الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم.. ديليسبس يقنع والى مصر سعيد باشا بشق القناة
  • ١٢:٠٠
  • الثلاثاء , ١٥ نوفمبر ٢٠١٦
English version

فى مثل هذا اليوم.. ديليسبس يقنع والى مصر سعيد باشا بشق القناة

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

١٣: ٠٩ ص +02:00 EET

الثلاثاء ١٥ نوفمبر ٢٠١٦

ديليسبس يقنع والى مصر سعيد باشا بشق القناة
ديليسبس يقنع والى مصر سعيد باشا بشق القناة

فى مثل هذا اليوم 15 نوفمبر 1854م
فريناند ديايسبس اقترن اسمه بشق قناة السويس وكان شخصا فاشل دراسيا وكان حاد الذكاء ،عبقرى شديد الغرور كثير الخداع ،نصاب ،حسن المظهر والهندامةواستغل تلك الصفات ..

فى اﻻيقاع ببعض نساء الطبقة الراقية فى فرنسا ،وتعرف على اوجينى امبراطورة فرنسا وخطبها لنفسه قبل ان تقترن بنابليون الثالث امبراطور فرنسا..ويسرلها الزواج الملكى ..بل

ظل محتفظا بصلته الغرامية معها..
ووالده ماتيو ديليسبس خدم مع نابليون بونابرت حين جاء على راس حملته الفرنسية الى مصر وبقى فبها قنصلا لفرنسا فى مصر بعد تولى محمد على باشا ..وفى عام 1830 انتقل وابنه الى مراكش..

ووصل فرينناند دليسبس الى مصر بعدثلاثة ايام من وصول سعيد باشا والى مصر من القسطنطينية بعد حصوله على فرمان التولية وبعد 8 ايام من تولية سعيد باشا قابل غرينناند الوالى وكان باسم الثغر..

منشرح الصدر وعرض عليه مشروعه مبيينا الالنقط واﻻسانيد ودون الدخول فى تفاصيل كثيرة ..وكان سعيد يصغى بانتباه شديد ..وقال لى اخيرا بوسعك ان تعتمد على..وكان الفرمان اﻻول بشق القناة 30 نوفمبر 1854م..

فى مذكرات نوبار باشا عن دموع حاكم من حكام مصر سالت غزيرة منهمرة، لكنها سالت قبل أن يترك الحكم، وهو ما أعطى لها معنى شديد الخصوصية، كانت تلك دموع والى مصر سعيد باشا الذي أغرق البلاد فى أزمات اقتصادية جسيمة بسبب ثقته بالمغامر الفرنسى ديليسبس، وقد رآه نوبار يبكى فى ليلة تسبق سفره إلى باريس والباب العالى لمحاولة حل أزمات البلاد، اندهش نوبار، فقد كان يرى الوالى دائما مرحا غير مكترث بشىء، وعندما سأله عن سبب بكائه فوجئ به يقول «لقد خربت مصر، خربتها تماما، ماذا سيقولون عنى؟»، حاول نوبار أن يخفف عنه ويذكّره بإنجازات حقيقية فعلها لمصلحة الشعب الذى كان يمتلك أحلاما عظيمة من أجله، فهدأ سعيد قليلا وقال له «بلى، لقد فعلت كل شىء من أجل رفعة الشعب المصرى»، بدا نوبار فى مذكراته خجلا لأنه لم يصارح سعيد بالحقيقة الكاملة، لكنه التمس العذر لنفسه لأنه كان يهدف إلى مواساته لا إلى إثارة شجونه، لكن طمأنة نوبار لم تُزِل مخاوف سعيد تماما، فقد ظل فى أواخر أيامه مشغولا بما سيقوله التاريخ عنه، لدرجة أنه سأل خادمه عنترى وهو يصب عليه الماء خلال حمامه اليومى «عنترى، ألم تفكر أبدا ماذا سيقول التاريخ عنك؟ ألا تخجل أم أنك لا ترغب فى أن يقول التاريخ بأنه كان هناك عنترى إلى جوار أمير كبير، وكان يستطيع أن يتكلم معه لكنه لم يفعل شيئا من أجل قريته ولا أهله؟أهذا ما تريد أن يقول التاريخ عنك؟»، يروى نوبار أن سعيد وسط انشغاله المحموم بما سيقوله التاريخ عنه، سأل مرة حلاّقه العجوز الحاج على عما سيقوله التاريخ عن عرفان رئيس خدم قصر الوالى، فأجابه الحاج إجابة عبقرية «سيدى، سيقول التاريخ إن عرفان كان يأكل ويشرب ويدخن وينام»، ودفع الحاج ثمن تلك الإجابة خمس عشرة ضربة بالعصا لأن عرفان كان يسترق السمع من وراء الباب.

قناة السويس

ويقول نوبار باشا فى مذكراته:

عندما جلس محمد سعيد باشا على عرش مصر فى عام 1854م أرسل رسالة إلى فرنسا ليستضيف فردينان دي ليسبس صديق طفولتة ابن نائب قنصل فرنسا الذى نقل إلى باريس فى القاهرة وعندما حضر أصطحبة فى رحلة إلى الأسكندرية ليستعيداً سوياً ذكريات طفولتهما , وفى هذه الأثناء عرض فردينان دي ليسبس فكرة أنشاء مشروع قناة السويس ووافق سعيد على هذه الفكرة على الفور. فى عام 1856 م منح سعيد باشا حق امتياز شركة قناة السويس.ذكرت المؤرخة إيريس حبيب المصري منح سعيد باشا حق امتياز حفر قناة السويس قد تم خلال رحلة صحراوية من غير تمحيص ولا تفكير، وقد علق ديلسيبس نفسه بشئ من السخرية على هذا الواقع فقال " جمع سعيد باشا قواد جنده وشاورهم فى الأمر , ولما كانوا على إستعداد لتقدير من يجيد ركوب الخيل ويقفز بجواده على الحواجز والخنادق أكثر من تقديرهم الرجل العالم المثقف فإنحازوا إلى جانبى , ولما عرض عليهم الباشا تقريرى عن المشروع بادروا إلى القول بأنه لا يصح أن يرفض طلب صديقه " وكانت النتيجة أن منحنى الباشا ذلك الإمتياز العظيم " كما أوردها عبد الرحمن الرافعى فى كتابه فقال : " ولقد أسرف سعيد باشا فى التساهل مع صديقة الفرنسى حتى لقد خول الشركة التى ألفها مزايا تجعلها تشارك الحكومة المصرية فى حقوق ملكيتها وسيادتها " .وقد رأى الأجانب أنفسهم فأـن مصر دفعت ثمناً باهظاً فى حفر قناة السويس فيقول مسيو كوشيرى (Cocheris) الفرنسى " إن بدء الإرتباكات المالة والتدخل الأوربى المشئوم فى شئون مصر يرجع فى الحقيقة إلى سنة 1854 وهي السنة التى منح فيها أمتياز قناة السويس إلى مسيو ديلسيبس".وعندما بدأ البعض من حول سعيد باشا يلومه ويؤاخذه على إعطاء ديليسبس حق حفر قناة السويس بهذه الشروط كان يقول " إنما أعطيت الإمتياز بلا ترو لصديق وهو فرنساوى , فخاطبوه أو خاطبوا حكومته، أما أنا فلا أستطيع سحب إمتياز أعطيته". !!