- صيف 1999
- هانى رمزى لبطرس غالى: "راجع نفسك"
- اللواء "على سامح": حادث "الإسكندرية" إرهابي 100% وقابل للتكرار، ويجب وضع ذلك في الحسبان
- إجراءات أمنية غير مسبوقة حول الكنائس، و"البنا": لا فائدة لمثل هذه الإجراءات طالما كانت الدولة لا تحقِّق العدالة
- الكتيبة الطيبية تحتفل بالسنوية الأولى لشهداء "نجع حمادي" في غياب للقمص "متياس نصر"
قداس العيد.. انتصار للحياة
هناك أصوات وهمسات كانت تحمل اللوم علي قداسة البابا شنودة الثالث لأنه أقام قداس عيد الميلاد. وهذه الأصوات كانت تنبع من الحزن العميق.. ويشوشر علي فهمه صوت الغضب العالي. لا تدرك أن القداس صلاة والكتاب المقدس يطالبنا بالصلاة في كل حين «صلوا كل حين ولا تملوا» كما أن المفاهيم المسيحية عميقة الدلالة تحتفي بالشهداء فيقول الكتاب «لي الحياة هي المسيح والموت ربح» بل إن التاريخ الكنسي متضخم بقصص المسيحيين الذين كانوا يطاردون الجنود الرومان لكي ينالوا عن طريقهم اكليل الشهادة. ومن المفاهيم العجيبة للمسيحية أن الموت انتصار. وأن الشهيد هو الظافر في النهاية.
اعرف أن الوجع أكبر من الكلمات وأن الحروف تنكمش أمام الأشلاء. وأن طعم الدم يلوث كل لقمة تدخل الجوف وكل شربة ماء تجرح الريق. بل إن الدم في الهواء وفي الأنفاس. ولكن الحقائق التاريخية لا يمكن انكارها.
فمذود السيد المسيح مدشن بالدم منذ ميلاده.. فعندما ولد المسيح وأخبر مجوس المشرق.. الطاغية هيرودس عن ميلاده.. فثار ذلك الطاغية وقرر إقامة مذبحة لأطفال بيت لحم من سن سنتين إلي يوم واحد.. وهنا احتمي المسيح بمصر حيث جاءت العائلة المقدسة. أما هيرودس والجنود الرومان فقتلوا كما يقول المفسرون 144000 طفل - في ابشع مذبحة وقعت علي مدار التاريخ - مواكبة لميلاد المسيح.
ولم نسمع يوماً أنه في ظل عصور الاضطهاد الرومانية والتي استمرت من خلال عشرة أباطرة بدءاً من نيرون وحتي دقلديانوس.. حيث وصل «الدم إلي ركب الخيل» لم تنقطع صلوات الكنيسة، ولم تمنع قداسات الأعياد، بل إن التاريخ قال إن القديس بطرس خاتم الشهداء وقد أخطأ من اعطاه هذا اللقب هذا البطريرك الذي تحمل كنيسة القديسين اسمه مع مبشر مصر - مار مرقس - قام بصلاة القداس ثم مضي في طريق الاستشهاد. هذا إلي جانب كون الصلاة عملاً روحياً يساعد علي التعزية، ويذكر بالرجاء ووعود الله ورحمته.
وعلي الرغم من حالة الحزن والكآبة التي تسيطر علي اجواء القداس.. إلا أن إقامته في توقيته حملت معني مهما جداً وهو «انتصار الحياة» وحقق الهزيمة المعنوية للمخربين الذين يحلمون أن يجدوا الكنائس فارغة.. يزعق فيها البوم. ويلطخ جدرانها الدم. وكم كان معزياً قراءة أسماء القديسين والشهداء في المجمع المقدس الذي يضم آباء الكنيسة.. وهو فصل مفتوح في صلوات القداس يحتوي علي أسماء الشهداء بدءاً من يوحنا المعمدان» وهو فصل يتسع ليضم أسماء شهداء كنيسة القديسين بالاسكندرية.
وأخيراً فإن هدايا المجوس للسيد المسيح عند ميلاده. كانت ذهباً رمزاً للملك ونبات اللبان - رمز للبخور - الكهنوت والمر رمزاً للصليب والآلام، فإذا كان المر موجودا فإن بخور الصلوات موجود أيضاً..
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :