الأقباط متحدون - أسرة تفقد ابنتهم الصغيرة في أتوبيس سان جون والأخريات بالعناية المركزة
  • ٠٢:١٦
  • الخميس , ١٠ نوفمبر ٢٠١٦
English version

أسرة تفقد ابنتهم الصغيرة في "أتوبيس سان جون" والأخريات بالعناية المركزة

٠٧: ٠٩ ص +02:00 EET

الخميس ١٠ نوفمبر ٢٠١٦

أتوبيس سان جون - ارشيفية
أتوبيس سان جون - ارشيفية

 كتب: محرر الأقباط متحدون

يستيقظ أمير رمزي ليساعد زوجته في إيقاظ بناته الثلاث؛ نينا وجولي وماريا، صباح كل يوم في السادسة، تبدأ الزوجة في إعداد الفطور وتجهيز "اللانش بوكس" الخاص بكل فتاة، تساعدهن في ارتداء ملابسهن، يُعد الأب نفسه لتوصيل فتياته إلى أتوبيس المدرسة، دون علم منه أن أصغرهن سيواريها التراب في نفس اليوم، فيما ترقد جولي وماريا بالعناية المركزة.
 
خرج أمير بصحبة بناته للحاق بالمدرسة، أمسك بيد صغيرته "نينا" عابرًا الشارع يقبلها وهي وأخواتها حتى يصعدن الأتوبيس. ألقى التحية للسائق ثم وقف حتى تحرك موكب أميراته، يصعد إلى البيت ليستعد للذهاب إلى عمله، يفاجئه هاتف من موظف بالمدرسة: "الباص بتاع البنات عمل حادثة"، يصمت أمير برهة "أزاي.. وأولادي حصلهم حاجة، بينما يشفق الموظف عليه من سماع خبر الفاجعة"، حسبما أورد "مصراوي".
 
هرول الأب إلى مستشفى الكهرباء بألماظة ودموعه تسابق قدميه، يحاول الاطمئنان على حالة بناته ونظرات أولياء الأمور الذين أصيب أطفالهم تنفي له ما يتمناه. لكن الطبيب قضى على أمنياته، حين أعلن له عن إصابة "نينا" بكسر بقاع الجمجمة، حيث أن جسدها الهزيل لم يتحمل قوة الصدمة، فماتت.
 
وقع حادث التصادم صباح أمس الثلاثاء، بين أتوبيس مدرسة "سان جون" وسيارة نقل محملة بمواد بترولية على طريق القاهرة – السويس، أسفر عن مصرع 4 وإصابة 17 آخرين – حسبما أعلنت وزارة الصحة.
 
انفجر الرجل وزوجته في البكاء، في لمح البصر مر شريط ذكريات لطفلته لـ"أخر العنقود" تمنى للحظات لو كان يعرف الغيب فيمنع أطفاله من الذهاب إلى مدرستهم "أنا اللي صحتهم الصبح ووصلتهم للباص.. كانوا مبسوطين". لم يستطع تهدئة زوجته التي انهارت من الصراخ، تدّخل الطبيب ولكن هذه المرة ليجدد بداخلهم الأمل "اخوات نينا جوليا وماريا في العناية المركزة ولكن حالتهم مستقرة الحمد لله"، يتوقف الرجل عن البكاء وتتماسك زوجته زيفًا من أجل ابنتيها اللتين تصارعان الآلام داخل الغرفة المُقبض للقلوب ذكرها.
 
يتحرك "أمير" الذي يعمل صيدلي بعيدًا.. نظرات زوجته تلاحقه كأنها تواسيه في مصابه، يقترب الضابط يحيى الذي تخرج لتوه في كلية الشرطة، ربت على كتف "أمير" وقدم له التعازي راجيا منه الجلوس رأفة بحاله، طالبًا من الوالد المكلوم الذهاب برفقة أحد أقاربه لإنهاء تصريح الدفن.
 
تتعلق عين "أمير" في السماء، لا يصدق ما يسمع.. يتذكر اللحظات الأخيرة أثناء لقاءه بمحبوبته.. يدخل عليه أخاه قاطعًا خلوته مع صغيرته: "أنا هروح مع الضابط خليك أنت هنا عشان الولاد". يومأ له برأسه مكتفيًا.. لا يستطيع الحديث إلى أحد، ينزوي إلى أحد أركان المستشفى بعيدًا عن العيون يجهش بالبكاء ثم يمسح عيناه سريعًا حتى يبدو صامدًا أمام زوجته، يصعد إلى الطابق الثاني، ينظر إلى ابنتيه على فراش المرض يتمتم بالدعاء لكي يشفى من تبقوا له في الحياة".