بقلم: القس ميلاد أنور
مع بداية كل عام جديد نحتفل بميلاد السيد المسيح. إلا أن هذا العام فاجئنا ببداية صعبة عن اى عام لذلك فانه في  ذكرى ميلاد المسيح نحتاج الى تذكر اغنية الميلاد التى غنتها الملائكة فى ميلاد المسيح "المجد لله فى الاعالى وعلى الارض السلام وبالناس المسرة."
ان انفجار قنبلة امام كنيسة القديسين بالاسكندرية فى الدقائق الاولى من العام والذى راح ضحيته عشرات واصيب اكثر من تسعين شخص لا ذنب لهم اكثر من كونهم ذهبوا للصلاة. يعلن هذا عن شدة احتياج العالم لما جاء به المسيح فى ميلاده السلام. ان هذه الترنيمة تعلمنا ثلاث حقائق عن ميلاد المسيح:

1)المجد لله: بمعنى ان يكون الله هو صاحب الملك والسيادة المطلقة - وبا لفعل الله هكذا- الا ان احتياج العالم هو ان يدرك ان لله السيادة المطلقة على كل شىء حتى فى وسط الاحداث المفزعة التى ترهب الكثيرين وتقتل الاخرين. فلا يمكن ان يكون حادث الاسكندرية بعيدا اطلاقا عن سلطان الله وسيادته. فليت العالم يدرك هذه الحقيقة المطمئنة للمنزعجين والحزانى والمتألمين.

2)على الارض السلام: ان ما حدث ويحدث فى مصر والعراق ونيجريا.......  وغيرها انما يعبر على حقيقة فقدان العالم للسلام الحقيقى فالسلام الحقيقى هو ما فعله المسيح بميلاده انه سلام الانسان مع الله ومع نفسه ومع الاخرين. وهذا هو السلام الذى يحتاجه العالم اليوم ان يتصالح الانسان مع الله فيمكن ان يفهم ويؤمن  ان الله اله سلام وليس اله قتل او انتقام بل يريد ان جميع الناس يعيشون فى سلام معه، وعند ادراك الانسان لسلامه مع الله يتصالح مع نفسه فيحبها ولا يفجرها ظنا منه ان يرضى الله الذى لا يمكن ان يرضى بقتل الانسان لاخيه الانسان( فهذا ما وبخ الله عليه قايين عندما قتل اخبه هابيل. تكوين 4 ) وسلام الانسان مع اخيه الانسان هو اكبر احتياج للعالم اليوم فليت يعيش كل منا هذا السلام.

3)وبالناس المسرة : وكيف يسر الناس؟ ان مسرة الناس لا تتحقق الا عندما يدرك الجميع شدة احتياجهم للايمان بسلطان الله المطلق والتمتع بالسلام معه، ومع انفسنا ومع الاخرين.

 هذا هو احتياج العالم وهذا ما اصلى ان يتحقق فى عالمنا اليوم فيكون ميلاد المسيح هو ميلاد حقيقى وليس احتفالا. فنغنى اغنية الميلاد عمليا" المجد لله فى الاعالى وعلى الارض السلام وبالناس المسرة"