الأقباط متحدون | مشكلتنا ليست مع إخواننا المسلمين البسطاء
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٢٤ | الثلاثاء ١١ يناير ٢٠١١ | ٣ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٧٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

مشكلتنا ليست مع إخواننا المسلمين البسطاء

الثلاثاء ١١ يناير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: جرجس وهيب
تعرَّض أقباط "مصر"، أحفاد الشهداء الذين ارتوت أرض "مصر" بدمائهم على مر العصور، ودفع آلاف الشهداء حياتهم من أجل المحافظة على الايمان الأرثوذكسي- للعديد من الحوداث الإرهابية طوال السنوات الماضية؛ فخلال فترة التسعينات، كان الأقباط هدفًا للجماعات الإسلامية، وبخاصة محافظات الصعيد، وتعرَّضوا خلالها لسلسة من القتل والنهب والحرق على يد تلك الجماعات الإسلامية، مرورًا بمذبحة "الكشح" التي راح ضحيتها (21) قبطيًا دون أن يكون هناك عقاب رداع للجناة، وحادث عيد الميلاد المجيد من العام الماضي بـ"نجع حمادي" الذي لم يصدر فيه الحكم على الجناة حتى الآن، على الرغم من مرور عام على الحادث، وصولاً إلى مذبحة كنيسة القديسين بـ"الإسكندرية" التي أدَّت إلى استشهاد (23) شهيدًا في الدقائق الأولى من العام الجديد، والذين لم يقترفوا أي ذنب لكي يتمزَّقوا إلى أشلاء، إلا أنهم مواطنون أقباط ذهبوا إلى الكنيسة كي يستقبلوا العام الجديد وهم في بيت الله. لم يكونوا ذاهبين إلى حرب أو قتل أحد، وإنما لكي يتضرَّعوا إلى الله لكي يحفظ أسرهم ويحفظ بلادهم من أعداء الحياة.. لن تستطيع الكلمات أن تعبِّر عن هذه الكارثة التي حلَّت بأقباط "مصر"، ومدى القسوة المفرطة التي تعرَّض لها هؤلاء المصلين الشهداء، ولا الحزن الذى ألم بالأقباط بطول العالم.

وقوبل هذا الحادث الكارثي بتعاطف كبير لم أعتاده، ولم أرَ مثيل له طوال حياتي من الإخوة المسلمين. فالتعاطف والتحرك لم يكن من المسئولين الحكومين فقط، والذي تقتضي مهامهم الوظفية القيام بذلك، وإنما التحرُّك المؤثِّر كان لرجل الشارع المسلم العادي الذي أبدى تعاطفًا كبيرًا وغير مسبوق مع إخوانهم وشركائهم في الوطن. فعقب الإعلان عن الحادث بوسائل الإعلام، توافد على كنائس محافظة "بني سويف" الآلاف من الإخوة المسلمين من مختلف المهن والحرف.

فلماذا كان هذا التعاطف وما دلالاته؟
كان التعاطف من رجل الشارع العادي عندما أدرك الإخوة المسلمون فاجعة وكارثة الحادث، وعندما أدركوا أن إخوانهم في الوطن مستهدفين بالفعل من منْ؟ من المسلمين المتشدِّدين والجماعات الإسلامية، الذين جعلوا الأقباط هدفًا لتصفية حساباتهم، سواء مع الدولة، أو مع بعض الدول المسيحية.

إن أجهزة الشرطة بالدولة تعادي الأقباط، بل قد تسهِّل استهدافهم من خلال  التراخي في حمايتهم، والذي ظهر بوضوح في حادث "الإسكندرية"! فأين كانت الشرطة أثناء توقُّف السيارة أمام الكنيسة؟ أسئلة تحتاج أن يطرحها نواب الشعب الأقباط على وزير الداخلية، الذي قد يكون الوزير الوحيد الذي لم يقم بزيارة قداسة البابا لتقديم واجب العزاء في شهداء "الإسكندرية".. فمن الآن أصبح جميع الأقباط في كافة المحافظات مستهدفين، وأنا أتوقَّع أنه سيكون هناك حوداث مشابهة لهذه الحادثة إذا لم يتم إلقاء القبض على الجناة ومن يموِّلهم ويخطط لهم، ويسهل لهم أهدافهم.

وقد أظهر هذا الحادث بجلاء، أن مشكلة الأقباط ليست مع المسلم العادي؛ فالمسلم العادي "مطحون" مثله مثل المسيحي العادي، و"مكتوي" بنار الفساد والبطالة والمحسوبية، ويتم استخدامه من قبل بعض الأجهزة، والجماعات، ووسائل الإعلام ضد الأقباط في بعض الحوداث، وخاصةً موضوع بناء الكنائس. إن مشكلة الأقباط الحقيقية مع جهاز الأمن في "مصر" الذي يُعادي الأقباط. ولا أعرف سببًا لذلك!! هل لكي لا تستقر البلاد؟ فإذا استقرت البلاد   يطالب الجميع بحقوقهم. لا أعرف سببًا واضحًا لهذا العداء الكبير من جهاز الأمن للأقباط، وخاصةً في الفترة الأخيرة. فاستخدام العنف المفرط ضد الأقباط، كان مثار تساؤلات من عدد كبير من الأقباط، ومنظمات حقوق الإنسان، سواء داخل "مصر" أو خارجها.

أتمنى- إذا كانت الدولة جادة في اقتلاع الإرهاب من جذوره- أن تبدأ بنفسها، وتطيح بكل القيادات الأمنية التي تتَّخذ من الأقباط موقفًا سلبيًا وعدائيًا، وتتهاون في الدفاع عنهم. كما أتمنى من النواب الأقباط بمجلس الشعب أن يبادروا فورًا باستخدام كل الأساليب القانونية المخوَّلة لهم- من طلبات إحاطة، واستجوابات للأجهزة الأمنية- لمعرفة أسباب هذا العداء الكبير للأقباط!!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :