حوار مع صديقين عن «السكر»
مقالات مختارة | خالد منتصر
الثلاثاء ١٥ نوفمبر ٢٠١٦
ونحن نحتفل باليوم العالمى لمرض السكر قررت أن أقدم لكم حصيلة حواراتى مع اثنين من أصدقائى المهتمين بمرض السكر، الأول صديقى د. صلاح الغزالى حرب، أستاذ الباطنة والسكر، والثانى د. عمر الكاشف، أستاذ جراحة الأوعية الدموية والمهتم بـ«القدم السكرى»، وهو من أهم مضاعفات المرض، بداية اقترح د. صلاح الغزالى برنامج توعية لتغيير نمط الحياة من أجل الوقاية من مرض السكر وما يتبعه من مضاعفات، وأتمنى أن تتبناه وزارة الصحة، البرنامج من عدة نقاط أهمها:
■ عمل برنامج يومى لمدة خمس دقائق فى جميع قنوات التليفزيون الأرضية وجميع الإذاعات المحلية فى وقت مناسب يتضمن معلومات صحيحة ومبسطة عن كيفية التعامل مع المرض وكذلك التغذية السليمة وممارسة الرياضة. ويشمل هذا البرنامج الخطاب المباشر من أحد المتخصصين مع لقطات مصورة عن المحتوى المطلوب توصيله للناس ويمكن إذاعته فى الفترة الصباحية وإعادته فى الفترة المسائية مع ضرورة تشكيل لجنة علمية متخصصة لتحديد المحتوى العلمى للمادة المطلوب توصيلها وأسماء المتحدثين.
■ تخصيص ركن ثابت عن هذا الموضوع فى جميع الصحف فى الباب المخصص لمناقشة الأمور الصحية.
■ عمل ندوات ثقافية عن هذا الموضوع فى كل التجمعات السكانية مثل النوادى والجمعيات والنقابات وغيرها وفق جدول زمنى يتم تحديده مسبقاً لمدة عام كامل مع دعوة شركات الأدوية المهتمة بهذا المرض للمشاركة فى تمويل هذه الندوات والاشتراك فيها بالملصقات والنشرات العلمية المبسطة.
■ محاربة ظاهرة التدخين بكافة أشكالها وتنفيذ القوانين القائمة فى هذا المجال.
■ إدخال هذا المفهوم فى مناهج طب الأسرة فى كليات الطب المختلفة وكذلك فى برامج التدريب المخصصة لأطباء الامتياز والأطباء المقيمين فى جميع التخصصات.
■ عمل ندوات تثقيفية عن هذا الموضوع على مستوى الوحدات الصحية فى جميع المحافظات وفق جدول سنوى يحدد لهذا الغرض يحضره أكبر عدد ممكن من الموظفين تحت إشراف الأجهزة المحلية فى هذه المحافظات.
■ دعوة الأندية الرياضية والساحات الشعبية ومراكز الشباب لتشجيع رياضة المشى، مع تخصيص أماكن محددة لهذا النشاط من أجل زيادة الوعى بأهمية المشى.
الحوار الثانى مع د. عمر الكاشف، عندما كنت طبيب امتياز فى القسم الذى كان نائبه د. الكاشف، كانت جراحة الأوعية الدموية ما زالت تحبو، وكان البتر هو الحل الوحيد لمعظم حالات القدم السكرى، وقلة الحيلة كانت تجعلنا نتفرج على مسلسل الرعب الذى يحدث بتداعياته المحبطة، ونحن عاجزون عن تقديم أى حل إلا مصمصة الشفاه، كان مشهد المريض بعد البتر مؤلماً وهو لا يشعر بأنه قد فقد قدمه أو ساقه ويحاول النزول من على سريره متوهماً أنه طبيعى، وهى ظاهرة «الطرف الشبح» الذى ما زال مطبوعاً فى بصمة المخ على أنه موجود بكامله، وينهار المريض عندما يكتشف الحقيقة المرة!! لكن ما هو الحال الآن، هذا ما قاله د. عمر الكاشف الذى شجعته أن يجمعه فى كتاب عن القدم السكرى، يقول د. عمر إن أكثر من 90% من حالات بتر القدم السكرى أو مضاعفاتها الخطيرة وقروحها الصعبة، كان من الممكن تجنبها ببعض الثقافة الطبية السليمة والصحيحة، واليكم بعض النصائح:
- يجب أن يفحص مريض السكر قدميه يومياً، باطن القدم وظهرها والجوانب وما بين الأصابع، ويغسلها بالماء الدافئ وليس الساخن، ويجففهما جيداً.
- عدم المشى عارى القدمين على سطح ساخن مثل رمال شاطئ أو رخام مسجد... إلخ.
- ترطيب جلد القدمين.
- تقليم الأظافر بحذر وحرص بشكل يتماشى مع شكل الأصبع ويجب ألا يمتد للحم الظافر.
- يجب عدم استخدام الكيماويات أو الأمواس الحادة لإزالة الجلد الجاف والكالو.
- الجوارب مهمة ويجب أن تغطى القدم وأسفل الساق وتكون قطنية، ويجب تغييرها يومياً.
- اختيار الحذاء فن بالنسبة لمريض السكر، ويحتل منفرداً 6 صفحات فى الكتاب.
- لا تدخن.
- تجنب عادة المشى حافياً داخل المنزل، فمن الممكن أن يجرحك شىء حاد دون أن تشعر به.
- ممارسة الرياضة مهمة، والكشف الدورى على الأوعية الدموية لمريض السكر فى منتهى الأهمية.
انتهى الحوار، ولكن لم تنته معركتنا مع مرض السكر فى مصر، فنحن ما زلنا فى المرتبة الثامنة على العالم، ومرشحون لمركز من المراكز الخمسة المتقدمة إذا ظللنا على نفس عاداتنا الغذائية واللارياضية، وإذا أصررنا على أن تكون مناقشة السكر السنترفيش فى الإعلام أهم من السكر المرض.
نقلا عن الوطن