الأقباط متحدون - الكبير بتاعهم.. والكبير بتاعنا!
  • ١١:٣٣
  • الاربعاء , ١٦ نوفمبر ٢٠١٦
English version

الكبير بتاعهم.. والكبير بتاعنا!

مقالات مختارة | حمدي رزق

٥٧: ٠٧ ص +02:00 EET

الاربعاء ١٦ نوفمبر ٢٠١٦

حمدي رزق
حمدي رزق

رواية اللواء محمد على مصيلحى، وزير التموين، عن حوار دار بينه وبين «رجب شحاتة» كبير تجار الأرز، خلال اجتماع لجنة الزراعة بالبرلمان، رواية خطيرة.. هل علم بها رئيس الوزراء والجهات المعنية؟، عموماً لا يُستحب السكوت عليها فى مجلس الوزراء.

يروى الوزير عجباً: لما حصلت أزمة الأرز سألت عن الكبير بتاعهم، فجالى الحاج رجب شحاتة كبير تجار الأزر، وقالى: «استورد وسيبك منهم، طالما مش عاوزين يدوك الرز استورد».

القصة محزنة وخطيرة، وكلام الوزير (بتاعنا) فى مواجهة كبير التجار (بتاعهم) صادم: «ليه نستخسر الأرز فى المواطن المصرى، علشان 100 جنيه زيادة، اعتبروا الجزء اللى رايح لبطاقات التموين هو الزكاة عن المحصول، لكن نفاجأ بأن الأرز بيروح للخارج، أنا مقداميش حل غير إنى أستورد، والحقيقة جالنا كمية من الهند، أرز بجودة عالية، أرز بسمتى وموجود على مكتبى»!

عفواً سيادة رئيس الوزراء، لا يا سيادة الوزير، هذه مهزلة، التجار يتحكمون فى الحكومة، ويذلون الشعب، ويحتكرون الأرز، أتستورد الحكومة أرزاً هندياً بالدولار، وهم يصدرون الأرز المصرى بالدولار؟.. يستخسرون أرز المصريين فى المصريين، هذا عجب العجاب.

لو كنت من وزير التموين لطلبت من رئيس الحكومة منع تصدير الأرز المصرى إلى الخارج.. كيف يسمح بتصدير الأرز ولم تكتف بيوت المصريين منه؟.. كيف استطاع التجار السيطرة على محصول الأرز فى غيبة الحكومة؟.. وكيف ترضخ الحكومة لسيطرة التجار؟.. هل بلغ الضعف بالحكومة إلى حد التوسل للتجار بطلب الزكاة بفارق السعر على بطاقات التموين، آخرتها التجار يزكون على الشعب بأرز الشعب، لو كنت مكان الوزير ما خرج كبير التجار من مكتبه إلا بقرار يصادر به رئيس الوزراء الأرز لصالح وزارة التموين، وليكن ما يكون.

يا واخد قوتى يا ناوى على موتى، ولا تعض رغيفى، الاحتكار يتوغل وينتشر ويسيطر ويركّع الحكومة أمامه، المحتكرون يستعرضون عضلاتهم على الحكومة، تخيل كبير التجار بتاعهم يقول للوزير بتاعنا «طالما مش عاوزين يدوك الرز استورد». يا سلام من أين لهؤلاء هذه القدرة وهذا التبجح فى وجه الحكومة ممثلة فى وزير التموين؟ّ!.

سيادة رئيس الوزراء، ما عاش ولا كان من يجوّع المصريين يوماً، خذها ولا تخف، التسعيرة الجبرية للسلع الاستراتيجية حل أخير فى مواجهة تجبر التجار، لم يعد هناك حل آخر، استمرار الحال من المحال، والتجار كما هو واضح من رواية الوزير مصرون على التحدى حتى آخر الشوط.

وإذا لم تتحرك الحكومة لن تجنى سوى الخسارة، أسهل الحلول الاستيراد، الحكومة تستورد لسد جوع الغلابة، والتجار يصدرون قوت الغلابة، هو فيه كده فى الدنيا بحالها.. هل غلبت الحكومة فى ضرب الاحتكارات؟.. هل وضعت أصابعها فى الشق؟، الحكومة الرخوة تطمع فيها التجار، ناقص الوزير يشحت الرز من التجار!!

حفنة تجار يدوخون الحكومة السبع دوخات، ويتلاعبون بها، ويعطشون الأسواق، ويصدرون أرز الغلابة، ويحرمون الفقير من وجبة رخيصة.. لماذا لا تذهبون مباشرة إلى الفلاح بسعر عادل؟.. لماذا يسبقكم التجار دوماً؟ الحكومة مفروض يدها طويلة.. لماذا هى عاجزة هكذا وبتولول؟!

طول ما المهندس شريف إسماعيل يخشى التسعيرة الجبرية فلن تنضبط الأسواق، القوى له الأقوى منه، وكل عين أمامها صباع، ومتحطش صباعك تحت ضرس متوحش، والرهانات على وطنية التجار وتحليهم ببعض الإيثار خاسرة تماماً، هؤلاء ليسوا تجاراً، هؤلاء «تجار أورنص»، لا ذمة ولا عهد ولا أخلاق، تذوقوا لحم الحكومة، ولا يرتدعون، أظهر لهم العين الحمراء مرة، ستكون هى المرة، قف مع الشعب سيقف بجانبك الشعب، ولو اضطررنا للمقاطعة سنفعلها، خذها ولا تخف!!
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع