الأقباط متحدون | الموساد المصرى
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٢٩ | الأحد ٩ يناير ٢٠١١ | ١ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٧١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الموساد المصرى

الأحد ٩ يناير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مصطفى عبيد
كلما نزفت قطرة دم، هتف الهاتفون: الموساد.
كلما وقعت كارثةـ أشارت الأصابع إلى الموساد.
كلما ارتجت "مصر" حزنًا وقهرًا وغدرًا، اتهموا الموساد.

والحقيقة أن الموساد هو "شماعة" الضعفاء، وذريعة الجهلاء، وحُجة الفاشلين.. إن الدولة الناهضة تعرف جيدًا طريقها نحو الأمن والحرية والسلام الاجتماعي والسياسي. أقول ذلك تعليقًا على مجزة المصريين الأخيرة في "الإسكندرية"، والتي سارع البعض بتحميلها للموساد تارة، وتحميلها للقاعدة تارة أخرى، بدعوى أن مصر مستهدفة، وأن المؤامرات تُحاك ليل نهار لتدميرها وتقزيمها ودحرها.

لا أسبق الأحداث لأقول أن مجزرة "الإسكندرية" مصرية. ولكنني بمتابعة سريعة لأحاديث وتقلبات العلاقات بين مسلمي ومسيحيي "مصر"، أرى أنها نتاج طبيعي لحوار الغوغاء، ومشاركة متطرفي الجانبين، والتعامل الأمني مع القضية، كأن "كل شىء تمام"، وأن الفتنة خارجية.

في الفضائيات، ومواقع الانترنت الإسلامية والمسيحية مفجِّرون لا مفكرون، وفتّانون لا مفتيون، وخناجر لا حناجر. أصوات متداخلة لم تتعلم حوارًا، ولم تتربى على قبول الآخر، وعاشت قهرًا تتعالى في فضاء لا محدود لتنكش في جراح الدين الذي يراه الجميع أقوى الحصون وأعظمها.

موساد من نوع آخر ساد المجتمع المصري على مدى العقدين الأخيرين، يترجم كل فعل ورد فعل لغضب إلهي، ويفسر كل موقف تفسيرًا دينيًا. موساد محلى يتبنى العنف ويسيطر على منابر مرتفعة في المساجد والكنائس.. موساد مصري مهمته خنق التسامح، والعدوان على الحريات، وتجاهل الأورام السرطانية حتى تكبر وتتمدد. موساد وقاعدة من بلدنا يفجِّرون قيمنا وعقولنا، ويدفعون الصامتين نحو الهاوية.

لم تعجبني تصريحات رموز وطنية عديدة تستبق الفعل وتؤكِّد أن مرتكب مجزرة "الإسكندرية" ليس مصريًا، أو ليس مسلمًا؛ لأن هذا الاستباق يدخل فى باب إنكار المشكلة الرئيسية، وهي أن هناك طائفية وطائفيين في "مصر".. وأتصور أن الخطوة الأولى هي الاعتراف بالجرح، والإقرار أن هناك أزمة فى علاقة مواطني "مصر".




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :