ملاك جاد
عشتُ فترة في شمال أمريكا (الولايات المتحدة وكندا) وأعرف ثقافتهم وكيف يفكر الأمريكان الذين يتنفسون الحرية والديمقراطية..
الأنتخابات لدي الأمريكان من رواسخها أنه اذا أختار الشعب شمبانزي ليحكمه وصوتوا له يصير ذلك الشمبانزي الحاكم ورئيس البلاد؛ وهذه أبسط قواعد الديمقراطية لديهم..
هذا ما حدث تماما أيام حكم الأخوان فمرشحهم جاء عن طريق الصندوق (لنترك جانبا الادعاء بتزوير الأنتخابات الي وقت آخر) ؛ وعندما حدثت الثورة الأنقلابية أو الأنقلاب الثوري التسمية التي يسمح بها ضميري؛ لم يرق هذا للعالم المتحضر كله لجهلهم بطبيعة الأخوان حتي المجتمع الافريقي الذي يندرج بعض دوله تحت مسمي الدول النامية لم يعجبهم هذا أيضا وقاطعوا مصر بسببه؛ فرؤية الدبابات في الشارع بالنسبة للغرب يعكس صورة ذهنية مقلقة بالنسبة للغرب والعالم المتحضر..
من هنا تخوف الأقباط من أمريكا وقادتها وأتخذوا موقفاً سلبياَ من السياسة الأمريكية أستثمره البعض من له مصلحة قوية في ذلك (...) وظن الأقباط ان أمريكا تساند الأخوان لجهلهم بثقافتهم وطريقة تفكيرهم وأوكد أنه لو كان رئيساً قبطياَ حدث له ذلك لأتخذت أمريكا نفس الموقف بل وأعادوه الي الحكم ..
لجأت القيادة السياسية لأقباط المهجر لتوضيح الصورة وافهام الغرب خطورة التيارات الأسلامية الراديكالية لو أستمروا في حكم مصر ؛ وقام الأقباط بعملهم علي أكمل وجه وتوسموا عهداً جديداً - حتي فوجيء الأقباط بالاعتداءات الوحشية ضد أقباط الصعيد والأسكندرية وغيرهم وقمع وحبس المثقفين وتوحش السلفيين وهنا فاق الأقباط من التخدير الموضعي لل "كلمات" المعسولة التي وعدوا بها لتغيير مصر لدولة مدنية تحترم الجميع - وتدارك الكثير منهم أنهم مجرد ورقة مصالح..
أيام الرئيس المتنحي غير المؤسوف عليه كان يستخدم الجماعات الاسلامية المتطرفة كفزاعة للغرب علي أساس انه البديل الأفضل وكفزاعة لدولة من دول الجوار وكفزاعة للأقباط حتي لا يعلو سقف مطالبهم ؛ وطُلب منه تغيير الخطاب الديني والأعتدال ومحاربة الأرهابيين ولكنه كان يزداد تنطعاً وأتذكر أنه قال ذات مرة ان كانوا يشكون من الأنفاق فليقفلوها من عندهم وتناسي أن الأبواب دوارة (روتيتنج جيتس) وان من يحفر هوة يقع فيها..
الأن وعن طريق الأقباط يسعون لأدراج الأخوان تحت قائمة المنظمات الأرهابية في حين أن مبارك لم يفكر يوماَ في حماس وفتح وباقي المنظمات الارهابية التي خرجت من رحم الأخوان وتتأذي مصر منهم ايضاً - العجيب أن يلقوا بعاتق هذه المأمورية علي الأقباط في حين أن أزهرهم الذي يتغني بالوسطية والسماحة والذي وصف سيد قطب "بأنه واحد من أعظم مفكرى مصر ومن الذين كانوا مصدة أمام تسطيح العقول وتزييف الوعى" لم يفكر يوماً باعداد قائمة رسمية لهذه المنظمات وأعجب من كل ذلك أنه يرفض تكفير داعش رغم كل أعمالهم الهمجية القذرة(لا أجد مفردات أخري تصف داعش فأعمالهم لا تتلاقي مع الأنسانية) - اذا الأخوان والجماعات الأسلامية بالنسبة للازهر ملائكة ومن المرضي عليهم اذا كان سيد قطب عظيما بالنسبة لهم؟!!
هدفي من كل ذلك هو طمئنة الأقباط تجاه أمريكا وتجاه هيلاري كلينتون المرشحة الأكفأ للوصول للبيت الأبيض برغم قبل أنسحاب جيب بوش كنت أتمناه رئيسا للبيت الأبيض وكنت اتمني سوزان رايس أول رئيسة امرأة للبيت الأبيض ولكن لا مانع من مساندة كلينتون للأسباب الأتية:
- قوة شخصيتها ثباتها عدم ترددها لباقتها كما انها من النوع المحارب الذي لا ييأس (بأعتراف ترامب نفسه)
- خبرتها العريضة ومعرفتها بالبيت الأبيض جيداً تألفه تماماً
- أنسانة حقوقية عملت مع الأطفال والنساء وكوزيرة للخارجية صدر عنها تقارير سنوية للحريات علي مستوي العالم وكانت تنتقد فيه أوضاع الأقباط المتردي
- معرفتها القوية بالعديد من دول العالم وكيفية التعامل معهم
- أنحيازها للفقراء والطبقة الوسطي عكس مرشحها رجل الأعمال البليونير عديم الخبرة
- وطنيتها الشديدة وظهر ذلك في أنتقادها ترامب الذي تمسح بالروس (يهابها الروس جدا)
- جديتها في العمل الذي جعل الكثيرون من السياسين والمثقفين والاعلاميين والفنانين ورجال الصحافة ينحازون أليها ويؤازرونها
أتمني من أقباط الخارج الكف عن الأنتقاد الهدام والتعلم من دروس الماضي وأعداد ملف أحترافي موجز عن أقباط مصر والعمل مع الرئيس الأمريكي القادم والكونجرس الأمريكي أي كان في سبيل أخوتهم أقباط الداخل..