لنقل البترول أحدهما للبترول العراقي ويمر من وسط سورية ويصب في البحر الأبيض المتوسط عند ميناء بانياس على الساحل السوري، والثاني ويسمى خط (التابلاين) ينقل البترول من الخليج العربي، ويمر في الأردن وسورية ثم يصب في ميناء طرابلس على البحر الأبيض المتوسط.. وحين امتدت يد الشر لمصر الشقيقة أثناء العدوان الثلاثي 1956م قام العمال السوريون بنسف خط أنابيب البترول الذي يمر عبر سورية حاملاً البترول إلى أوروبا، وقد اتهمت الأوساط البريطانية يومذاك الجيش السوري بأنه هو الذي قام بعملية التخريب.
 
(كانت سورية تحصل على 64 مليون ليرة سورية في العام أي 175 ألف ليرة في اليوم، لمرور النفط في أراضيها… وقد ركلت سورية هذا المبلغ الكبير بقدمها وجعلت المصلحة القومية فوق جميع المكاسب والاعتبارات. كانت سورية عازمة عزماً أكيداً على التخلي عن هذا الربح. مادام المستعمرون والصهاينة يحتلون شبراً من أرض مصر.
 
وإذ ذكرنا أن توقف البترول قد استمر 129 يوماً من 3 نوفمبر 1956 إلى 12 مارس 1957، علمنا أن المبلغ الذي خسرته سورية خلال هذه المدة يبلغ 22 مليوناً و750 ألف ليرة سورية.
 
وقد قال رئيس الجمهورية السورية شكري بك القوتلي إن سورية على استعداد لأن تتكبد أضعاف ذلك المبلغ بكثير في سبيل ردّ يد العدوان الآثم على مصر).
 
وبعد
هذا مثال واحد على ما فعلته وتفعله سورية… فهل تستحق من مصر أو الحكومات العربية الأخرى كل هذا!؟ وأن يقفوا في معسكر الإرهاب ويضعوا يدهم بيد شذاذ الآفاق للنيل من عشق ومقاومة سورية!؟..............................!!!!!!!!!!!