الأقباط متحدون - «ترامب» وانتصار التجريس السياسى على التجريس الجنسى
  • ٢٣:٢٧
  • الاربعاء , ٩ نوفمبر ٢٠١٦
English version

«ترامب» وانتصار التجريس السياسى على التجريس الجنسى

مقالات مختارة | بقلم : خالد منتصر

٠٠: ١٠ م +02:00 EET

الاربعاء ٩ نوفمبر ٢٠١٦

ترامب
ترامب

 انتصر «ترامب»، ولا تنتظروا أن يواصل «ترامب» فى مرحلة ما بعد كرسى الرئاسة حماقات ما قبل الكرسى، فأمريكا تحكمها مؤسسات ومصالح مستقرة، والرئيس مجرد ترس فى ماكينة تلك المصالح ولا يمكنه أبداً، ولا يستطيع أن يغير تلك الماكينة أو يتمرد على كونه ترساً ليصبح الموتور!

لكنْ هناك دروس كثيرة منها ما يخص الأمريكان، ومنها ما يخص العرب، ومصر على وجه الخصوص، دروس خرجنا بها من تلك المعركة الانتخابية الساخنة اللاهثة، سأعرضها بدون ترتيب أهميتها، أولاً بالنسبة لنا الشماتة فى «هيلارى» كانت هى الإحساس المسيطر فى تقييمنا لنجاح «ترامب» برغم أسلوبه الفج وانفلات لسانه الجامح، ليس حباً فى «ترامب»، ولكن كرهاً فى «هيلارى»، مستشارتها الإخوانية هوما عابدين كانت مرشحة لوزارة الخارجية وواحدة من حملتها الانتخابية وتدعى «سندس» هى إخوانية بنت إخوانى، وكانت تعمل فى مكتب «مرسى» ومتهمة بالتخابر مع «حماس» ومحكوم عليها، باختصار جوقة إخوانية كانت تحيط بـ«هيلارى» وكان انتصارها يعنى مزيداً من المؤامرات ودعوات المصالحة، اتضح الأمر وعلى رأى الفنان «مدبولى»: «كل شىء انكشفن وبان» بعد كشف الدعم القطرى المالى الضخم لحملة «كلينتون»، ثانياً: لم تعد استطلاعات الرأى هى الترمومتر الوحيد، ولذلك لا بد ألا نأخذها كقرآن مقدس، فكل استطلاعات الرأى بلا استثناء كانت تؤكد فوز «كلينتون» وبفارق ضخم، مما يجعلنا نشك أحياناً فى مصداقية تلك الاستطلاعات التى غالباً ما تكون موجهة، ثالثاً: الإعلام الأمريكى طبعاً تأثيره مهم، ولكنه ليس المنوم المغناطيسى كما كنا نتخيل، فالآلة الجهنمية الإعلامية الأمريكية كانت منحازة وبصورة سافرة وأحياناً سافلة مع «كلينتون»، ولكن فى النهاية انتصر «ترامب» وفى النهاية وأمام الصندوق فكر الناخب الأمريكى بعيداً عن تأثير الشاشة والكاميرا،

رابعاً: التجريس الجنسى لم ينتصر بل انتصر التجريس السياسى!، الشعب الأمريكى لم يهتم بأن زوجة «ترامب» كانت تعمل عارضة أزياء داخلية، وأنها ظهرت على أغلفة المجلات الخليعة عارية، ولم يهتم أيضاً بعلاقات «ترامب» الجنسية أو مزاجه الجنسى، ولكنه انتفض واهتم عندما عرف أن «كلينتون» تحتضن حية إخوانية رقطاء فى مكتبها سمحت لزوجها أن يخترق إيميل وزارة الخارجية عبر إيميل «كلينتون» الشخصى وهى فى الغيبوبة!!، هنا انتصبت قرون استشعار الناخب الأمريكى وقال إن «كلينتون» غير مؤتمنة على الحفاظ على الأمن القومى الأمريكى، الناخب الأمريكى ما يفرقش معاه حياة الرئيس الشخصية، ولكن يفرق معاه تأثير الرئيس على حياته هو الاقتصادية والسياسية، وحتى مع بيل كلينتون لم ينزعج الناخب من مداعباته الجنسية فى المكتب البيضاوى، ولكنه انزعج من كذبه وإنكاره وخداعه!، خامساً: الذى انتصر ليس «ترامب»، ولكن للأسف الذى انتصر هو صورة المسلم النمطية الذهنية التى استقرت فى عقل الغرب، والتى ركز عليها «ترامب»، صورة الإرهابى صاحب الذقن المشعثة الانتحارى الذى يقتل الأبرياء فى محطة المترو أو فى التجمعات الاحتفالية...إلخ، الأمريكان والغرب كلهم نفد صبرهم من تلك الصورة، ولم يعد التسامح معها مسموحاً به، لذلك لا ندين إلا أنفسنا.

نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع