الأقباط متحدون - مملكتى ليست من هذا العالم
  • ١٣:٣٥
  • السبت , ١٢ نوفمبر ٢٠١٦
English version

مملكتى ليست من هذا العالم

سامية عياد

مع الكرازة

٠٠: ٠١ م +02:00 EET

السبت ١٢ نوفمبر ٢٠١٦

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

عرض/ سامية عياد
بميلاد الرب يسوع وصلبه وقيامته المقدسة وصعوده انتقل الإنسان من سلطان الظلمة الى ملكوت روحى أبدى حسبما قال الرسول بولس "الذى أنقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا الى ملكوت ابن محبته" ..

القمص بنيامين المحرقى فى مقاله "ها ملكوت الله داخلكم" وضح لنا معنى الملكوت الروحى الذى نحيا فيه ، فملكوت الله ليس ملكوتا ماديا كما ظن اليهود أن المسيا الآتى سيملك ملكا ماديا ويجعلهم سادة الأمم ، إنما ملكوت روحى فقد قال الرب يسوع "مملكتى ليست من هذا العالم" ، حيث يملك المسيح على قلوبنا وبالإيمان والمعمودية والتوبة أصبحنا هيكلا لله يسكن فينا الآب بالابن فى الروح القدس ، ويحل النور فى قلوبنا نعرف مجد الله ونتأثر به وتتغير قلوبنا بل نعكسه على الآخرين ، حيث نتغير الى صورة الرب يسوع ونتشبه بها فننظر مجد الرب ومن مجد الى مجد نرتقى الى مرحلة أسمى وهذا هو مفهوم الخليقة الجديدة فى المسيح ، حيث يمتلىء قلب الإنسان بالمسيح ، يشبع به ويرتفع فوق العالم لأن "النفس الشبعانة تدوس العسل".

أصبحنا نعيش الملكوت على الأرض الذى سيكتمل فى الأبدية ، من خلال الكنيسة التى نجتمع فيها حول جسد الرب يسوع ودمه كما نصلى "إذا ما وقفنا فى هيكلك المقدس ، نحسب كأننا واقفون فى السماء" ، بل أصبح كل مؤمن حقيقى سماء لكونه موضعا لسكنى الله ، ولكن هناك دور يقع على الإنسان فى تحقيق الملكوت من خلال المحافظة على حياته الروحية بالتوبة المستمرة والصلاة بخشوع والاشتياق الدائم للملكوت السمائى وكل هذا يعتمد على إرادة الإنسان التى تقبل أو ترفض ، كما يقول القديس كيرلس عمود الدين ".. انظروا ، فإن ملكوت الله هو داخلكم ..أى يعتمد على إرادتكم ، وفى سلطانكم أن تقبلوه أو ترفضوه.." .

"أن أحبنى أحد يحفظ كلامى ويحبه أبى وإليه نأتى وعنده نصنع منزلا" ..