الأقباط متحدون | عفوا.. النوايا الحسنة لا تكفي
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٢٣ | الأحد ٩ يناير ٢٠١١ | ١ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٧١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

عفوا.. النوايا الحسنة لا تكفي

الأحد ٩ يناير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: مارثا فرانسيس
مرت ليلة صلاة الميلاد في مصر بأمان (باستثناء العثور على قنبلة في كنيسة بالمنيا ومنع انفجارها )، وكانت اجراءات الأمن المشددة غير مسبوقة ، وتحولت الشوارع التي بها كنائس الى ثكنات عسكرية، إضافة إلى اظهار بطاقة الهوية الشخصية قبل الدخول الى باب الكنيسة والمرور من بوابة الكشف عن المتفجرات ، كل هذا اعاد بعض الأمان الى قلوب المصلين بشكل مقبول، ولن انسى هذا المنظر البديع من وجود الأخوة المسلمين الى جوارنا في داخل الكنيسة، يستمعون ويشاركوننا صلاة العيد، ولا يمكن ان ننكر المجهود الجبار الذي بُذل لحماية الكنائس والمصلين في هذه الليلة ، ومايستحق التساؤل هو؛ هل ستظل هذه الاجراءات الأمنية المشددة مستمرة كل الأيام؟ في مواعيد الصلوات المتكررة؟ حيث تكون اعداد المصلين كبيرة جداً وهذا يتكرر مرات كثيرة على مدار الاسبوع حسب مواعيد كل كنيسة، ومن المنطقي ان في ليالي الأعياد والمناسبات تمتلئ الكنائس الكبيرة بالمصلين من كل مكان ، ولكن في الأيام العادية يذهب كل مسيحي الى الكنيسة القريبة من سكنه او التي تعود الذهاب اليها كل ايام عمره. حقا إن وجود هذا الكم من الحراسة امام وحول الكنيسة قد يعطي الأمان للمواطن المسيحي أثناء تواجده في دار عبادته؟ ولكنه شيء غير منطقي ومُكلف جدا. إنه إجراء وقائي وليس علاجاً. ماذا فعلنا مع الخطاب التحريضي في صورة خطب ومقالات هدفها الإثارة وقد قام بها شيوخ ودعاة لهم سطوة فكرية على عقول البسطاء، هل مازرعوه في عقول بعض المسلمين قد زال لمجرد التعاطف معنا في مصيبة الاسكندرية؟
هل خروج الشيخ خالد الجندي،ليعلن انه يأسف ويحزن لأجل ماحدث في الاسكندرية مطالبا الدولة بالتصدي للارهاب ضاربة بيد من حديد على من يتسبب في الفتنة الطائفية،ويقول أن من خططوا لهذا العمل الإجرامي كانوا يريدون تحريك جموع المسيحيين ضد إخوانهم المسلمين في حركة احتجاجية،  تحت دعوى أن هناك خطر يتهددهم داخل الوطن! هل نسى الشيخ الفاضل برامجه التلفزيونية التي تحث وتحرض المسلمين الا يحتفلوا باعياد الميلاد ( وقال والفيديو متاح على اليوتيوب – قال نحن مسلمين فلا تحتفلوا ببابا نويل ، لكن نحتفل ببابا محمد ونطلب منه هدايا !) هل يمكن بكلماته المتعاطفة الآن ان يزيل اثر هذا الكلام والفتاوي التي لا يمكن حصرها من عقول واذهان الذين شاهدوه واستمعوا إليه على مر الأيام. هذا كلامه بالحرف الواحد: أن الرقابة يجب أن تكون من الشعب نفسه على رجل الدين عندما يسمع الشعب عظة أو خطبة تحرض ضد المسيحي أو المسلم!! وأنا اسأل الشيخ الجليل متى واين رأى جموع المسيحيين يخرجون في حركات احتجاجية ضد اخوانهم المسلمين حتى انه خاف ان تتكرر؟
سنشعر بالأمان عندما نحصل على ما كفله الدستور من حقوق وواجبات المواطنة، ولا يكون اساس التعامل معنا من خلال خانة الديانة في بطاقة الهوية الشخصية، سنشعر بالأمان ليس عندما تتحول كنائسنا الى ثكنات عسكرية مؤقتة، بل، عندما تكون كنائسنا مفتوحة للكل وخالية من المتفجرات ، وعندما  نحتفل جميعا معا كمصريين بكل الاعياد القومية والدينية ،سنشعر بالأمان عندما نعامل بشريعتنا كما يعامل الآخرين بشريعتهم، سنشعر بالأمان اذا تغيرت تسميتنا من كفار الى مواطنين مصريين ، عندما ينتهي التعصب وخطب التحريض وفتاوي القتل وكل مايفرق الانسان عن اخيه الانسان
سيكون لحسن نية الدولة حكومة ومسئولين وايضا  شيوخا ودعاة، قبولا وتأثيرا ان تحولت الشعارات- التي تقول ان هدف التفجيرات هو مصر وشعب مصر وان مصر شعب واحد وان المسيحي والمسلم أساس المجتمع المصري. هذه الشعارات التي اعتدنا سماعها لاتزيد عن كونها كلمات تدخل من الأذن اليمنى لتتبخر بمجرد خروجها من الأذن اليسرى، زلكن نريد أن تتحول هذه الشعارات الى قوانين حقيقية لصالح المواطن المصري  كمواطن بغض النظر عن انتمائه الديني.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :