الأقباط متحدون - علي جمعة: البعض ينظر للحدود أنها قيود تضيق على الناس حريتهم الشخصية
  • ٢١:٣٣
  • الأحد , ١٣ نوفمبر ٢٠١٦
English version

علي جمعة: البعض ينظر للحدود أنها قيود تضيق على الناس حريتهم الشخصية

محرر الأقباط متحدون

أخبار وتقارير من مراسلينا

٣٣: ٠٩ ص +03:00 EEST

الأحد ١٣ نوفمبر ٢٠١٦

د. علي جمعة
د. علي جمعة
كتب – محرر الأقباط متحدون
قال د. علي جمعة، مفتي مصر سابقًا، يطعن بعض الناس على كل الأوقات والأماكن والرموز المقدسة في الإسلام على اعتبار أنها حدود وقيود تُضيِّق على الناس حريتهم الشخصية والعامة، ولكن الحقيقة أنها لا تُضيِّق على الناس حريتهم هذه نفحات ورحمات ولكنها تقيد على الناس تَفَلُّتَهُم.
 
وأضاف جمعة عبر حسابه الرسمي بالفيسبوك، دعونا نترجم عن الإنجليزية ترجمة صحيحة لكلمة (freedom) فهي ليست دائمًا بمعنى (حرية) فقد تكون بمعنى (حرية) وقد تكون (تفلُّت)، فتجد إنسانًا يريد أن يخرج من كل القيود، فهذا ليس شأننا وهذه ليست طريقتنا، فنحن عندنا نظرية تُسمى (نظرية التكليف) أي أن الله أمر ونهي وحدَّ لنا حدودًا أي رسم لنا دوائر، فمن يريد أن يخرج من هذه الحدود والدوائر والتكليف ويخرج عن هذه الأوامر ويدخل في النواهي فهو حر قال الله تعالى: ﴿ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ ﴾ وهذا ليس ديننا ولا طريقنا ولا طريق الله، فنحن نشرح للناس طريق الله؛ إن طريق الله فيه قداسة وحُرمة وشعائر وتعظيم لهذه الحُرُمات وهذه الشعائر، هذا التعظيم ينتج منه خيرية عند الله وينتج منه تقوى في القلوب، أما التفلُّت فهذا شأنك أن تتفلَّت! 
 
وشدد جمعة، لكن هذا التفلُّت لا ينتج عنه الخير ولا ينتج عنه الرحمات، ولا ينتج عنه التعرض للنفحات، ولا ينتج عنه تفجر الأنوار في القلوب، ولا ينتج عنه تحصيل سعادة الدارين، ولا ينتج عنه استقرار وأمن النفس البشرية، ولا ينتج عنه أي نوع من أنواع تحصيل المعرفة بالله، ولا ينتج عنه السير المُطرد في الطريق إلى الله، ولا ينتج عنه سوى الشَتات والحيرة والاضطراب والفجوات الذهنية والمعيشة الرَّديَّة، فتَحْتَ أيِّ دعوى أن ذلك تدخلٌ في شخصية الإنسان؟! لم يتدخل أحد في شخصية أحد، فهذا طريق مرسوم إذا أردت بكامل حريتك أن تدخله وأن تلتزمه لتحصيل ما فيه من الخير ومن كشف أسرار الكون ومن كشف الأدب مع الله ومن كشف الأنوار التي تتلألأ في القلوب والتي لو عرفها الملوك لقاتلونا عليها .. فهيا ادخل، أما إذا لم تُرِد أن تدخل فقد قال الله تعالى : ﴿ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً ﴾.
الكلمات المتعلقة