الأقباط متحدون | حولوا الحزن إلى فرح
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٢١ | الجمعة ٧ يناير ٢٠١١ | ٢٩ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٦٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

حولوا الحزن إلى فرح

الجمعة ٧ يناير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: عوض بسيط
مزيج من الغضب والحزن يغلف سماء مصر هذه الأيام، فما جرى بالإسكندرية يمكنه أن يصيب أي إنسان –طالما به قدر من الإنسانية- بالاكتئاب.. يعكس المجتمع الافتراضي على الفيس بوك حال الشباب –القبطي خاصة- وقد اتشحت صفحاته باللونين الأسود والأحمر، وكلماته بطعم الحزن الممزوج بالدم. بينما انتقل الغضب إلى الشارع في مظاهرات تخطت أعداد المشاركين فيها الآلاف.. كل هذه الطاقة السلبية قد تتحول إلى عنف، ليس بالضرورة أن يكون جسديًا، فربما يتحول لعنف نفسي، موجه تجاه الذات والآخر.
يقول بعض الشباب أنهم لن يلبسوا ملابس العيد الجديدة، ويقول آخرون أنهم سيرتدون السواد يوم العيد، معظم الاحتفالات بالعيد تم إلغاؤها بالكنائس.. أُطفئت أنوار المزاود وأشجار الكريسماس.. اختفى بابا نويل بزيه الأحمر الشهير.. الكل حزين.. الكل غاضب.. ولنا كل الحق.
ولكن السؤال؛ وماذا بعد؟ ماذا فعلنا؟ الحزن طاقة، والغضب طاقة، لو اختزناها تستطيع تدمير الكل بمن فيهم ذواتنا، ولو وجهناها سلبيًا لربما أحرقت مصر كلها.
وهنا الدعوة؛ لأن نحول هذه الطاقة الضخمة إلى عمل إيجابي، يرد السلام إلى نفوسنا، ويعطي عزاءً لمصر، ولأرواح الشهداء.. وهنا أطرح اقتراحات بسيطة كخطوة مفتاحية أرجو أن تجد تفاعلاً..

يوم صلاة مصري

هذه الفكرة استوحيتها من صلاة أعدها القمص "متياس نصر" وتُليت في افتتاح المؤتمر القبطي في شيكاجو، بأمريكا، خريف 2007، وكانت توليفة من نشيد إخناتون، والإنجيل، والقرآن.
لماذا لا يجتمع المصريون –على اختلاف دياناتهم- في أحد ميادين الإسكندرية، للصلاة لله، للرب، ليهوه، للإله الواحد.. بهائيون، مسيحيون، يهود، مسلمون، لادينيون.. ينسى الجميع اختلافات العقيدة والمذهب، ونتضرع إلى الله أن يحفظ مصر، وسلام مصر.. أن يوحد بين قلوبنا، أن يعطينا فكرًا واحدًا، أن يرحمنا ويتراءف علينا، أن يحفظ وحدتنا، ويعزي أرواحنا المرتاعة.. أن يعطي الفرح لهذا الوطن.. لأننا نحتاج جدًا أن نفرح.

تعزية أسر الشهداء
إلى كل من يرى أنه يجب أن يقضي يوم العيد مكتئبًا حزينًا، متشحًا بسواد الروح والملبس؛ هذا الاقتراح.. فبينما تقضي يومك حزينًا من أجل الشهداء والمصابين، تخيل كيف يقضي أسر هؤلاء يومهم؟ أي حزن وأي ظلم يشعرون به؟ ألا يمكن أن تكون زيارتك لإحدى تلك الأسر سبب تعزية لهم ولك؟ أقول -عن تجربة- إنه سلام عجيب يسكن قلبك عندما تكون حزينًا وتزور شخص آخر حزين لتعزيه.. عندما تكون مغتمًا لحادث أليم ألم بك، وتجد من يخبرك أنه يحبك ويتألم من أجلك.. إنها ببساطة مشاعر حقيقية، هي طاقة حب صادقة وقوية تنتشر بين الحزانى فتعطي عزاءً وسلامًا.
وللحقيقة أنا مدين للصديق "عادل ساويرس" بهذه الفكرة، وهو سيقوم بتنفيذها بالفعل مع مجموعة من الشباب من كنيسته، لن يشتروا هدايا للعيد لاجتماع الشباب والخريجين، سيجمعون ثمن الهدايا، إضافة للعيدية ممن يحب أن يقدمها من الشباب، ليكون مبلغ بسيط، يذهبون به إلى الإسكندرية، إلى الكنيسة، إلى المصابين، إلى أسر الشهداء.. المبلغ بالتأكيد سيكون رمزي جدًا.. ولكن الحب هو أعظم ما في هذه المبادرة.. أليس هذا هو الجسد الواحد؟!

من ليس لهم أحد يذكرهم
الفكرة الثالثة أيضًا بديلة للجلوس منكسي الرؤوس في المنازل، هي زيارة الملاجئ، والمستشفيات، والمرضى، والمسنين.. فكر معي؛ بينما تمتلك رفاهية عدم ارتداء ملابس العيد الجديدة، يوجد أطفال لا يملكون شراء القديمة، بينما لا تريد الخروج مع أسرتك هذا العام، هناك من ليس لديه أسرة على الإطلاق، بينما ترقد على سريرك حزينًا، هناك من يرقد مريضًا، بينما لا تريد الابتسام في يوم العيد، هناك من يبيت كل ليلة باكيًا.. كل هؤلاء الذين ليس لهم أحد يذكرهم، هؤلاء المنسيين من ذاكرتنا، والعائشين على هامش الحياة، يحتاجون من يخبرهم أنهم محبوبون.

وأخيرًا.. الحزن طاقة سلبية، والغضب طاقة مدمرة.. أما الحب فطاقة بناءة، لأن الحب هو الله، فتعالوا نحول حزننا وغضبنا إلى طاقة حب. كل عام ومصر تعيش بالحب.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :