الأقباط متحدون - خسائر عدم قيام ثورة 11/11
  • ٠٠:٥٦
  • الاربعاء , ١٦ نوفمبر ٢٠١٦
English version

خسائر عدم قيام ثورة 11/11

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الاربعاء ١٦ نوفمبر ٢٠١٦

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

د. مينا ملاك عازر
لم أكن أريد قيام ثورة ولا أريد أبداً تغيير النظام، ولا عزل الرئيس، ولا رحيل الحكومة، فالقادم في كل حالة من تلك الحالات أسوء لا محيص أو على الأقل سيكون مثل سابقه خاصةً في حالة تغيير الحكومة لأن نظام الإتيان بها سيكون واحد في كل الأحوال، فما دام من يختارها واحد سيأتي بمثيلها فلا جديد.


لكني كنت أطمح وأطمع وأتطلع لأن تحدث احتجاجات سلمية فقط تعبر على رفضنا الواضح للكثير من الإجراءات الاقتصادية التي قامت بها الحكومة المصرية، والقروض والمشاريع التي نقوم بتنفيذها كان لا بد من التوضيح للكل أن قطاعات عريضة من الشعب المصري رافضة لتك الممارسات الاقتصادية والسياسية لكن شيء من هذا لم يحدث، فمن الطبيعي أذن أن تتمادى الحكومة في إجراءاتها وتزيد في فشلها وتستمر الأزمات، وننتقل من أزمة الأرز لأزمة السكر لأزمة الدواء وغياب الأنسولين ثم أزمات أخرى لاحقة لأن السيستيم عايز كده، وشايف إن أي أزمة ولها حل، والشعب حايستحمل لأنه لازم يستحمل.


كان لازم النظام يعرف إن الشعب اللي شايف الناس بتجري عشان تشق طرق وتبني مدن ومفاعلات ومحطات طاقة، رافضة لأن تسعى لسن قانون يحتاج لسنه شيء من الفكر، يُمكن حين يتم سنه المستثمرين من ضخ استثماراتهم ودولاراتهم في السوق المصرية، ما كان من شأنه احتمالية قائمة أن تغنينا عن المزيد من القروض بل منها أيضاً قرض الصندوق الذي كان من الممكن الاستغناء عنه لو وفرنا دولارات بناء المفاعل والعاصمة وغيره وجلبنا استثمارات خارجية ما يرحمنا من إجراءات إصلاحية كان لازم الشعب ينزل يعبر عن رفضه لها.


لماذا لم ينزل الشعب؟ الخوف القلق الرغبة في الاستقرار، المعرفة المسبقة أن القبضة الأمنية مشددة وصارت مدعومة أمنياً، فهناك من يقتلون أمنياً ولا يسأل أحد عليهم كهؤلاء الذين حاولت الشرطة تلبيسهم مقتل روجيني، ولم يسأل أحد للآن عن من قتلهم؟ ولماذا قُتِلوا؟ ولم يحاكم أحد من منْ قتلتهم لأن الرأي العام أصبح مهيئ لتقبل كل جموح للشرطة.


الشعب لم ينزل لأنه يعرف ما قلته سلفاً في رأس المقال، من أن لو تم تغيير أي أحد من منظومة الحكم فالقادم إما أسوء أو مثل سابقه فلا جديد ولا إضافة، فهل أضافت حكومة إسماعيل على حكومة محلب؟ لا لم يحدث ولن يحدث أو عن أي حكومة سبقتها، لا طبعاً، لأن العقل واحد، والسيستيم واحد من زمان وللآن، ويا ليته لا يبقى للأبد حتى يصبح هناك أمل في غد أفضل.


على العموم، أنا لا أحب الثورات، ولا أحب التغييرات العنيفة اللهم إلا فيما ندر كالذي جرى مع الإخوان لاقتضاء الضرورة، لكن في حالتنا هذه كنت أطمح فقط في أن يعرف الجميع أن هناك رافضين، وإن كنت أعرف أنهم يعرفون من خلال متابعتهم لكتابات الكتاب، وبوستات السوشيال ميديا التي بات واضحاً ومن غير الممكن إنكاره أن الرئيس نفسه يتابعها بدليل معرفته بالسيدة منى فتاة الاسكندرية المكرمة من الرئيس لأنها تقوم بعمل لم يعد الإنسان يقوم به من زمن بعيد لكي تجري على لقمة عيشها.


المختصر المفيد تحية للسوشيال ميديا التي نقلت نبض ثورة 11/11 وللأميكيين الذين بإنجاحهم ترامب أجهضوا الثورة الإخوانية.