بيان إلى الأمة من الهيئة العليا لحزب الوفد

إلى شعب مصر العظيم .. إلى من أهدى البشرية كلها العلم والحضارة من آلاف السنين .. إلى من أسس أقدم دولة في التاريخ .. نعلم يقيناً أن لدى شعبنا العظيم من الخبرة والفطنة والإدراك ما يجعله يدرك قدر المخاطر التي تهدد مصر .. يدرك شعبنا أن نفراً ممن ولدوا على ترابها ونهلوا من خيراتها قد إستسلموا لشياطينهم وأصبحوا رأس حربة ضد أبناء وطنهم بتضليل ودعم وتمويل من دول تريد بنا كل الشرور والخراب .. نعلم يقيناً أن شعبنا يدرك أن الجماعة التي حاولت إختطاف مصر وتغيير هويتها والتي أسقطتها ثورة شعب مصر في 30/06/2013 تعيش وهماً كبيراً وحلماً مستحيلاً وهو حلم العودة إلى حكم البلاد وفي سبيل هذا إستحلت كل شئ بما فيها دماء بني وطنهم .. وحاولت وتحاول هذه الجماعة إشاعة الفتن والفوضى ونشر الأكاذيب وبث الشائعات بإستغلال وسائل إعلام ترعاها دول تعادي شعب مصر وقيادته وتستضيفها على أراضيها وتشتري ضمائر وذمم بعض من يدعون أنهم إعلاميون والذين تجاوزوا كل الحدود لبث روح اليأس والإحباط والتشكيك .. نعم نعلم جميعاً أن المصريين يعانون إقتصادياً وأن حجم المعاناة كبير ولكن ذلك  يهون في سبيل أن نجد وطناً آمناً مستقراً نحيا على أرضه ونحن مطمئنون على حاضرنا ومستقبل أبنائنا .. وظني أن ما نمر به من  ظروف إقتصادية كان أمراً متوقعاً .. أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسي أكثر من مرة .. وظني أيضاً أن الحصار الإقتصادي غير المعلن واضح للجميع وأن أبرز مظاهره ما حدث في قطاع السياحة والتحذيرات الوهمية التي تطلقها بعض السفارات بين الحين والآخر لترويع السائحين .
    
يا شعب مصر العظيم لقد أصبح 11/11 هو الحدث الذي تروج له بعض مواقع التواصل الإجتماعي وقد أطلق الداعين إليه وهم جماعة الإخوان إسم ثورة الغلابة ظناً منهم أنهم بهذا الشعار الذي يمس حياة الناس يستطيعون استدراج المصريين لتحقيق أجندتهم الخسيسة في أحداث الفوضى التي لن يدفع ثمنها لا قدر الله إلا البسطاء من هذا الشعب من قوت يومهم وسلامة وأمن أبنائهم .

ويؤكد حزب الوفد أن جماعة الإخوان التي لفظها الشعب المصري والذين فشلوا في كل دعوات الحشد التي أطلقوها قد أغواهم شيطانهم فلجأوا إلى شعارات أكل العيش واللعب على مشاعر إحتياج المصريين لإحداث الفوضى وإراقة الدماء كما فعلوا من قبل .. ولكن فاتهم أن هذا المخطط أصبح واضحاً لكل  مواطن مصري وأصبح الشعب يدرك أهدافه وعواقبه .. ولذا فإن الوفد بما لديه من خبرة سياسية تمتد لما يقرب من قرن من الزمان يؤكد أن يوم 11/11 سيكون شأنه شأن كل الدعوات الإخوانية السابقة التي رفضها الشعب وكان الفشل والخزي والإنهزام هم مآلها وأن هذا اليوم سيكون يوم الإنتصار على دعوات الفوضى والدمار بإذن الله .
ياشعب مصر العظيم إن الفرج قريب وأن الشهور القادمة تحمل إلى شعب مصر خيراً كثيراً وعلينا جميعاً أن نتحلى بالصبر وأن نتمسك بالأمل فالأمل حياة واليأس موت ولا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس .

وختاماً يطالب الوفد كافة أبناء الوطن بوحدة الصف وإدراك حجم المخاطر التي تتعرض لها البلاد فالوعي والإدراك والعمل الجاد والإيمان بأن مصر محروسة بإذن الله وأن الخير آت بأيدينا وبكدنا وجهدنا وتماسك جبهتنا الداخلية في مواجهة أعداء الوطن هو سبيلنا لبناء وطن نحلم به جميعاً .

حمى الله مصر وحمى شعبها الصابر الأبي ووقاه كل سوء .