الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم..وزير الدفاع السوري حافظ الأسد (ولد في السادس من تشرين أول/ أكتوبر 1930)
  • ٠٥:٢٩
  • الخميس , ١٧ نوفمبر ٢٠١٦
English version

فى مثل هذا اليوم..وزير الدفاع السوري حافظ الأسد (ولد في السادس من تشرين أول/ أكتوبر 1930)

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٣٤: ٠٨ ص +02:00 EET

الخميس ١٧ نوفمبر ٢٠١٦

وزير الدفاع السوري حافظ الأسد
وزير الدفاع السوري حافظ الأسد

فى مثل هذا اليوم 16 نوفمبر 1970م ..
يهيمن على السلطة في سوريا بعد انقلاب على رفاقه في حزب البعث العربي الاشتراكي.

سامح جميل
أدت أنشطته السياسية داخل الجيش إلى فصله من الخدمة العسكرية في الثاني من كانون أول (ديسمبر) 1961. وقف داخل حزب البعث ضد ما يُوصف بـ"القيادة التاريخية" للحزب، وكان عضوا في التنظيم العسكري السرّي المسؤول عن تنظيم المحاولات الانقلابية للهيمنة على السلطة، وقد اصطدم بمنافسيه في الحزب في معظم المؤتمرات القطرية والقومية التي عقدت بين عامي 1963 و1970، وكان محسوباً على اليسار الراديكالي، وقد حصل على ترفيعات استثنائية بعد وصول البعث إلى السلطة، واستلم مواقع هامة من بينها قيادة القوى الجوية والدفاع الجوي في الثاني من كانون ثاني (يناير) 1964، ووزارة الدفاع في الثالث والعشرين من شباط (فبراير) 1966،

وفي ظل رئاسته لوزارة الدفاع احتلت إسرائيل مرتفعات الجولان السورية دون مقاومة في الخامس من حزيران (يونيو) 1967، وقد نجح في السادس عشر من تشرين ثاني (نوفمبر) 1970 في إقصاء منافسيه في الحزب والدولة، واعتقل عددا منهم وأبعد آخرين وانفرد بالسلطة إلى حين وفاته عام 2000، وقد أصدر إثر ذلك بياناً باسم "القيادة القطرية المؤقتة" (الحركة التصحيحية)، جاء فيه: "إن حزبنا (..) كان يُبتلى بعقليات قيادية مناورة وعاجزة عن التطور وتمثل كل رواسب الواقع المتخلف الذي تعيشه أمتنا مما يجعلها عامل كبح دائم لنضالات قواعده وجماهيره، الأمر الذي كان يخلق هوة كبيرة بين ما يصبو إليه مناضلو هذا الحزب وجماهير الشعب وبين ما يسمح بتحقيقه قصور وتسلط تلك العقليات القيادية والمتعالية والمناورة مما سبب التناقض والشلل والانقسام في صفوف حركتنا الثورية الأصلية، وفي كل مرة تصدت فيها قواعد الحزب لتلك العقليات القيادية كان ينقسم الحزب على نفسه بفعل ما تملك العقلية من قدرة على ممارسة الديماغوجية والتزييف والتستر وراء شعارات لا تؤمن بها وكانت كل تلك الانقسامات بعيدة عن أن تكون انقسامات لها أسس ومنطلقات وأساليب عمل متمايزة بحيث يتحقق فرز علمي صحيح للشوائب التي قد تعلق بجسم أية حركة ثورية نامية ومتطورة، بل كان الانقسام يشطر الحزب إلى مجموعات فيها الغث والسمين وهكذا كانت تتوالى الكوارث على الحزب بفعل هذه العقلية المتخلفة (..) لقد مارست هذه العقلية ديكتاتورية في الحزب ووصاية على قواعده وإرهاباً فكرياً على مناضليه وإغفالاً لقرارات مؤتمراته وأقامت علاقات شخصية ونفعية وقربت وأبعدت بمقاييس لا تمت إلى التقويم النضالي بصلة.

