الأقباط متحدون - طالما الفساد موجود ... الإصلاح كنحاس يطن ..!!
  • ٢٠:١٦
  • الاربعاء , ٩ نوفمبر ٢٠١٦
English version

طالما الفساد موجود ... الإصلاح كنحاس يطن ..!!

نبيل المقدس

مساحة رأي

٣٥: ١٢ م +02:00 EET

الاربعاء ٩ نوفمبر ٢٠١٦

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

نبيل المقدس
      الفساد مرض مُزمن منتشر في جميع المجتمعات الدولية منذ القِدم , أكانت هذه المجتمعات غنية أم فقيرة ، متعلمة أم جاهلة ، دكتاتورية أم ديمقراطية ، قوية أم ضعيفة ، دينية أم مدنية .. ويرتبط الفساد برغبة الإنسان في الحصول على مكاسب مادية او معنوية أو مركز إجتماعي أو وظيفي , وهو يؤمن في داخله إيمانا عميقا أن ما يسعي إليه ليس من حقه ومع ذلك يجاهد ويمارس أقذر الوسائل للحصول علي ما يريده ، لذلك فهو يتوجه الى طرق سرية غير شرعية للوصول اليها ومن هذه الطرق : إبعاد بطرق شرعية أو غير شرعية كل مَنْ له الحق فيها ، أو الحصول عليها بإستخدام الرشوة .. او إستغلال المحسوبية أوالوساطة أوالإلتجاء إلي إختلاس المال العام وغيره  ، وإن لم نلحق أن نبيد هذا الجرثومة القاتلة " الفساد ".. سيصبح الفساد هو التحدي الأهم والوريث المتوقع للإرهاب والذي ستجد الحكومات والمجتمعات نفسها في مواجهته ، وفي حرب معه ، ستكون علي الأغلب أكثر شراسة وضراوة وتكلفة من مكافحة الإرهاب .

     تحاول الحكومة في تقديم بعض الإصلاحات في كثير من النواحي  الحياتية مثل تعديل أسلوب الإقتصاد الذي يُعتبر من أهم الإصلاحات التي لا بد منها لتنظيم حركة التجارة وظبط حسابات البنوك و الكشف عن التلاعب في قيمة الدولار بالنسبة للجنيه المصري .. وبالرغم أن هذه الإصلاحات فيها الكثير من الإيجابيات نوعا ما , إلا أن سبب عدم ظبط  سوق المال هو الفساد الذي نخر وما يزال ينخر في جسد مصر . حتي وصل الأمر أن هذا الجسد بدأ ينزف دماً .. والمشكلة أن هذا الفساد أصبح علامة مميزة .. وأصبح يُمارس علنا أمام عيون الدولة وحكومتها وأمنها , كدليل أنه تحول من اللاشرعية إلي الشرعية تحت حماية الحكومة وأمنها ..!!

      لا أنكر أن الشعب كله شريك في إفساد المؤسسات كلها من تعاطي الرشاوي أو الإهمال أو عدم تحمل المسئولية , ولا أنكر ان أعذر المواطن المصري العادي في مشاركته السلبي ,  لكي ينهي طلبه , الذي ربما هذا الطلب أو الحق فيهِ حياته أو مستقبله .. وقد إعترف السيسي في كلمته خلال إفتتاح أحد المشاريع الكبيرة أنه لا ينسى أبدا وجود قضيتين يجب وضعهما في الاعتبار، وهما الإرهاب والفساد فقد كانا عاملين إضافين في إضعاف الاقتصاد، فكم مرة تم ضرب السياحة في مصر ؟؟ ، بيد الإرهاب الإسود .. ففي كل مرة تتحرك السياحة لتأخذ مكانتها، يتم توجيه ضربة لها . فواضح أن الإرهاب والفساد يشتركان في هدم الإقتصاد المصري .  فالاقتصاد فى أى بلد هو المحرك الاول للامور الضرورية فى المجتمع سواء السياسية او الإجتماعية .. فإقامة الدولة للمشروعات أو إنتشال المواطن من الفقر أو تقديم الرعاية الاجتماعية وغيرها كلها حلقات تتصل مباشرة بالاقتصاد . معني هذا  عندما ينخر الفساد  أى مؤسسة اقتصادىة فأنه يؤثر بصورة سلبية وبشكل سريع علي المجتمع , وفي أغلب الأحوال ينتقل هذا الفساد الى مؤسسات أخري تأتي بنتيجة سيئة  للوطن كله .. ومعروف أن البنوك على قمة المؤسسات أو الهيئات الاقتصادية فان أي خطر من الفساد بها هو الوصول إلي قمة الخطورة .

    أما الفساد الذي موطنه المحليات , فقد وصل إلي ذروته .. بل أصبح دين وعقيدة أغلب كل العاملين به .. فهم السبب في نمو المناطق العشوائية .. السبب في تصقيع الأراضي الزراعية والتي تقع مباشرة علي ضفافي النيل .. هم السبب في زرع العمارات العالية بدون تراخيص أو تطبيق المواصفات الفنية .. هم السبب في هدم الشوارع وجعله شوارع لا تليق للمشاة أو السيارات .. هم السبب في تكدس الجائلين علي أرصفة الشوارع فارشين سلعهم عليها , معرقلين السير علي الأرصفة .. هم السبب في سرقة الكهرباء من اعمدة الكهربا مقابل مبلغ من المال يحصلونها من سارقيها.

     المحليات الرايس .. عليك ان توجه نظرك إليها وتصفيىة السفاحين الذين يحتلونها ويمتلكونها كعذبة توارثوها .. والمصيبة الكبري أن الكثير من هؤلاء اللصوص المرتشون بدأوا يظهرون في الشوارع ويحاولون التقرب إلي أهالي المنطقة من أجل إنتخابهم في المجالس المحلية والتي سوف تبدأ في اواخر السنة أو اوائل السنة القادمة .. !

    إحترس يا رايس من هؤلاء المنافقين والذين نجسوا شوارع الحي بالزبالة .. لا تضع الفرصة لهؤلاء الذئاب أن يترشحوا في إنتخابات المجالس المحلية القادمة .. مصر بمدنها وأحيائها تم إستهلاكها كثيرا من هؤلاء الخفافيش اللصوص ... وكفانا نهش فيها. 

    إضرب ياراس كل من يحاول أن يلعب بذيله لكي يهدم ويشوه جمال كل محافظة مصرية .. بل كل حي فيها . فمهما قمت بإصلاحات إقتصادية أو إجتماعية وتركت هؤلاء ذوي عدم الضمائر .. فكأنه نحاس يطن ...

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع