لروما طرق عدّة...وللسماء طريق واحدة
زهير دعيم
الأحد ١٣ نوفمبر ٢٠١٦
زهير دعيم
كثيرًا ما سُئلت : أين تقع بلدتك عبلّين – هذه البلدة التي تتغزّل بها وتقول انّها عروس تغفو على خدّ الجليل- .
وكان جوابي دائما :كلّ الطّرق تؤدّي اليها.... وأروح أضحك في نفسي ، فأنا أعلم أنني أتباهى وأبالغ ، فهذه البلدة الجليليّة ليست روما عاصمة الدُّنيا ماضيًا وحاضرًا . فعبلين ليس لها تاريخ حافل مثلها ؛ تاريخ يحكي المجد عمارةً وبناءً وسطوةً وتأثيرًا....أو قل ولا تخجل شتّان ما بين الثّرى والثُّريّا.
روما ....آه من روما ، روما القياصرة وبطرس وبولس ...روما التاريخ المُتوّج بالعزّ ....كانت الطرق كلّها تؤدّي اليها وتصلها وتتشابك معها وبها.
عبلّين نقطة في بحر روما !!!!
وروما نقطة في اوقيانوس السماء!!!!.
لروما طرق عدّة وللسماء العظيمة ، اللامتناهية ، الشاسعة ، الواسعة ، المترامية الأطراف ، الممتدة من الأزل الى الأبد وعلى مدى الآماد ...لها طريق واحد ليس الا.
قد تستغرب يا قارئي ما أقول . أيعقل أن يكون للسماء الأزلية طريق واحد فقط !!! فأقول واليقينيّة تملأ حناياي : بلى طريق واحد لا غير.
طريق ذاك الذي نام في السفينة إنسانًا وانتهر البحر والطبيعة والرياح الهًا فصمتت ولاذت بالسَّكينة .
طريق ذاك الذي بكى انسانًا ، ثم صرخ الهًا بميت انتن بعد ان قضى أربعة أيام في القبر ...صرخ : "اليعازر هلمّ خارجًا ".
طريق ذاك الذي عطش وجاع على البئر انسانًا ، وسرد الهًا تاريخ السّامرية وخفايا حياتها.
إنّه هو... هو الذي قال عن نفسه : "أنا هو الطريق والحقّ والحياة ، ليس احد يأتي الى الآب الا بي ".
إنّه هو الذي عطّر التّاريخ ، وعمّق المحبة ، وغنّى الأعداء لحنًا عذبًا ، وهزم الشّرّ والشّرير.
إنّه هو الذي سطّر بحياته أروع سيرة ، وبنى للانسان برجًا للخلاص يصل الى السماء.
قد يدّعي البعض أنّ هناك طرق عديدة ؛ طرق جانبية ، التفافية ، وقد تجد من اهلك من يجاملهم ، فلا تستغرب ، وقد تجد من الساسة من ينافقهم خوفًا من مقاطعة اقتصادية وصونًا للعلاقات التجارية ، وتقديسا للإله الثاني الزائف ، المُغري : المال والدولار .
اسأل روما وصبايا روما ، واسأل المختار الآتي من بعيد يحمل هوسَهُ على أتان !!!
اسأل روما الجريحة ، واسأل المُهرِّج الآتي من أرض العبودية .
نحبّ البشر ؛ كلّ البشر ، نحبّهم حتى المنتهى كما علّمنا المعلّم ، ومن منطلق هذا الحبّ نرشدهم الى الطريق الواحد المؤدّي الى السماء الحقيقيّة ، حيث لا وجع ولا دموع ولا زواج.
حيث المحبة الحقيقية ، والفرح المُلوَّن والترانيم التي لا تتوقف.
نحبّ البشر ؛ كلّ البشر ، نحبهم حتى المنتهى ، ونرشدهم الى يسوع ، فيسوع وحده الطريق الى السماء.