الأقباط متحدون - نتنياهو يشكو للرئيس الإيطالي رفض أبو مازن قيام الدولة الإسرائيلية
  • ٠٦:٢٤
  • الجمعة , ٤ نوفمبر ٢٠١٦
English version

نتنياهو يشكو للرئيس الإيطالي رفض أبو مازن قيام الدولة الإسرائيلية

محرر الأقباط متحدون

إسرائيل بالعربي

٣٣: ٠٩ م +02:00 EET

الجمعة ٤ نوفمبر ٢٠١٦

نتنياهو يشكو للرئيس الإيطالي رفض أبو مازن قيام الدولة الإسرائيلية
نتنياهو يشكو للرئيس الإيطالي رفض أبو مازن قيام الدولة الإسرائيلية

محرر الأقباط متحدون
قال رئيس الوزراء نتنياهو في مستهل لقائه صباح أول أمس مع الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا :أود أن أبدأ كلامي بتقديم التعازي إلى عائلات ضحايا الهزات الأرضية التي ضربت إيطاليا خلال الأشهر الأخيرة. نتمنى الشفاء العاجل للجرحى وإسرائيل عرضت عليكم المساعدة. إن تحتاجوا إلى تلك المساعدة – سنكون بعونكم. أنتم أصدقاء حقيقيون بالنسبة لنا. وصلتم إلى دولة تحب إيطاليا كثيرا.

سيدي الرئيس, التمثال الذي يقف إلى جانبا هو تمثال بنيامين هرتزل, وهو عبارة عن موسى المعاصر. إنه, مثله مثل الكثيرين من الآباء المؤسسين للحركة الصهيونية المعاصرة, استلهم من توحيد إيطاليا وتأثر كثيرا من متسيني ومن غاريبالدي. إنه أثر كثيرا على حركتنا الوطنية.

وهذا يصف زاوية معينة في علاقاتنا وهناك مجالات كثيرة تطيلها العلاقات بيننا. مواطنو شعبينا يشبهون بعضهم البعض في طابعهم الشخصي وفي العبقرية الخلاقة التي يتسمان بها واليوم يتم ترجمتها إلى الإبداع. إسرائيل تسمى عادة ب-"أمة الحداثة" وهذه هي طريقة أخرى للقول إننا أطلقنا العنان لمواطنينا كي يكونوا خلاقين وهذا هو الأمر في إيطاليا منذ زمن طويل.

أعتقد أن إذا توحدنا في هذا العالم الرائع من العلم والخلاقة والحداثة نستطيع أن نحقق معا أكثر مما نستطيع أن نحققه بمفردنا. وهذه هي إحدى القضايا التي بُحثت بين حكومتينا وسنواصل هذا النقاش في اللقاء الذي سنجريه.

العلاقات بيننا عميقة ولكن لا أستطيع أن أقول إن العلاقة التاريخية بين شعبينا في العصر القديم كانت دائما ودية رغم أن جالية يهودية نشطة جدا حققت ازدهارا كبيرا في روما القديمة. وطرأ آنذاك تغير للأسوأ وتم تخليد تلك المأساة على بوابة تيتوس التي زرتها مرات عديدة. ويرون في البوابة الأدوات المقدسة التي تم استخدامها في الهيكل وهي تحمل في مسيرة انتصار أقيمت في روما. ويرون هناك الشمعدان الذي إضافة لكونه رمز الشعب اليهودي كان الأداة المقدسة الرئيسية في الهيكل. اطرح هذه القضية لأنه مؤخرا تم في اليونسكو تبني قرار سخيف يزعم أن لا علاقة للشعب اليهودي بجبل الهيكل. إذن, بوابة تيتوس بنيت على يد شقيقه القيصر دوميتيانوس الذي لم يكن دعائيا صهيونيا.

إنه وصف بالتفصيل العلاقة التي تربط الشعب اليهودي بجبل الهيكل وبأورشليم وبهذه الأرض والتي تمتد على آلاف السنين. بطبيعة الحال هذا القرار صدمنا بأكثر من شكل ولكنه لم يبقنا صامتين. تصويت إيطاليا كان بالتأكيد مخيبا للآمال وسعدت جدا بتصريحات رئيس الوزراء الإيطالي رينتزي الذي قال إنه أيضا تفاجأ بقرار اليونسكو وبامتناع بلاده عن التصويت فيه ورحبت بالتزامه الواضح والصريح بأن إيطاليا ستغير تصويتها في أي تصويت مماثل سيجرى مستقبلا. أقدر تصريحات رئيس الوزراء رينتزي.

