بقلم: هاني عزيز
فى كل مرة تحدث فى مصر أحداث طائفية أرى الأسى فى عيون المصريين جميعاً وأجد كلمات الرثاء أو المشاركة تخرج من فم المسلمين . كل بطريقته وبحسب إحساسه وبحسب حجم الجريمة
وأجد البعض يحاول ان يضع بعض الكلمات فى شكل إعتذار أو تخفيف للآلام .ولكنى أرفض إعتذاره هذا
فالمسلم الذى يحاول الإعتذار لى هو شريكى فى المأساه التى نعيشها والذى يفكر فى الإعتذار يشعر بالخزى والعار الذى أصابنا جميعاً من هذه الجماعات التى تستهدف فئة معينة من الشعب
والذى يحاول الإعتذار هو المصرى الأصيل الذى يشعر بماأصابنى فيحاول بشتى الطرق التخفيف عنى ولو بالإعتذار عن فعل لم يكن هو فاعله ولايفكر أبداً فى هذا بل أنه يشعر بالذنب لذنب لاحيلة له فيه ولايد
بل أنه يشعر بحرج مرتين ، مره لأنه لايرضى لأخيه هذا العدوان ، ومرة لأن الذى فعل هذا يغلف فعلته بغلاف دينى إسلامى فأحرج المسلم المعتدل المؤمن بالسلام والمحبة .
ولكنى أقول لك ، لاياأخى لاتعتذر فالمصاب ألم بنا جميعاً . والإحراج والمهانة لنا جميعاً . والعدوان علينا جميعاً . ولن نقبل إعتذار الفاعل الذى أساء للجميع وآذى الجميع ، وحاول النيل من مصر كلها وليذهب هو ومن شجعوه ومن ثقفوه ومن علموه فليذهبوا جميعاً
إلى الجحيم وعلى كل من تعاطفوا معه أن يندموا .
لاتعتذر ياصديقى ، ياأخى ، يازميلى ، ياصاحبى ، ياعزيزى ، يارفيقى ، ياجارى ياأقرب الناس إلى ّ
وأيضا هناك بعض المسلمين الذين عرضوا فكرة الذهاب إلى الكنائس لحماية الأقباط ولمشاركتهم تحت فكرة "يانعيش سوا يانموت سوا" . وأيضاً انا أرفض هذه الفكرة تماما ً . فكيف أرضى لك الموت أو ان اعرضك للخطر، كيف أقبل على نفسى هذا الوضع وانا على أستعداد أن أفتديك بروحى . إذا كنا نبارك لاعنينا فما بالك بمحبتنا لأحباءنا وهذا من القلب وليس مجامله . ثم كيف نموت سوا ونترك مصر للمتطرفين . يهنئوا بها وينعموا بخيرها . هذا ايضاً غير مقبول . ولكننا نخاف عليكم وعلى أرواحكم ويكفى هذا الشعور الجميل وأيضاً نعيش سوا لنهدم أباطرة التخلف واللاوعى .
علينا أن نعمل معاً بجد ، ويداً واحدة لننقذ مصر من براثن هؤلاء المتخلفين ،
ونؤكد أن لكل زمان متعصبيه ومتطرفيه . ولكنهم لم يستطيعوا ولن يستطيعوا أن ينالوا من محبتنا العميقة الشامخة المتوغلة الشديدة النادرة
ويارب أرحم مصر من الفتنة والضلال