أوجهه الشبه والاختلاف بين الرئيسين السيسي وترامب1-2
د. مينا ملاك عازر
السبت ١٢ نوفمبر ٢٠١٦
د. مينا ملاك عازر
كنت أفضل فوز ترامب، وقد فاز، كنت أعرف أنه الأفضل لبلدي رغم اعترافي باحتمالية اشتعال حروب بسببه وتفكيره، لكنني كنت على ثقة في دولة المؤسسات الموجودة فعلاً في أمريكا، ولم أزل على نفس الثقة وما يؤكد ثقتي تلك النبرة الأكثر هدوءً التي تمتع بها خطاب ترامب الذي القاه فور إعلان فوزه بالانتخابات، ترامب الرئيس الأمريكي القادم بعد شهرين للبيت الأبيض بشكل دائم وليس زيارة كالتي دعاه إليها أوباما، يحمل أفكار عنيفة حيال الكثير من البشر المخالفين له، ويقلقني لأنه يبدو عنيف وأصر على إظهار نفسه هكذا، لعله لو أبدى خلافاً لذلك أو أبدى للناس ما أبداه حال فوزه بالانتخابات ما كان للأمريكيين أن ينتخبوه، أعول على النظام الأمريكي في اتخاذ القرار، ولعل أهم القرارات التي يمكن لترامب اتخاذها ويقلق منها العالم كله، هو إشعال حرب نووية تؤدي لنهاية العالم، لكن شيء من هذا يتضاءل حدوثه لو عرفنا أن الوقت المتاح من لحظة اتخاذ هذا القرار للحظة تنفيذه هو 15 دقيقة، ما يعني أن المساحة الزمنية المتاحة للتراجع عنها وعرقلته كبيرة وذلك لأننا في دولة ديمقراطية، دولة عميقة بحق، دولة مؤسسات،
ولا تصدق أبداً أن الأغلبية الجمهورية التي تسيطر على مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين تزيد من استبداد ترامب واستقلاليته في اتخاذ القرار لأنهم هناك مستقلين بحق رغم تحزبهم، بدليل أن ترامب نفسه كان يحمل في أثناء صراعه الانتخابي أفكار مختلفة ومنافية تماماً لتلك الأفكار التي يحملها حزبه الجمهوري، ولعل أبرز مثال على ذلك الاختلاف رؤية ترامب للتجارة الحرة، تلك النظرة الرافضة للاتفاقيات، وهو ما يختلف معه الحزب الجمهوري الذي يؤيد هذا النوع من الاتفاقيات، ناهيك عن أن ثمة شخصيات بارزة في الحزب الجمهوري أعلنت تأييدها لكلينتون من بينها مستشار الأمن القومي الأمريكي وقت رئاسة بوش الأب، ناهيك عن الانشقاقات التي كانت واضحة في الحزب فور اضطرار الحزب إعلان ترامب مرشحه الرسمي بعد فوزه على منافسيه في الانتخابات الداخلية بالحزب، ما يعني أن ترامب لن يجد تأييد مطلق من مجلسي النواب والشيوخ بل قد يلقى معارضة وتكبيلاً في اتخاذ القرارات ولننتظر لنرى الأيام القادمة ماذا ستخبئ لنا.
المهم هنا،هل التحول الملحوظ في خطاب ترامب الأول الذي ألقاه احتفالاً بانتصاره مؤشر لتحول محتمل تجاه الكثير من سياساته التي نتوقعها في مصر، لا أظن هذا أبداً، ولنتأكد من مصداقية توقعي بالشواهد، فلنعود لرأس المقال حيث علينا أن نرصد أوجه الشبه والاختلاف بين الرئيسين السيسي وترامب،ولكن لضيق المساحة واقترابها من النفاذ، فلنرجئ هذا بعد إذنكم للمقال القادم إن عشنا وكان لنا نشر.
المختصر المفيد الكراسي بتغير للأحسن في الدول المتقدمة، وللأسوء في الدول المتخلفة.