إن المحاولات التي قامت بها اليونسكو لمحو التاريخ اليهودي هي محاولة للقول إن لا علاقة لليهود بأرضهم. هذه ليست مزاعم كاذبة فحسب بل هي تصعب على المحاولة لتحقيق السلام.

سيدي الرئيس, أعلم أنكم التقيتم قبل قليل مع الرئيس الفلسطيني عباس. للأسف, إنه لا يزال يرفض أن يقبل بدولة يهودية مهما كانت حدودها وهذا لا يزال لب الصراع, أي الرفض الفلسطيني العنيد بقبول دولة يهودية بأي شكل من الأشكال. أعتقد أن الارتكاز على المستوطنات هو ارتكاز خاطئ. إنه خاطئ مثلما اخطأ أولئك الذين زعموا أن أصل الصراع في الشرق الأوسط هو القضية الفلسطينية. هذا ليس صحيحا ولم يكن صحيحا أبدا. هذا ليس لب الصراع الذي يدور في كل من تونس وليبيا واليمن والعراق وسوريا. يدور حاليا صراع بين الحداثة وعقلية العصور الوسطى ونحن نقف ثابتين في معسكر الحداثة.

ولكن ليس اقل من ذلك, من الخاطئ الاعتقاد بأن جذور الصراع بيننا وبين الفلسطينيين هي عبارة عن المستوطنات. الصراع سبق المستوطنات بنصف قرن. عندما خرجنا من غزة ومن جميع المستوطنات التي كانت هناك إنهم واصلوا إطلاق الصواريخ علينا. قد توجهت ليس فقط إلى حماس بل أيضا إلى الرئيس عباس وسألته: "هل ستعترف بالدولة اليهودية, فرضا أننا سنحل قضية المستوطنات ؟". إنه يرفض ذلك لأن المستوطنات هي أصلا "المستوطنات" في تل أبيب ويافا وحيفا وعكا وهناك رفض فلسطيني دائم للاعتراف بدولة يهودية مهما كانت حدودها.

هذا الصراع ليس ولم يكن أبدا حول وجود الدولة الفلسطينية. الحكومات الإسرائيلية على مر السنين بما فيها حكومتي, قد وافقت واحدة تلو الأخرى على إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بالدولة اليهودية. هذا الصراع لم يدر أبدا حول وجود الدولة الفلسطينية بل حول الدولة اليهودية وما دام لم يعترف بذلك جيراننا الفلسطينيون ويتنازلوا عن محاولاتهم لتدمير الدولة اليهودية بوسائل مختلفة, فإن تحقيق السلام سيكون أصعب.

إنكار تاريخنا هو إحدى الوسائل لرفض وجود الدولة اليهودية. هذه كانت الأخبار السيئة والآن سأتطرق إلى الأخبار السارة.

الأخبار السارة والأخبار الممتازة التي تملؤني بأمل كبير هي التغيير الهائل الذي يحدث حاليا في العالم العربي وهو عبارة عن دول عربية كثيرة لم تعد تعتبر إسرائيل عدوا بل حليفة لها وحتى حليفة ضرورية لها في مكافحة الإرهاب الإسلامي والإسلام المتطرف الذي تقوده إيران أو يقوده تنظيم داعش.

فيما يلي جملتان تلخصان ما قلته: إنني مليء بالأمل أكثر من أي وقت مضى. إذا قلنا سابقا إن الاختراق في العملية السلمية مع الفلسطينيين سيؤدي إلى تحقيق سلام أوسع مع العالم العربي. أعتقد الآن أن من الأرجح أن السلام سيتحقق بالطريقة المعاكسة حيث التقارب في العلاقات مع العالم العربي هو الذي سيؤدي إلى تحقيق السلام مع الفلسطينيين.

يد إسرائيل ممدودة للسلام إلى كل من يريد صنع السلام معنا. إننا نؤمن بالمستقبل ونؤمن أن التكنولوجيا والتطور يشكلان وسيلة جيدة لتحقيق السلام ولدفعه مع جيراننا ومع أصدقائنا مثل إيطاليا ودول أخرى في العالم.

وفي هذه الروح من الأمل والسلام أرحب بكم في أورشليم, سيدي الرئيس".