مصر ما بين ( الفوضى الخلاقة ) ... و الحرب من أجل البقاء

مازالت مصر تعيش فى ظلال المؤامرة الامريكية ، هناك من يسعون لهدم الدولة ، يتآمرون لسحب مصر وجرها الى الوراء والعودة الى نقطة الصفر أو اسقاطها فى الثقب الاسود لا قدر الله وفقا للمخطط الامريكى ، الذى غزلت خيوطه عام 2004 كوندا ليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية السابقة والذى أسمته( الفوضى الخلاقة ) لتدمير وخراب الدولة من داخلها بأيدى أبنائها . وجاءت من بعدها هيلارى كلينتون فى عهد الرئيس اوباما لاستكمال نفس المخطط كما جاء فى كتابها الاخير ( كلمة السر 360 ) . وأنفقت واشنجطن مليارات الدولارات لتنفيذمنظومة  ( الفوضى الخلاقة ) بقصد اقامة الشرق الاوسط الجديد ، تنقسم فيه دول المنطقة الى دويلات صغيرة متصارعة و متناحرة منزوعة الجيوش ، لتبقى اسرائيل هى الاقوى فى المنطقة .وهذا ما حدث بالفعللدول

 

صديقة سقطت ودمرت وتشتتت وتهجرت شعوبها نتيجة ( الفوضى الخلاقة ) أمريكية الصنع !! وكانت مصر أول الدول المستهدفة فى  المشروع الامريكى ، باشتعال الحروب الطائفية بها وتدمير الوطن بأيدى ابنائه. وبعد مصر ..  يأتى فى قائمة ( الفوضى الخلاقة ) كل دول الخليج بلا استثناء . وبعون اللهتمافساد المخطط الامريكى بكل براعة، عندما تجلى المصريون فىلحظة عبقرية واعية وارتجت الارض تحت أقدام الملايين فى أكبر حشد شعبى يشهده العالم يوم 30 يونيو . وكان من الضرورى تفويض القوات المسلحة وتنفيذ خارطة المستقبل ، فهى القوة الجبرية القادرة على ضبط كافة الامور على أرض الواقع ، بارادة شعبية جارفة وتم انقاذ البلاد من خطر حرب أهلية مدمرة . تحاول أمريكا اعادة السيناريو وفقا لمخطط  ( الفوضى الخلاقة ) عن طريق بث روح الانهزام واليأس والانكسار، يريدون أستنساخ أحداث يناير 2011 والعودة مرة اخرى لاشاعة الفوضى والخراب والدمار والسرقة والنهب واحتلال الشوارع والميادين والاستيلاء على الممتلكات العامةو الخاصة ومهاجمة اقسام الشرطة و السجون ، وكأن الناس كرهواالامن والاستقرار واشتاقوا لزمن  ( اللجان الشعبية ) الزمن الذى كان فيه الناس يخشون النزول الى الشارع ومنعو أبنائهم من الذهاب الى مدارسهم خوفا من البطش أو الخطف !!  قاموا مؤخرا باخفاء السلع من الاسواق ، ولديهم قناعة ان البسطاء من ابناء الشعب المصرى تحركهم وتثيرهم الحاجة الى كيلو سكر او زجاجة زيت ، ونسوا ان الشعب المصرى مهما يعانى من مشاكل وأزمات، لايفرط أبدا فى كبريائه الشامخ وثوابته الوطنية . المتربصون بالوطن وظيفتهم نشر الاكذيب والشائعات والتشكيك فى قدرات الشعب المصرى العظيم وانجازات الدولة والمشروعات القومية العملاقة التى نفذتها فى زمن قياسى كانت تحتاج عشرات السنين لتحقيقها... والتى توفر أكثر من ثلاثة ملايين فرصة عمل ... يبثون طاقة سلبية فى نفوس الشعب ايزاء المشاريع القومية على سبيل المثال وليس الحصر... التشكيك فى مشروع استصلاح اربعة ملايين فدان والتى بدأت بوادرها تظهر فعلا  بحصاد القمح لعشرة آلاف فدان فى واحة الفرافرة ، ساخطون على البدء فى اقامة العاصمة الادارية الجديدة للتخفيف عن القاهرة ... 

