فى مثل هذا اليوم.. سقوط مدينة دمياط في أيدي الصليبيين بعد مقاومة باسلة أثناء الحملة الصليبية الخامسة
سامح جميل
السبت ٥ نوفمبر ٢٠١٦
فى مثل هذا اليوم 5 نوفمبر 1219م..
منذ مطلع القرن 13 آمن الصليبيون بأن الإستيلاء على مصر ضرورى لتأمين مشاريعهم الإستيطانية فى فلسطين ولإستقرار حياتهم فى بلاد الشام, دعا البابا "أنوسنت الثالث" فى عام 1213م إلى حملة صليبية جديدة وكان "يوحنا دى برين" ملك مملكة بيت المقدس له من التجارب وبـُعد النظر ما جعله يؤمن بفكرة مهاجمة مصر وطوال الفترة من 1217م / 1218م إستمرت جموع الصليبيين تتدفق على بلاد الشام تلبية لدعوة البابا "أنوسنت الثالث" ومن بعده "هونوريوس الثالث", إستغل "حنا دى برين" الجموع الصليبية التى وفدت إلى بلاد الشام للقيام بحملة على مصر لضرب الإسكندرية أو دمياط والذين أيدوه هم الصليبيون بالشام وعلى رأسهم الداوية والإسيتارية, والصليبيين فى قبرص وتولى هو زعامة الحملة, وإتصل بنجاشى الحبشة ليتعاون معهم لضرب الإسلام عن طريق غزو الحجاز.
إختار الصليبيون النزول بدمياط التى كانت أقرب الموانى المصرية لهم بالشام ولم يدركوا أن غزو مصر من دمياط يعنى ضرورة عبور الدلتا وأن عبور الدلتا يتضمن عقبات طبيعية تتمثل فى السدود والترع والقنوات مما جعل عبور الدلتا إلى القاهرة أمراً غاية الصعوبة. وفى 27 سبتمبر 1218م خرج "حنا دى برين" على رأس ما إستطاع جمعه من السفن والرجال قاصداً دمياط ووصلت السفن إلى مصب فرع دمياط ونسب الصليبيون معسكرهم على الضفة الغربية للنيلالمواجهة لمدينة دمياط. وما وجده الصليبيون أن المدينة محصنة تحصيناً قوياً وتمتد بعرض مجرى النيل سلاسل غليظة من الحديد تمنع المراكب من دخول مجرى النيل وهناك برج السلسلة وهو حصن بناه المسلمون وسط مجرى النهر لحماية المدينة ودفع أى عدوان يقع عليها. وعندما علم "الكامل" الذى كان ينوب عن السلطان "العادل" فى حكم مصر بنزول الصليبيين أسرع على رأس جيشه ونصب معسكره جنوب دمياط ليكون على إتصال بالمدينة من ناحية ويمنع الصليبيون من العبور إليها من ناحية أخرى.
توفى السلطان "العادل سيف الدين أبو بكر" فى 31 أغسطس 1218م فخلفه إبنه "الكامل محمد" فى حكم مصر و "المعظم عيسى" فى حكم دمشق وعمل "الكامل" على طرد الصليبيين من مصر فى حين واصل "المعظم عيسى" هجماته على الصليبيين فى الشام. ففى 6 نوفمبر 1218م قام "الكامل" بعبور النيل على رأس أربعة آلاف من رجاله وهاجم المعسكر الصليبى فى بورة – المواجهة لدمياط – ولكن حذر الصليبيين جعلهم يصمدوا للهجوم وهزموه فأضطر للتراجع للضفة الشرقية للنيل بعد أن خسر الكثير من قواته. ولكن الصليبيون فشلوا فى عبور النيل إلى ضفة دمياط. وزاد الموقف غارات بدور الصحراء على القرى.
الكامل من دمياط ليواجه فى القاهرة مؤامرة وإنقلاب دبرها أحد الأمراء ضده وتفرقت جموع المدافعين عن دمياط فسقطت فى أيدى الصليبيين فى 5نوفمبر 1219م بعد حصار تسعة أشهر وغدروا بأهلها وقتلوهم وسبوا النساء.
وجدير بالذكر أنه قبل سقوط دمياط وفى أثناء حصارها كان السلطان "الكامل" قد إنتابه اليأس من إمكانية صمودها فأرسل يفوض الصليبيين من أجل الجلاء عن مصر فى مقابل تنازله عن بيت المقدس إلا أن المندوب الباباوى "بيلاجيوس" وقادة الحملة المتغطرسين الذين كانوا يريدون القاهرة بعد دمياط بالإضافة إلى المدن الإيطالية التى كانت المصدر الأساسى لتمويل الحملة كانوا يريدون الإستيلاء على دمياط لتكون مركزاً تجارياً لهم إلى جانب مراكزهم التجارية المنتشرة فى البحر المتوسط كل هؤلاء رفضوا ما عرضه الملك "الكامل" وواحد فقط الذى قبل العرض ويرغب فى التفاوض وهو "حنا دى برين" ملك بيت المقدس.
وعلى مدى ثمانية عشر شهراً كاملاً جمد الصليبيون نشاطهم فى دمياط ووصلت قوات إضافية من أوربا ومن عكا فبدأوا يزحفون جنوباً حتى مدينة "فارسكور" وذلك فى منتصف شهر يوليو 1221م وهو وقت فيضان النيل السنوى وزحفت قوات الجيش المصرى لكى تحاصر الصليبيين قرب المنزلة ثم بدأ فيضان النيل وفتحت الجسور فأغرقت كل الطرق أمام الجيش الصليبى المحاصر. وعلى ضفة النيل كانت سفن البحرية المصرية تستولى على سفن العدو ومعداته الحربية وتقتل وتأسر ما لا حصر له من الصليبيين الذين إضطروا إلى التقهقر والإنسحاب إلى دمياط ومنها عادوا إلى عكا, وهكذا غرقت أحلام الصليبيين بالإستيلاء على مصر فى أوحال الدلتا ووسط أمواج النيل الهادئة ودخلت القوات المصرية دمياط بعد أن دحرت آخر الصليبيين فى سبتمبر 1221م.
سقوط مدينة دمياط في أيدي الصليبيين بعد مقاومة باسلة أثناء الحملة الصليبية الخامسة على مصر، بقيادة "حنا دي برين" لكن المصريين بقيادة السلطان الكامل نجحوا في إجلائهم...
كانت الحملة بقيادة حنا دي برين حيث تحرك بحملته إلى الشام قاصداً عكا ومنها إلى دمياط ونزلت القوات ميناء دمياط فى مايو عام 1219م.
فخرج الملك الكامل بن العادل لمحاربتهم حيث كان نائبا عن والده في مصر وبعد وفاة والده تولي الكامل الحكم.
أقام الصليبيون معسكراً على الضفة الغربية للنيل في مواجهة دمياط
أقام الملك الكامل جسراً على النيل شمال دمياط ليهاجمهم منه
بدأ القتال بين الطرفين ثم عقدت هدنة ثم عاد القتال ثانية وانتصر الكامل في المنصورة باستخدام نهر النيل..حيث قطع السدود وفتح الترع المليئة بمياه الفيضان وأحاطت المياه بالصليبيين وأعاقت تحركهم فطلب الصليبيون الصلح مقابل الجلاء فى سبتمبر عام 1221م...!!