فى مثل هذا اليوم.. انذار سوفيتى ضد دول العدوان الثلاثى على مصر..يهدد لندن وباريس بالنووى ووجود اسرائيل ..
سامح جميل
السبت ٥ نوفمبر ٢٠١٦
فى مثل هذا اليوم 5 نوفمبر 1956 ..
كان الوقت مساء حين تم استدعاء سفير مصر فى موسكو محمد القونى لمقابلة وزير الخارجية السوفيتى "ديمترى شبيلوف"..فى مثل هذا اليوم 5نوفمبر 1956..
ذهب القونى وهو يسأل نفسه عن سبب استدعائه المفاجىء ..كما يقول محمد حسنيين هيكل فى كتابه" ملفات السويس "....وفى الردهة المؤدية الى مكتب شبيلوف لقيه رئيس قسم الشرق الاوسطفى وزارة الخارجية وهو السفير "تساتيسيف"..الذى "غمز بطرف عينيه له بانه سوف يستمع الى اخبار تسره "ودخل القونى الى وزير الخارجية الذى سلمه "انذارا موجها الى بريطانيا وفرنسا ونسخة اخرى من انذار موجه الى اسرائيل..
تعلق الانذار بالعدوان الثلاثى بريطانيا وفرنسا واسرائيل على مصر فى 29 اكتوبر 1956..بسبب قرار مصر بتاميم قناة السويس فى 26 يوليو 1956..ويطلب الانذار الموجه الى بريطانيا وفرنسا "بوقف العليات العسكرية فورا ضد مصر وبانسحاب القوات المعتدية دون ابطاء"..وبلغ قمة التهديد بقوله"ان لندن وباريس ليستا بعيدتين عن مدى الصواريخ النووية"..اما الانذار الموجه لاسرائيل فاتهمها "انها تتصرف اذعانا لارادة اجنبية "ووفقا لاوامر من الخارج وتبذر بذور الكراهية لدولة اسرائيل وهو امر يترك اثاره على المستقبل ويشكك فى وجودها كددولة فى تلك المنطقة"..
وكان رئيس الوزراء السوفياتي ـ بولجانين ـقد قام بارسال برقية الى رئيس مجلس الأمن الدولي طالباً فيها وقف النار خلال 24 ساعة وانسحاب القوات المعتدية من مصر خلال ثلاثة أيام، وان روسيا ستقوم أيضاً بتوجيه انذار الى الدول المعتدية تهددها فيها باستخدام الصواريخ بعيدة المدى (النووية). لقد دخل هذا الانذار في عالم المصطلحات السياسية باسم (إنذار بولجانين)، وهو الانذار الذي عرفت الدول الغربية تماماً إنه ليس تهديداً فارغاً أو كلاماً (للاستهلاك المحلي)، لأنه جاء من رجل الكرملين القوي، الذي يكن كل الكراهية للدول الرأسمالية والمعسكر الغربي.
لقد نجح هذا الانذار وأدى غرضه كاملاً ورحلت بعده القوات الغازية مهزومة مكسورة الخاطر.. وتنفست البلاد العربية الصعداء ومن يومها توطدت علاقة البلاد العربية بالمعسكر الاشتراكي وبدأ الاتحاد السوفياتي في شق أول خطواته في عملية الدخول للمنطقة العربية.
بعث السفير القونى بنصوص الانذارات الى القاهرة وقرأها عبد الناصر قبل دقائق من اذاعتها رسميا بالعاصمة السوفيتية وقدم القونى تحليلا سريعا لمعنى لمعنى صدور الانذارات وقال فى تحليله :"ان السوفيت يتخذون مواقفهم الحازمة فى القضايا المبدئية ..
وان الروس يتحملون مسؤلياتهم ويريدون خلق تيارا قويا متعاطفا معهم فى العالم واضاف القونى فى تقريره "بانه واثق ان الاتحاد السوفيتى يعنى ما يقول ..واضاف فى خاتمة التقرير ان صلابة الموقف المصرى ومقاومته البطوليه وان الانذار الروشسى جاء من الموقف الصامد للشعب وان القيادة المصرية الصامدة كانت دافعا للموقف الروسى ..
الكاتب الامريكى ساى سالزبيرجر فى كتابه الشهير "اخر العمالقة "واختار عبد الناصر واحد من نفس صف تشرشل وستالين وروزفلت ديجول وايزنهاور ..ونهرو وتيتو وبنى موقف ناصر على ادائه فى معركة السويس ..
وكان رد فعل الانذار كالصاعقة وحاول ايدن ان يتصل بالرئيس ايزنهاور اما فى فرنسا فقد كانت حكومة جى موليه فى حالة هلع ..اما فى اسرائيل فقد فهم الجميع من قادة اسرائيل ان السوفيت فى رسالتهم احتقروا اسرائيل ..!!