الأقباط متحدون - ماذا نصنع بك ؟!
  • ٢٣:٤٦
  • الخميس , ١٠ نوفمبر ٢٠١٦
English version

ماذا نصنع بك ؟!

أندرو اشعياء

مساحة رأي

٣١: ٠١ م +02:00 EET

الخميس ١٠ نوفمبر ٢٠١٦

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
بقلم اندرو اشعياء
 انا الحوت .. بقوة عظيمة اندفعت نحو السفينة في توقيت محدد حتى ابتلع يونان النبي .. وها أنا الان في طريقي اليه والبحر هائج .. 
عجباً فأنا لا اعرف سوى الأنياب القاسية الوحشية ومع ذلك حملت في داخلي احشاء رحمة، وسأمنع انيابي كثيراً حتى لا تفتك به .. 
حتماً عندما ابتلعه سأصير له سفينةً جديدةً مدهشةً يحيط بها الرب ويحميها كما تحت جناحيه .. بل وراكبها لا يصيبه اذى .. 
حتماً عندما ابتلعه سأصير له بيتاً فريداً ليس مؤسس على الأرض، بل سائراً بين الأمواج .. 
سأصير له قبراً جديداً يضم شخصاً مائتاً حياً، تحرسه قوة الله واهب القيامة .. 
 
سأصير له حجال العرس المتحرك، يضم داخله عريساً يتمتع بوليمة الالام خفية .. 
سأصير له طريقاً جديداً يسير في الأعماق .. انه طريق لم يسلكه بحار ولا سمع عنه احد .. 
سأصير له سجناً يحبس دون أن يؤذي .. ويضم مع السجين – الحياة - رفيقةً له ..
سأصير له بيتًا يسكن بين الأمواج في دهشة وعندما يتمايل لا يفرغ ما فيه .. لانه بيتًا عجيبًا !! ..
سأصير له كالخدر وهو العريس داخلي ..
 
حتماً عندما ابتلعه سيسود الصمت ويصبح مدهشاً لان يونان سيبقى حي ورب يونان يحيي الكل .. 
حتماً عندما ابتلعه سيصير هو كاهناً وانا الهيكل اسبح بين الأمواج بسرعة .. 
هو سيقف ليصلي وعندما يلفظ صلاته في جوفي حتماً ستصعد ولا يعيقها شئ .. ستشق اللجج والعواصف وتطير الي الاعالي ولا يغرقها العمق الهائل ..
حقاً في الخيمة وقف هارون، وعلى رأس الجبل وقف ايليا، وفي الهيكل وقف سليمان الحكيم وفي احشائي سيقف يونان النبي .. 
وفيما كنت افكر سرًا سمعته يهمهم وبألم عظيم يقول: تذكري يا نفسي من اي شعب انتي ؟! 
أليس انا عبراني من جنس ابراهيم، مولود في بيت ادوناي (الله) الحقيقي ؟
أليس انا من جنس موسى الذي شق البحر العظيم .. ؟
 
أليس انا من جنس اسرائيل الذي عبر البحر العظيم بدهشة .. ؟!
أليس انا من جنس يشوع بن نون الجبار القوي الذي شق نهر الأردن واجتازه .. ؟!
أليس انا عبراني من الشعب الذي جاز بين الأمواج ماشياً ولم تمسه قطرة ماء .. ؟!
أليس قبيلتي هي التي في وقت ما قهرت البحر وداست فيه كمثل اليابس، وجازت في طريق وسط البحر .. ؟!
أليس اصلي هم من خرجوا من مصر، وارتجفت امامهم مياه البحر، بل واعطته مكاناً للعبور .. ؟!
ها انا الان تُحيطني المخاوف وهوذا البحر يصرخ بل والأمواج تعتصم ..
 
هل سيكون البحر قبري ؟! الهي اجعل رحمتك تتقدمني .. 
ونظر البحر بامواجه وشعر بأنه يكلمه ويصرخ: يا يونان اين تمضي ؟ أاردت الهروب من الله ؟! ولكن البحر ايضاً للرب .. اين تهرب .. لقد تركته في اليابس فوجدته في البحر وإن سعيت لمكان آخر ستجده ايضاً ..
وفيما هو مفكراً مهمهمًابهذا الكلام جاءه احدهم يقول له: 
 
" ماذا نصنع بك ليسكن البحر عنا ؟ لأن البحر كان يزداد اضطرابًا " (يونان 1: 11) 
 
وفاجأة وإذ آرى الاسماك بأنواعها تضطرب ليس من منظري فقط مفكرين انني سأهجم عليهم بوحشية كعادتي ولكنهم اضطربوا ايضاً لان السفينة اعلاهم كانت تذداد اضطربًا من شدة العواصف .. واذ بي التفت للسفينة وإذ بها مجموعة من البشر يلتفون حول الشخص (يونان النبي) ويمسكونه ليرموه لأعماق البحر .. فتأكدت انه هو النبي الذي سأبلتلعه .. 
 
دعني الان ابتلعه ولنا حديث اخر ..