الأقباط متحدون - أوجهه الشبه والاختلاف بين الرئيسين السيسي وترامب2-2
  • ٢١:٥٠
  • الاثنين , ١٤ نوفمبر ٢٠١٦
English version

أوجهه الشبه والاختلاف بين الرئيسين السيسي وترامب2-2

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الاثنين ١٤ نوفمبر ٢٠١٦

الرئيسين السيسي وترامب
الرئيسين السيسي وترامب

د. مينا ملاك عازر
توقفت في المقال السابق عند سؤال، هل التحول الملحوظ في خطاب ترامب الأول الذي ألقاه احتفالاً بانتصاره مؤشر لتحول محتمل تجاه الكثير من سياساته التي نتوقعها في مصر؟ وقلت حينها أنني لا أظن هذا أبداً، ولنتأكد من مصداقية توقعي بالشواهد، فلنعود لرأس المقال حيث علينا أن نرصد أوجه الشبه والاختلاف بين الرئيسين السيسي وترامب.


كلا الرئيسين يمقت الإرهاب والتيارات الإسلامية المتشددة، ولعل لهذه التيارات المتشددة وعملياتهم الإرهابية الدموية الفضل في إيصال كلا الرئيسين لسدة الحكم في بلديهما، كلا الرئيسين يتمتع قلة خبرة سياسية تجعله واضح وجريء وصريح في صراعاته، وإن كنت أتوقع أن ترامب سيتخلى عن شيء من هذا بسبب توجيهات أجهزة دولته، كلا الرئيسين يتخذ من الإرهاب عدو وعليه محاربته، ترامب سبق له وأن طالب بتأييد ودعم السيسي في حربه على الإرهاب، كلا الرئيسين يعتبره أعداؤهما أنهما عدوان للإسلام، كلا الرئيسين انتخبه ناخبون يبحثون عن الأمن وينشدوه ويأملون أنهما يحققانه لهم، كلا الرئيسين بلا خبرات سياسية سابقة فالرئيس السيسي خلفيته العسكرية ليس بها قدر من الاشتغال بالسياسة وكذلك ترامب الذي لم يكن منخرط في أعمال سياسية بل كل أعماله تجارية واقتصادية وإعلامية، إلى أن وصلا لسدة الحكم.


كلا الرئيسين يطمح في أن تستعيد بلاده أمجادها وهما مؤمنان بقدرات بلديهما وبضرورة استعادتها للدور الهام الذي يجب أن تقوم به، وبأهمية تخلصها من الديون ؟؟؟الملقى على عاتق بلديهما، كما أنهما صاحبي خطاب تعبوي شعبوي مستند على أمجاد الماضي وضرورة استرجاعها، كلا الرئيسين غير تقليدي في طريقة حديثه بل وفي أفكاره المقدمة لشعبه.


لكنهما يختلفا في أن السيسي وصل لسدة الحكم بثورة شعبية استمرت تضغط عليه بشكل كاسح حتى وصل الحكم بفارق هائل عن منافسه، أما ترامب فقد وصل بشكل ديمقراطي معتاد في بلاده والفارق الذي يفصله عن منافسته ليس بالفارق الكبير بالمقارنة مع الرئيس السيسي، يختلفا أيضاً في أن الرئيس السيسي يفتقد لتلك المؤسسات الحاكمة والمقيدة لتحركاته والمرشدة له على عكس ترامب الذي يعرف أنه ثمة مؤسسات كثيرة في بلاده وقوانين راسخة ودستور يجب عليه احترامه مهما حدث، يختلفا أيضاً في أن الرئيس السيسي يقود دولة نامية أم الرئيس ترامب فيقود دولة قائمة على قدمين قويتين وذات اقتصاد قوي ولكنها مديونة ودائنة في آن واحد، وصاحبة أقوى ترسانة عسكرية وعلمية وتعليمية على عكس الرئيس السيسي الذي يعاني من انهيار في كل الأصعدة اللهم إلا استثناء وحيد وهو الوضع العسكري الذي لا بأس - بحسب أحدث الدراسات العالمية المنشورة عن ترتيب الجيوش-


كما أنهما يختلفان في الخلفية، ففي الوقت الذي يأتي ترامب من خلفية رجال الأعمال والاقتصاد يأتي السيسي من الخلفية العسكرية والمخابراتية ما يحسن من وضع السيسي السياسي وعمق فهمه للكثير من الأمور بسبب أنه كان مشاركاً للمجلس العسكري إبان حكمه للبلاد بصفته كان عضو من أعضائه.
المختصر المفيد الأهم أفكارنا، وطرق تنفيذها، ومستشارينا وأخذنا بالنصيحة، واعتمادنا الديمقراطية نهجاً ومنهجاً.