عقل ترامب: مواجهة الإرهاب أهم من تحقيق الديمقراطية
مقالات مختارة | عماد الدين أديب
الجمعة ١١ نوفمبر ٢٠١٦
زلزال فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة قد يؤدى إلى تغيير قواعد التحالفات الاستراتيجية الراهنة إلى شكل جديد.
هذا الزلزال سيؤدى إلى انقسامات جديدة، وتحالفات جديدة، وفوضى جديدة.
أن يكون ترامب الأمريكى صديقاً لقيصر روسيا فلاديمير بوتين فهذه معادلة جديدة.
وأن يرفض ترامب اتفاقات التجارة مع المكسيك وكندا، ويرفض التزامات الاتفاقية الدولية للبيئة، وأن يرفض ترامب رعاية حلف الأطلنطى إلا إذا دفعت أوروبا حصتها، وأن يرفض ترامب حماية اليابان وألمانيا، مفجراً بذلك اتفاقاً راسخاً وتعهداً تاريخياً لواشنطن منذ الحرب العالمية الثانية، وأن يرفض ترامب احترام توقيع بلاده على الاتفاق النووى مع إيران، فهذا كله انقلاب مزلزل للكثير من قواعد النظام العالمى.
أخطر ما فى عقل وجوهر تفكير دونالد ترامب، الذى تأثر بأفكار مستشاره الأمريكى اللبنانى الأصل وليد فارس هو المبادئ التالية:
1- أن جوهر أى تحرك لواشنطن فى السياسة الخارجية هو «أمريكا أولاً»، «لاحظ أن لبنان كان أول من أطلق هذا الشعار».
2- أن مواجهة الإرهاب عالمياً تتصدر الأولوية عند واشنطن حتى لو كان ذلك يأتى من نظام غير ديمقراطى.
بشكل مباشر الذى يهم «ترامب» فى سياسات الحلفاء هو قياس جهدهم الكامل فى مواجهة الإرهاب الدينى، وليس التزامهم بنموذج المجتمع الديمقراطى.
ويرى ترامب أن دور إيران فى العراق واليمن وسوريا هو تصدير للعنف التكفيرى، والإمساك بمصادر النفط القديمة والمتوقفة فى المنطقة.
والأزمة الكبرى التى سبّبها ترامب هى قلق دول كبرى مثل فرنسا وألمانيا اللتين تريان أن سياسته شبيهة بتلك القوى اليمينية الانعزالية فى بريطانيا، التى دعت وعملت على خروج بريطانيا من دول الاتحاد الأوروبى.
إنه عالم جديد، لأن رئيس أكبر دولة مؤثرة فى العالم قرر تغيير قواعد اللعبة المستقرة منذ سنوات بشكل راديكالى.
إن الولايات المتحدة يبلغ تعداد سكانها 350 مليون نسمة تمثل 5٪ من تعداد السكان، وتمتلك 25٪ من الناتج القومى العالمى.
نحن نتكلم عن أول مَن أطلق سلاحاً نووياً فى العالم، وعن أكبر قوة نيران لجيش فى العالم، والدولة المؤثرة فى حركة المال والتجارة.
اربطوا الأحزمة، لأن ترامب سيأخذكم لعالم عاصف.
نقلا عن الوطن