أزمة مالية عالمية جديدة بعد انتخاب "ترامب".. وأوروبا أبرز الضحايا
الجمعة ١١ نوفمبر ٢٠١٦
آفاق الاقتصاد العالمي باتت أكثر غموضا.. واحتمالات وقف إتفاقية التجارة الحرة عبر الأطلسي بين الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تتزايد
الإقتصاد الروسي أكبر الفائزين من فوز "ترامب" وسط احتمالات بتقارب بينه وبين الرئيس الروسي "بوتين" وتخفيف العقوبات الغربية عن موسكو
الرئيس الأمريكي المنتخب لن يستطيع التخلي عن الخليج العربي.. وعلي "مصر" استغلال علاقة المودة بين "السيسي" و"ترامب" لإنعاش اقتصادها
قال أبوبكر الديب، الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن الإقتصادي، أن انتخاب "دونالد ترامب"، رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، ضاعف من فرص حدوث أزمة مالية عالمية جديدة، بعد انخفاض أسعار النفط، وخروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي، وأزمة الصين المالية.
وأوضح الديب، أن آفاق الاقتصاد العالمي باتت أكثر غموضا، فضلا عن أن البيانات الإقتصادية تشير إلى تراجع النشاط العالمي والتجارة.
وأضاف الديب، أن أكثر المتضررين من فوز "دونالد ترامب" المؤيد لسياسات الحماية التجارية، هي أوروبا، حيث زادت احتمالات وقف عقد إتفاقية التجارة الحرة عبر الأطلسي، والمتوقع عقدها بين الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، حيث قال "ترامب"، خلال الحملة الإنتخابية: إن اتفاقيات التجارة الدولية تضر العمال الأميركيين وتؤثر سلباً على قدراتهم التنافسية، وحتي يكشف "ترامب" موقفه "الرسمي"، حول مسائل اقتصادية مهمة مثل التجارة والعلاقات مع حلف شمال الأطلسي، وتغيّر المناخ، المهاجرين، ستبقي الأزمة المالية قريبة الإحتمالات.
وأشار الي أن اتفاقية التجارة والإستثمار عبر الأطلسي، والتي يتفاوض حولها الإتحاد الأوروبي وأمريكا، منذ أكثر من 3 سنوات، باتت علي المحك بعد فوز "ترامب"، مؤكدا أن رئيس لجنة التجارة الدولية في البرلمان الأوروبي، بيرند لانغ، حينما سئل عن تأثير فوز ترمب على المفاوضات، رد قائلاً: "اتفاقية الشراكة في التجارة والإستثمار عبر الأطلسي باتت من الماضي".
وأوضح الديب، أن أوروبا استفادت كثيرا، وخاصة صادراتها، من العولمة والتجارة الحرة، وبالتالي فإن اتباع أكبر دولة اقتصادية في العالم وهي أمريكا لسياسات حمائية، سوف يضرها كثيرا وستفقد صادراتها ميزة كبيرة.
وتوقع الديب، تحسن الإقتصادي الأمريكي، في عهد "ترامب"، الذي أكد بناء اقتصاد قوي من خلال الإنفاق على البنية التحتية، وإعادة بناء المدن والجسور والأنفاق والمطارات والطرق السريعة، وهو ما يخلق الملايين من فرص العمل للأمريكان، فضلا عن توجيه الإنفاق للصناعات وصناعة الصلب والإنشاءات، كما تعهد بخفض الضريبة على الشركات من 35 إلى 15 % ، وإعفاء المواطن الذي يقل دخله الشخصي السنوي عن 25 ألف دولار من أية ضرائب.
وأشار الديب، الي أن الإقتصاد الروسي، أكبر الفائزين من فوز "ترامب" وسط احتمالات بتقارب بينه وبين الرئيس الروسي "بوتين"، وهو ما قد يسفر عن تخفيف العقوبات الغربية الإقتصادية عن موسكو.
أما بالنسبة للإقتصاد الخليجي، فقال الديب، أنه رغم تصريحات "ترامب" بشأنه، فإن الولايات المتحدة الأمريكية لن يمكنها الإبتعاد عن دول الخليج التي تستورد 25 % من وارداتها البترولية منه، كما أن علاقة ترامب المتوترة بايران ستدفعه للتواصل مع الخليج العربي، حيث تبلغ الاستثمارات السعودية بأمريكا مايقرب من 700 مليار دولار، فاذا أضفنا اليها السندات وباقي الأدوات الإقتصادية، تصل الي تريليون دولار، كما تبلغ استثمارات الصندوق السيادي لدولة الكويت بأمريكا 305 مليارات دولار، وحجم التبادل التجاري بين البلدين 68 مليار دولار ، كما تخطط قطر لاستثمار 35 مليار دولار في السوق الأمريكي خلال الفترة المقبلة، كما تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة أكبر شريك تجاري لأمريكا بالشرق الأوسط، حيث يبلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين 27 مليار دولار، فيما تبلغ الاستثمارات الإماراتية بأمريكا 21 مليار دولار.
ودعا الديب، الحكومة المصرية، الي استغلال علاقة المودة بين الرئيس الأمريكي المنتخب، والرئيس عبد الفتاح السيسي، في دعم العلاقات الإقتصادية بين البلدين، وزيادة الدعم والإستثمار الأمريكي بمصر، وزيادة التبادل التجاري بينهما، فهي فرصة يمكن اغتنامها .
وقال أن الولايات المتحدة الأمريكية، تحتل المركز الثامن من حيث الدول المستثمرة فى مصر، حيث بلغت قيمة المساهمة الامريكية فى الشركات 2.380 بليون دولار، خلال الفترة من عام 1970 وحتى شهر يونيو من العام الجارى، كما بلغ عدد الشركات الأمريكية فى مصر 1203 شركات.