إن حصيلة عمل تلك العقلية انعزال عن الجماهير الكادحة وفرض وصاية عليها وتسخير السلطة لإذلال المواطنين وهدر كرامتهم وبيروقراطية في أجهزة الحزب والحكم وقصور عن تطوير وتقويم أجهزة الحزب وقصور عن تقويم القوانين والأنظمة وإغفال كبير ومتعمد لدور المنظمات الشعبية وانغلاق عن الوطن العربي وقواه التقدمية وتفتيت للقوى التقدمية في داخل هذا القطر. ولكي تتوج هذه العقلية المناورة والمتسلطة أعمالها عمدت إلى تفجير أزمة مفتعلة كادت أن تودي بالحزب وثورته في هذا القطر بهدف هروبها من معركة المواجهة القادمة مع القوى الاستعمارية والصهيونية والرجعية. وعلى الرغم من تداعي قواعد الحزب المناضلة إلى عقد مؤتمر قطري استثنائي في ربيع عام 1969 لمعالجة الأزمة وعلى الرغم من المقررات الهامة التي اتخذها ذلك المؤتمر والتي هي في صلب اختصاصه وعلى الرغم من تظاهر العقلية المناورة والمتسلطة بالرضوخ لإرادة قواعد الحزب وإعلانها القبول بهذه المقررات وترشيح نفسها للقيادة القطرية على هذا الأساس وإعلانها الالتزام الكامل بها،

إلا أنها استمرت وخلال عامين تقريباً بالتهرب من تحمل المسؤولية ووضع العراقيل في طريق الذين تصدوا لحمل أعباء المرحلة بصدق وجدية وبروح المسؤولية والالتزام الحزبي والحرص على مصلحة الوطن والشعب التي هي فوق كل اعتبار. كما استمرت هذه العقلية بتسميم الجو الحزبي وخاصة على نطاق التنظيم القومي وتشويه صورة الثورة وجيشها العقائدي في هذا القطر بأذهان رفاقنا المناضلين في الوطن العربي الذين يخوضون أشرس المعارك ضد الرجعية العميلة في الأردن وضد العقلية المتسلطة على شعبنا في العراق وضد كل قوى التخلف والعمالة على كل الساحة العربية.

(..) في هذا الوقت بالذات دللت العقلية المناورة على استهتارها وضعف شعورها بالمسؤولية بافتعالها أزمة جديدة تركت البلاد في دوامتها أكثر من شهر، ولهذا ولكي لا نفسح المجال أمام هذه العقلية المناورة والمتسلطة والفردية أن تعرقل مسيرة الحزب والثورة وتضع جماهير الشعب في سلبية قاتلة، ولكي نعيد إلى حركة الثالث والعشرين من شباط صفاءها وثوريتها كان لابد لقواعد الحزب مدعومة بتأييد جماهيرنا الكادحة وبقوة هذا الشعب الذي لا تلن له قناة من أن تتصدى مرة أخرى لهذه العقلية فتبعدها نهائياً عن مسرح الأحداث وعن مواقع المسؤولية. وانطلاقاً من هذا الفهم فقد تصدى رفاق لكم من واقع الشعور بالمسؤولية والحرص على الحزب والثورة وشكلوا قيادة قطرية مؤقتة أخذت على عاتقها قيادة الحزب والثورة في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ أمتنا ووضعت برنامج عمل محددا لهذه المرحلة الانتقالية بما يكفل السير بجدية من أجل رأب الصدع والعودة إلى الحياة الطبيعية ريثما يعقد مؤتمر قطري لانتخاب قيادة قطرية جديدة بعد أن تكون القيادة القطرية المؤقتة قد جنبت الحزب والوطن كارثة محققة كانت تدفع إليها عقلية التسلط والمناورة في القيادة السابقة للتهرب من المسؤولية الثقيلة في هذه الظروف العصيبة"...!!