 

 

ينتقدون مشروع قناة السويس الجديدة والمشروعات اللوجيستية الضخمة المتعددة الملحقة بمحور قناة السويس ،  ينتقدون انشاء المدن الجديدة .. وتطهير سيناء من الارهاب والتخطيط الشامل لتعميرها ، واتساع الوادى وتغيير خارطة مصر بكاملها .لا يروق لهم مشاريع الاسكان الاجتماعى الذى يهدف لبناء مليون وحدة سكنية تم تنفيذ جزء كبير منه ضمن أكبر مشروع اسكان فى مصر . اصحاب نظرية( الفوضى الخلاقة ) يهاجمون المشروع القومى للقضاء على العشوائيات ، ذلك الوباء الذى يشوه وجه مصر الحضارى والذى بدء تنفيذه فى حى( الاسمرات ) بالقاهر ة و ( غيط العنب ) بالاسكندرية وانتشال الغلابة من أكواخ الصفيح والقاطنون اسفل الكبارى وشقوق الارض واسكانهم شقق مفروشة محترمة كاملة التجهيز تليق كاخوة لنا فى الوطن ... يهاجمون مشاريع الامن الغذائى الغير مسبوقة منها المشروع القومى للمزارع السمكية فى كفر الشيخ وشرق قناة السويس والذى يظهر انتاجه بعد شهور قليلة ان شاء الله ،  والذى يعتبر اكبر مشروع للاستزراع السمكى فى الشرق .. ومشروع الصوب الزجاجية لمضاعفة انتاج الخضر. ما رأى أصحاب مؤامرة ( الفوضى الخلاقة ) فى منظومة رغيف الخبز والقضاء على طوابير العيش التى كان يسقط فيها ضحايا من أجل الحصول على رغيف خبز ؟؟ وما رأيهم فى القضاء على المشكلة المزمنة لانقطاع التيار الكهربائى وليصبح فى مصر أكبر ثلاث محطات لتوليد الكهرباء فى العالم ؟؟فضلا عن البدء فى تنفيذ مشروع الطاقة النووية بالضبعة ؟ البعض ساخطون لأنه اصبح لمصر أكبر حقول الغاز فى البحر الابيض ( حقل ظهر )والذى يفوق انتاجه ما يساوى مليار يورو شهريا !! لا يروق لهم شق سته أنفاق أسفل قناة السويس لربط سيناء بالوادى كخطوة ضرورية للبدء فى تعمير سيناء لأول مرة فى تاريخ مصر !! ينتقدون تنفيذ أكبر شبكة للطرق والكبارى فى تاريخ مصر بامتداد سبعة آلاف كيلو مترا وما يزيد عن 200 كوبرى حديث. اصحاب فكرة ( الفوضى الخلاقة ) يحسدون مصر لانها ستعلن قريبا باذن الله خلوها من فيروس( سى ) الذى يهدد حياة الكثير من أبناء الوطن . لا يروق لهم أن يصبح لدى مصر أقوى جيشا فى الشرق ويحتل مرتبةمتقدمة ضمن أقوى جيوش العالمنتيجة تنوع مصادر التسليح والحصول على أسلحة متطورة حديثة  .. الجيش الذى اعاد العزة والكرامة بنصر اكتوبر العظيم ، علما بان تسليح الجيش يتم من ميزانية القوات المسلحة وليس من ميزانية الدولة . يحسدون الغلابة لأن الدولةقامت بالتوسع فى دائرة المستفيدين من معاش الضمان الاجتماعى ومعاش ( تكافل وكرامة )مع دراسة زيادة المعاشات التأمينية والعمل على ردع ومكافحة الفساد الادارى والاحتكار فى أقوات الشعب .

لايمكن أن ننكر ان هناك أخطاء .. وان هناك أزمات اقتصادية مثلها مثل أى دولة من دول العالم .. سواء ازمات مفتعلة او غير مفتعلة ، فىظل زيادة رهيبة فى معدل السكان سنويا ، ونتيجة تراكمات وركود حدثت خلال عقود طويلة مضت ، ولابد ان يدرك المصريين ان تكلفة الاصلاح باهظة وتحتاج للوقت والمثابرة والصبر .. وليدرك كل العالم .. أن  مصر دولة ذات حضارة عريقة .. وتاريخ مجيد .. وأكبر .. واعظم .. واقوى .. من ان تدمر بايدى أبنائها كما يتوهم الامريكيون وعملائهم ... مصر باقية باذن الله .. وقادرة على ان تنتصر فى حروبها من أجل البقاء ... وتحيا مصر .